مازالت قطاعات السياحة والطيران تنزف حول العالم من تداعيات تفشي فيروس كورونا والإغلاق الذى تعاني منه الكثير من دول أوروبا وأمريكا، وتضررت الكثير من البلدان التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على القطاع السياحي لتحاول التعايش مع الأزمة وتقليل الخسائر قدر الإماكن، وهذا ما عملت عليه جزر المالديف التي يساهم قطاع السياحة فيها بنسبة 28% من الناتج المحلي الإجمالي، وهي واحدة من أعلى المعدلات في العالم.
وتستقبل جزر المالديف، في المحيط الهندي، 1.7 مليون زائر سنوي، ولكنها في عام 2020، كان لديها حوالي 500.000 زائر فقط، ورغم الانخفاض الكبير في الأعداد إلا أنها تمثل واحدة من أنجح قصص السياحة والريادة السياحية وسط جائحة كورونا، وشهدت الوجهات السياحية حول العالم نقص مليون سائح خلال العام الماضي، مما أصاب الكثيرين بحالة من القلق في غالبية الوجهات.
الحياة فى المالديف
وأقدمت جزر المالديف على قرار جرئ في منتصف العام الماضي، ورغم إغلاق العديد من الوجهات الأخرى حدودها، اختارت جزر المالديف إعادة فتح أبوابها بالكامل للمسافرين من أي بلد، بغض النظر عن وضع فيروس كورونا في يوليو 2020، ونقلت شبكة CNN، عن بيانات من جامعة ولاية ميشيجان، أن قرار المالديف بسبب الوضع الاقتصادي، حيث تساهم السياحة بنسبة 28% من الناتج المحلي الإجمالي لجزر المالديف.
السياحة فى المالديف
وتتميز جزر المالديف جغرافيا بأجواء تتناسب مع بروتوكولات فيروس كورونا، حيث توجد العديد من الفنادق والمنتجعات في جزرها الخاصة، كما أن هناك أكثر من ألف جزيرة للاختيار من بينها، حتى قبل أن تدخل الجزر الاصطناعية في المعادلة، مما يجعل العزلة والتباعد الاجتماعي مسألة من السهل تحقيقها للغاية في المالديف.
جزر المالديف
واستغلت جزر المالديف عطلات جزر آسيا والمحيط الهادئ الشهيرة الأخرى مثل تاهيتي، وبالي، وفوكيت، وأنها ظلت محظورة، واستفادت من حقيقة الأوضاع وأنها كانت في حالة جيدة نسبياً مع الفيروس، وأعادت فتح حدودها منذ ذلك الحين بجانب اتخاذ محاذير كبيرة ولكنها أقل من مثيلتها في الجزر الأخرى، حيث تطلب كل من تايلاند وسريلانكا الخضوع للحجر الصحي الإلزامي في الفندق لمدة أسبوعين قبل التمكن من التجول في أي مكان آخر داخل البلد.
فنادق المالديف
قرى المالديف
بينما أعيد فتح جزر المالديف دون قيود أو شروط في يوليو 2020. وفي سبتمبر 2020 طالبت جميع المسافرين بإظهار دليل على فحص "كوفيد-19" السلبي عند الوصول فقط دون إجراءات عزل تزيد من معاناة السياح وتسبب هروبهم.
كما أثر اعتماد جزر المالديف بشكل كبير على المنتجعات الفاخرة لصالحها عندما يتعلق الأمر بالفحوصات والتباعد الاجتماعي. وعلى سبيل المثال، تجري بعض المنشآت المتطورة فحوصات "كوفيد-19" الإضافية داخل المنتجع كإجراء حماية إضافي ضد انتشار الفيروس.
منتجعات المالديف
ووفق CNN، قال ثوييب محمد، العضو المنتدب لشركة جزر المالديف للتسويق والعلاقات العامة، وهي هيئة السياحة الوطنية في البلاد، إن جزر المالديف استقبلت إجمالي عدد زوار بلغ 555،494 زائراً في عام 2020، متجاوزةً التوقعات بوصول 500 ألف وافد بحلول نهاية عام 2020.
وأضاف: "أن الميزات الجغرافية الفريدة لجزر المالديف تعد أكبر ميزة لديهم، مضيفاً أن تنفيذ بروتوكولات النظافة الصارمة إلى جانب سهولة انتشار الأشخاص في الجزر المختلفة قد خلق مزيجاً مقنعاً للمسافرين الذين أرادوا الهروب من كل شيء. وقمنا بالترويج للوجهة كملاذ آمن للسياح".
ولعبت البنية التحتية دوراً أيضاً، إذ تحتوي العديد من المنتجعات على عمليات نقل خاصة بالقوارب أو الطائرات، ما يعني أن الزوار الذين وصلوا إلى البلاد يمكنهم الوصول إلى وجهاتهم النهائية دون لقاء العديد من السياح الآخرين.