يعد قرار فيس بوك بإزالة الأخبار الأسترالية من منصته هو أحدث مناورة فى معركة مستمرة مع الحكومة الفيدرالية بشأن قانون وسائل الإعلام الإخبارية المقترح، ولأشهر مضت، كان عملاق التكنولوجيا يهدد بتقييد الأخبار الأسترالية على خدمته، ليقوم فى ليلة تمرير التشريع، بتنفيذ تهديده.
وقد أجرى موقع Nieman lab للأبحاث والدراسات الاستقصائية دراسة حول تأثر قرار حظر فيس بوك للأخبار فى استراليا على المستخدمين، حيث خلصت الدراسة إلى أن هذا القرار سيضر مستهلكى الأخبار فى المناطق الريفية وكبار السن.
أبرز المتأثرين بالقرار:
وأظهرت دراسة حول استخدام الأخبار المحلية أجراها مركز أبحاث الأخبار والإعلام بجامعة كانبيرا أن 32٪ من الأشخاص فى المناطق التى يقل عدد سكانها عن 30 ألف نسمة يتجهون إلى وسائل التواصل الاجتماعى لملء فجوة الأخبار، حيث أثر إغلاق الصحف وفقدان الوظائف بشدة على المناطق خارج المدن الأسترالية، وقد تم إغلاق أكثر من 100 منفذ إخبارى محلى خلال جائحة Covid- 19، فيما ستؤدى إزالة الأخبار من فيس بوك إلى تقييد خيارات الأشخاص الذين لديهم وصول محدود بالفعل إلى الأخبار.
وبحسب الدراسة فإن أكثر من ربع (27٪) ممن تعرضوا لإغلاق المنصات الإخبارية فى مناطقهم المحلية يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعى للحصول على الأخبار المحلية، مقارنة بـ 16٪ فقط ممن لم يتعرضوا للإغلاق.
وبينما تستخدم الأجيال الشابة وسائل التواصل الاجتماعى أكثر من الأجيال الأكبر سناً، فإنها تحصل على الأخبار من العديد من منصات التواصل الاجتماعي، أما بالنسبة لكبار السن، فيبدو فيس بوك وسيلة التواصل الاجتماعى الوحيدة التى تمدهم بالأخبار، لذلك، من المرجح أن تتأثر هذه الكتلة.
من أين يحصل الأستراليون على أخبارهم؟
فى حين أن بعض الفئات المهمشة ستتأثر أكثر من غيرها، من المهم أن نتذكر أنه بالنسبة لمعظم الأستراليين فى بيئة وسائط هجينة، يعد فيس بوك مجرد مصدر واحد للأخبار، حيث يُظهر "تقرير الأخبار الرقمية: أستراليا 2020" أن ثلاثة أرباع مستهلكى الأخبار فى البلاد يحصلون على أخبارهم من مصدرين مختلفين أو أكثر عبر الإنترنت.
وفى حين أن فيس بوك هو أكثر منصات التواصل الاجتماعى شعبية للأخبار فى أستراليا (39٪)، يستخدم جميع المستهلكين تقريبًا أكثر من منصة واحدة للحصول على أخبارهم، فيما يستخدم 6 ٪ فقط من الأستراليين فيس بوك للوصول إلى الأخبار مع استبعاد جميع منصات الوسائط الاجتماعية الأخرى.
وفى الوقت الذي يتزايد فيه استخدام فيس بوك للحصو على الأخبار على مستوى العالم، نجد أنه فى أستراليا، انخفض من 45٪ فى عام 2016 إلى 39٪ فى عام 2020، وبينما ارتفع استهلاك الأخبار بشكل عام فى الأشهر الأولى من جائحة Covid- 19، كما تظهر الدراسات الدولية أن استهلاك الأخبار يعود إلى مستويات ما قبل الجائحة.
وقبل هذا القرار من قبل فيس بوك فى أستراليا، كانت هناك مؤشرات على أن المؤسسات الإخبارية كانت تدرس طرقًا لتقليل اعتمادها على المنصات الرئيسية للتواصل الاجتماعي، حيث أظهرت دراسة أجراها معهد رويترز لدراسة الصحافة أن 76٪ من قادة الإعلام حددوا أهمية زيادة الاشتراك الرقمي أكثر من عائدات الإعلانات.
مخاوف بشأن المعلومات الخاطئة
مصدر قلق آخر هو أنه إذا لم يعد هناك أخبار على فيس بوك، فقد يكون الأشخاص أكثر عرضة للمعلومات المضللة، حيث أن غالبية الأستراليين (64٪) لديهم بالفعل مستويات عالية من القلق بشأن المعلومات الخاطئة، خاصة على فيس بوك (36٪). وهذا أعلى من مخاوفهم بشأن المعلومات الخاطئة على المواقع أو التطبيقات الإخبارية (19٪)، والمنصات الاجتماعية الأخرى.
وعلى وجه الخصوص، يشعر الأستراليون بالقلق إزاء المعلومات المضللة من الحكومات الأسترالية والسياسيين والأحزاب السياسية (35٪)، والمجموعات الناشطة (20٪)، مقارنة بـ 14٪ الذين يشعرون بالقلق من أن الصحفيين والمؤسسات الإخبارية مصدر معلومات مضللة.
هل يغير مستهلكو الأخبار عاداتهم
إذا كان هذا التغيير دائمًا وحافظ فيس بوك على حظره للأخبار الأسترالية، فيجب على مستهلكى الأخبار تغيير سلوكهم، ففى الوقت الحالي، يذهب 31٪ من مستهلكى الأخبار عبر الإنترنت الأستراليين مباشرةً إلى المواقع الإخبارية، بينما يصادف 37٪ الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي، أما أولئك الذين مصدر أخبارهم الرئيسى هو وسائل التواصل الاجتماعى فتبلغ نسبتهم (16٪) وهم أقل عرضة للتوجه مباشرة إلى العلامات التجارية الإخبارية مقارنة بمن يستخدمون التلفزيون (27٪).
ولمساعدة المؤسسات الإخبارية على كسر اعتمادها على منصات التكنولوجيا، فإنها بحاجة إلى تشجيع المواطنين على الانتقال مباشرة إلى مواقع الويب أو التطبيقات ذات العلامات التجارية الخاصة بهم، وقد يكون هذا صعبًا لأن أولئك الذين يصلون إلى الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعى أقل اهتمامًا بالأخبار من أولئك الذين يبحثون عنها مباشرة.
كما كشف التقرير أن ثلث الأشخاص الذين لديهم اهتمام ضئيل بالأخبار يصادفونها أثناء استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، تكون الأخبار عرضية - مثل تشغيل الراديو فى الخلفية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة