يقع فرع المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد شمال مدينة الغردقة، أول محطة بحثية لعلوم البحار في الشرق الأوسط، يعمل بالمعهد أقدم فني تحنيط بمحافظة البحر الأحمر والمتخصص في تحنيط الكائنات البحرية المختلفة، والتي يتم العثور عليها نافقة، ويتم تحنيطها لعرضها داخل متحف علوم البحار، أو للاستفادة منها في الأبحاث العلمية.
علام إسماعيل، من مواليد مركز نجع حمادي محافظة قنا، تم تعيينه بمعهد علوم البحار بالغردقة عام 1987، وأعلم من سابقيه بفن تحنيط الكائنات البحرية لعرضها في متحف علوم البحار، حيث يقول فني التحنيط إنه تعلم ممن سبقوه تلك الحرفة وكانوا يستخدمون الجبس بعد تفريغ أحشاء الكائنات البحرية للتحنيط، الإ أنها مع مرور الزمن كانت تتسبب في كسر تلك الكائنات بعد تحنيطها وكذلك تصبح بعد التحنيط ثقيلة، وهو من اخترع وضع قش الأرز بدل احشاء الكائنات البحرية بديلا للجبس.
وأضاف علام أسماعيل، أقدم فني تحنيط بالبحر الأحمر متخصص في تحنيط الكائنات البحرية، أن عمليات التحنيط للأسماك والكائنات البحرية، تبدأ بمعاينة الكائنات النافقة قبل البدء في التحنيط، بالكشف عن الجلد الخارجي له، ولابد أن يكون سليما ولم يصل بعد لمعرفة التعفن، بعد ذلك يتم تفريغه من اللحم تمام من الداخل وحشوه بقش الرز، ووضع بعض المواد الكيماوية قبل حشوه وتثبيت الذيل والزعانف.
وتابع: بعد ذلك يتم دهان جسم الكائن بالخارج بمادة ملمعة، لإظهار شكله الحقيقي، متابعًا أن الوقت الذي يستغرقه كل كائن بحري في التحنيط، حسب حجمه كلما كان أكبر استغرقت عملية تفريغه وقت أكبر، موضحا أكبر كائن بحري قام بتحنيطه هو الدولفين القاتل الكاذب، والذي يبلغ طوله 5 أمتار وهو من فصيلة الحيتان، بعدما تم العثور عليه نافقا بالغردقة، وكذلك عروس بحر "الدوجنج " بطول 3 أمتار ونصف.
وكشف أن هناك كائنات بحرية صعب تحنيطها، مثل الحيتان أو الدلافين من فصيلة الحيتان لأن ليس بين جلودها ولحومها من الداخل فارق، حيث يقوم بعملية تخفيف للحم لأقل المستويات حتى تتم عملية التحنيط، بينما القروش والدوجنج عروس البحر يتم التحنيط فيها بسهولة لوجود فاصل بين لحومها وجلودها.
وأوضح أن أهم قاعدة في التحنيط، عدم بقاء أي لحوم داخل الكائن ولو تركت لتسببت في تعفنه وفشل التحنيط، وهناك أدوات معينة تستخدم في عملية التحنيط، تبدأ بسكاكين يتم الاستعانة بها بمقاسات معينة لكل كائن حسب حجمه، ومادة البوركس التي تعمل على تجفيف الجلد، والتأكد من عدم وجود لحوم، قائلا "كلما كان ما بداخل الكائنات البحري فارغ من اللحوم كلما عاش أكثر دون كسر بعد تحنيطه".
كما أوضح أن في عيون الكائنات البحرية، يتم استخدام الزجاج كبديل للعيون حيث يتم أخد المقاسات العين وتصنيع زجاجة من خلال القص والتجويف وتركيبها على الكائن البحرى، كأنها حقيقية، موضحا أن يتم تلميع الزجاج لتظهر محتويات العين من الداخل.
وكشف أنه أعاد ترميم سلحفاة النعامة المعمرة المتواجدة في المتحف والتي لها أكثر من 200 سنة داخل المتحف، ومضى على تحنيطها قرابة الـ 100 عام وهي من المعمرات يصل عمرها لـ 500 عام، حيث كان بها كسر في الظهر وقام بترميمه، وتابع أنه يسافر بين فروع المعهد المختلفة لأجراء عمليات تحنيط، حيث أنه سافر للسويس والاسكندرية للتحنيط كائنات بحرية تابعة للمعهد القومي لعلوم البحار.
ولفت علام اسماعيل أقدم محنط للكائنات البحرية بالبحر الأحمر، إلى أن طلاب كلية علوم بحار يأتون خصيصا له للمعهد ليعلمهم ويعطيهم دورات تدريبية في تحنيط الكائنات البحرية المختلفة، مؤكدا أنه حتى الآن علم جميع فنيين التحنيط بمعهد علوم البحار بالفروع المختلفة حيث علم ثلاثة من الإسكندرية وثلاثة في البحر الأحمر وآخرين في أفرع أخري مختلفة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة