قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك الماورنة بلبنان، خلال كلمته فى قداس اليوم الحد، وباء كورونا يفتك بشعبنا وبأرضنا، وبالعالم ويخطف الضحايا والأعزاء، وفيما الجوع يتآكل شعبنا، وفيما أوصال الدولة تتفكك، والمسؤولون السياسيون يتشوهون في إنسانيتهم، وفي سوء ممارسة سلطتهم وجعلها للخراب لا للبنيان، وفق وكالة الأنباء اللبنانية.
أضاف الراعى: إننا بإيمان الأبرص وتواضعه، نلتمس من الرب يسوع، مخلص العالم وفادي الإنسان، الشفاء من الخطايا ومن وباء كورونا ومن حالة البؤس التي تتآكلنا وتتآكل دولتنا ومقوماتها، إننا نضم صوتنا، الصاعد من عمق قلبنا مجروح، إلى أصوات منكوبي إنفجار بيروت، وهم أهالي الضحايا ال 204، و 6500 جريح و 300,000 مشرد من أصحاب البيوت والمتاجر والمؤسسات المهدمة والمتضررة.
استطرد قائلا: هؤلاء كلهم كانوا ينتظرون نتيجة التحقيق العدلي منذ أكثر من ستة أشهر، إلى جانب الموقوفين من دون إثبات قانونى، فإذا بشكليات وبراهين واهية تطغى على كل هذه الكوارث فتكف يد المحقق العدلى، ليعود التحقيق إلى نقطة الصفر. وهذا يثبت المطلب الأساسي منا ومن غيرنا بضرورة التعاون مع محققين دوليين، نظرا لإتساع رقعة هذه الجريمة ضد الإنسانية. وفي كل حال، نتمنى للمحقق الجديد الرئيس طارق البيطار النجاح والإسراع في مهمته الدقيقة. ونتمنى للقضاء الذي كان إحدى منابر لبنان، الإفلات من يد السياسيين والنافذين.
أمام هذا الواقع المؤسف، إضافة إلى إستحالة التفاهم بين المرجعيات السياسية لتشكيل حكومة مهمة، ولإتخاذ أي قرار إصلاحي منذ مؤتمر CEDRE، وإلى فقدان الثقة فيما بين هذه المرجعيات، وانقطاع الحوار، وتوقف عجلات الدولة، وعدم وجود سلطة دستورية قادرة على إحيائها، دعونا إلى مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية منظمة الأمم المتحدة، من أجل إعادة إحياء لبنان، عبر تحصين وثيقة الوفاق الوطني الصادرة عن مؤتمر الطائف سنة 1989، وتطبيقها نصا وروحا، وتصحيح الثغرات الظاهرة في الدستور المعدل على أساسها سنة 1990. أما الهدف الأساسي والوحيد فهو تمكين الدولة اللبنانية من أن تستعيد حياتها وحيويتها وهويتها وحيادها الإيجابي وعدم الإنحياز، ودورها كعامل استقرار فى المنطقة.
وأضاف الراعى قائلا: " إن ما نطمح إليه عبر هذا المؤتمر هو دولة موحدة بشعبها وأرضها، بشرعيتها وقرارها، بمؤسساتها وجيشها، بدستورها وميثاقها؛ ودولة قوية تبني سلمها على أساس مصلحتها الوطنية وحق شعبها بالعيش الآمن، لا على أساس مصالح دولٍ أخرى؛ ودولة ديمقراطية حضارية تعيش زمانها، وتواصل رسالتها في بيئتها المشرقية بتلاقي الحضارتين المسيحية والإسلامية والعيش المشترك النموذجي".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة