د.العيسى من مجلس الشؤون العالمية في لوس أنجلوس: أطروحات إقصاء الحضور الفاعل للمرأة يُمثل نظريات أصحابه لا الإسلام

الثلاثاء، 23 فبراير 2021 03:15 م
 د.العيسى من مجلس الشؤون العالمية في لوس أنجلوس: أطروحات إقصاء الحضور الفاعل للمرأة يُمثل نظريات أصحابه لا الإسلام الشيخ العيسى خلال لقائه أعضاء مجلس الشؤون العالمية في لوس انجلوس
كتب - إسماعيل رفعت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

استضاف رؤوساء الولايات المتحدة وقياداتها البرلمانية والفكرية

 
التعليم المجرد عن المعارف والبرامج التربوية الفعالة لا يعالج معضلة الوعي الفكري والسلوكي في عالمنا
 

استيعاب حتمية التنوع الديني والفكري والحضاري ركيزة مهمة في تقبل الآخر ونجاح الحوار والتبادل معه

 
نتائج الصدام الحضاري فادحة الخطورة ،،، وعلى العقلاء تلافيها في وقت مبكر
 

الصدام الحضاري لا يواجَهُ إلا بالمهارات التربوية والتوعوية للأسرة والتعليم ومؤسسات المجتمع المدني

 
مؤسسات الاندماج الوطني في دول التنوع لن تعمل بكفاءة إلا بالتهيئة والإقناع والاستقطاب لا الفرض أو الازدراء والتهديد
 

معضلة مؤسسات الاندماج الوطني ليست في كفاءة تشريعاتها ولكن في أدواتها التنفيذية القادرة على بث الروح فيها

 
الانقسام مفهوم واسع يطال الصداقة والوئام بين الأمم والشعوب وداخل الدول الوطنية
 

الإخلاص والتكامل بين المؤسسات الدولية والوطنية هو الركيزة الأساس في تلافي الانقسام الدولي أو الوطني وعلاجه

 

العنصرية والكراهية أكبر مهدد لسلام عالمنا ووئام مجتمعاتنا.. ولا بد لها من تشريعات قوية وفعَّالة

 
 
 
 
استضاف مجلس الشؤون العالمية ومجلس المدينة في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى في ندوة حوارية، عبر الاتصال المرئي، حضرها أكثرها من ألف شخصية مهتمة بالقضايا الفكرية والسياسية ذات الصلة والعلاقة بين أتباع الأديان والثقافات.
 
واستهلت رئيسة المجلس السيدة كيم ماكليري بلو الندوة بالترحيب بمعالي الشيخ العيسى، مشيدة بالدور العالمي الذي باتت رابطة العالم الإسلامي تقوم به تجاه الحوار والتفاهم والتعاون بين أتباع الاديان والثقافات و مواجهة الكراهية والتعصب وتعزيز الاندماج والتعايش داخل المجتمعات المتنوعة.
 
بعد ذلك رحب مدير الندوة مدير الأعمال الاجتماعية العالمية لمركز سيمون ويزنتال السيد إبراهام كوبر بالشيخ العيسى مقدراً الجهود التي قام بها عالمياً باسم أهم المنظمات الإسلامية الدولية "رابطة العالم الإسلامي" مستعرضاً الجهود الرائعة في هذا الشأن.
 
بعد ذلك أعطى الكلمة لمعالي الشيخ العيسى والذي توجه بالشكر للقائمين على الندوة، مشيداً بمدينة لوس أنجلوس باعتبارها مكاناً غنياً بالتنوع المعزز لتميزها، كما أشاد بالحضور والتأثير العالمي للمركز.
 
ولفت الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي إلى أهمية الحوار بين الشرق والغرب من جهة، ومن جهة أخرى أهمية الحوار في الداخل المجتمعي الواحد بين التنوع الوطني منطلقاً من مشتركاته الواحدة سواء كانت مشتركات وطنية أو إنسانية أو مشتركات تتعلق بالقيم الأخلاقية بشكل عام.
 
وأكد أن الغموض وانعدام الثقة بين أتباع الحضارات والثقافات يقوّض أي محاولات لخلق الانسجام بينهم، كما أنه يؤدي إلى الانقسام المجتمعي وربما أدى إلى العنف داخل المجتمعات الوطنية ولاسيما ذات التنوع.
ثم شرح مفهوم الاعتدال وكيف يمكنه أن ينشر السلام والوئام بين الجميع، محذرًا من محاولة المتطرفين من أي دين أو فكر أو آيديلوجية نشر الكراهية وما ينتج عن ذلك من تداعيات.
 
وتحدث الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عن العلاقات التي أقامتها الرابطة مع مختلف المؤسسات والشخصيات الدينية العالمية، والتي هيّأت لها الذهاب إلى سريلانكا لمداواة جرحى العملية الإرهابية عام 2019، وزيارة معسكر أوشفيتز ببولندا على رأس وفد إسلامي من كبار العلماء المسلمين من مختلف الدول الإسلامية، ومن مختلف مذاهبهم وطوائفهم.
 
وبين د. العيسى أن منهج الرابطة في العمل يقوم على ردم الخلافات السلبية، وهو ما هيّأ لها على سبيل المثال عقد مؤتمر (وثيقة مكة المكرمة) عام 2019 والذي أقرّه 1200 عالم من 139 دولة يمثلون 27 طائفة إسلامية.
ثم تطرق معاليه إلى اتفاقية السلام والتضامن والتي وقعها قادة أتباع الأديان الثلاثة في فرنسا بطوائفهم المتعددة والتي دعت إليها رابطة العالم الإسلامي وتم توقيعها في باريس عام 2019؛ مؤكداً احتواء الاتفاقية على برامجَ تنفيذية، ولقاءات ثنائية لتعزيز القيم المشتركة بين أتباع الأديان الثلاثة.
 
وأشار إلى أن الرابطة ليست جهة سياسية لكنها تؤمن بحق كل دولة في التمتع بالسيادة على قراراتها، وترفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، موضحاً أن الدول تربطها رابطة أممية هي الأمم المتحدة لها مواثيقها ومعاهداتها وقوانينها الدولية.
وزاد معاليه أن الرابطة وقّعت اتفاقيات تعاون بيني مع عددٍ من المنظمات الدينية والفكرية  بهدف تحقيق الأهداف المشتركة ونشر السلام والتعايش في المجتمعات الإنسانية، والتصدي لدعاة الكراهية والعنصرية.
 
وعن المرأة في الإسلام، قال إن المرأة المسلمة تمتعت بمكانة منذ بداية الإسلام، وأن أي انتهاك لحقوقها لا يمثل الإسلام وإنما يمثل أصحابه.
وأوضح معاليه أن التطرف الديني يقوم على أفكار مغلوطة يهمنا على الدوام العمل على بيان زيفها؛ مشدداً على أن المواجهة العسكرية مع الإرهاب مع أهميتها البالغة إلا أنها لا تكفي وحدها، وإنما يتعين مواجهته فكرياً لكشف زيف أطروحاته التي يتغذى عليها.
 
وعبّر معاليه عن مواصلة الرابطة التعاون مع كافة القادة الدينيين ومراكز الفكر والتواصل الحضاري حول العالم، كما أكد معاليه أن الرابطة تعمل على التواصل مع الشباب بشكل خاص حيث التقت الرابطة بمئات الشباب المؤثرين في العالم الإسلامي وغير الإسلامي.
 
وتابع الشيخ العيسى قائلاً: لقد التقينا قبل جائحة كورونا على سبيل المثال بمئات الشباب الإندونيسي ومعهم شباب من دول مجاورة من مسلمين وغير مسلمين في لقاء شبابي رائع جداً وملهم لبقية الشباب، هذا فقط أحد النماذج الأخيرة، ودار خلال اللقاء استعراض عدد من المحاور التي تهم الشباب بشكل كبير، وطالبونا بأن تستمر هذه اللقاءات بشكل دوري، ولاحظنا قيام مشاهير هؤلاء الشباب في السوشل ميديا بنقل ما دار من نقاشات وتوصيات، لاشك أن الرهان على الشباب مهم للغاية سواء من جهة تأثيرهم، أو من جهة كونهم يمثلون المستقبل القادم لأوطانهم وللإنسانية أجمع.
 
وواصل الدكتور العيسى حديثه بأن جائحة كورونا (كوفيد-19) علمتنا الأهمية البالغة للوَحدة عند مواجهة التهديدات التي تعرضنا جميعًا للخطر، إن الأوبئة ، مثل الإرهاب ، لا تعرف حدودًا دولية ولا تقدم أي حصانه لأي دين أو عرق أو عقيدة، لذلك يعتمد انتصارنا على التعاون بيننا، معًا يداً بيد يجب أن نبني عالمًا أكثر أمانًا وازدهارًا للأجيال القادمة، عالم لا يُقتل فيه الأفراد في مسجدهم أو كنيستهم أو كَنِيْسهم أو عموم المعابد، عالم يحتضن تنوعنا، عالم تُقَدَّر به إسهاماتُنا.
 
وزاد إن عالمنا لا يمكن له أن يتجاوز الشر أو الجهل الذي يريد أن يُقسمنا، ويريد أن يجعل من تنوعنا الديني والحضاري أداة للصراع والصدام،، لا يمكن له تجاوز ذلك إلا من خلال الحوار الفعال والاستيعاب الحقيقي للسنة الإلهية العظيمة التي تقضي بحتمية الاختلاف والتنوع بين البشر، كما أن منطق العدالة بكافة معانيها ودلالاتها ركيزة في سعادة البشر.
 
وأضاف: لقد أكد القرآن الكريم كافة هذه المعاني في أكثر من آية صريحة في هذا الأمر، لكن التطرف لا يقف عندها وإذا قرأها حاول أن يحرف معناها، وهو في غالب الأحوال يُفَضِّل ألا يستعرضها، إذا أرادنا تعزيز وجودنا في مجموعة الأخيار والحكماء والمصلحين وصانعي السلام فعلينا أولاً أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع الآخرين، مستوعبين حقاً لحكمة تنوعنا، وكيف يجب أن يكون ذلك داعماً لوحدتنا كأسرة إنسانية واحدة، و من ثَمَّ مُعَزِّزاً لمَحبتنا وتَسَامُحنِا مع بعض، وهذه القيم الإنسانية المشتركة هي سبيل خلاص عالمنا من شرور الكراهية والعنصرية والتطرف والعنف والإرهاب أياً كانت هويته، كما يجب أن نُعَلِّمَ أطفالنا تلك القيم لتكون سلوكاً تلقائياً في شخصيتهم نابعاً من ضميرهم النقي وعقلهم السوي. 
 
وأوضح معاليه أن غياب الوعي يُمثل معضلة كبيرة حول العالم، مشيراً إلى أن التعليم المجرد عن المعارف والبرامج التربوية الفعالة لا يعزز الوعي الفكري والسلوكي ومن هنا جاءت أهمية الأسرة والتعليم في تعزيز الوعي والذي تستفيد منه الدُّوَل الوطنية والعلاقات بين الأمم والشعوب بشكل عام.
 
كما أكد على أهمية استيعاب حتمية التنوع الديني والفكري والحضاري بوصفه ركيزة مهمة في تقبل الآخر ونجاح الحوار والتبادل  معه، مشيراً إلى أن نتائج الصدام الحضاري فادحة الخطورة وأن على العقلاء والحكماء تلافيها في وقت مبكر بكافة وسائل التفادي ومن ذلك تعزيز دور الأسرة والتعليم وكافة مؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة وفي مقدمتها مؤسسات الاندماج الوطني في دول التنوع والتي لن تعمل بكفاءة إلا من خلال التهيئة والإقناع والاستقطاب لا الفرض أو الازدراء والتهديد.
 
ونبه على أن المعضلة الحقيقية لتلك المؤسسات ليست غالباً في كفاءة تشريعاتها ولكن في كفاءة أدواتها التنفيذية القادرة على بث الروح الوطنية والإنسانية فيها، فيما أشار إلى أن الانقسام مفهوم واسع يطال الصداقة والوئام بين الأمم والشعوب بشكل عام، كما يطال داخل الدول الوطنية بشكل خاص، مؤكداً بأن الإخلاص والتكامل بين المؤسسات الدولية والوطنية يُعتبر الركيزة الأساس في تلافي الانقسام الدولي أو الوطني وعلاجه.
 
وتابع قائلاً: العنصرية والكراهية وهيمنة المصالح المادية على حساب العدالة والقيم تُعتبر أكبر مهدد لسلام عالمنا ووئام مجتمعاتنا، وقال بأن هذه الشرور تُمثل المواد الأولية لصناعة كل شر بما في ذلك الانقسام الدولي أو الوطني، ولا بد لذلك كله من تشريعات دولية وتشريعات وطنية تراعي ظرفية كل دولة على أن تكون تلك التشريعات قوية وفعَّالة تعالج أزماتها العامة والتفصيلية مع متابعة تطوراتها باستمرار.
بعد ذلك فُتح الحوار مع معاليه والذي تناول عدداً من الموضوعات ذات الصلة بمحاور اللقاء.
يُذكر أن مركز سيمون ويزنتال يُعتبر من المراكز الرائدة في المجال الحقوقي والفكري، وسبق له استضافة 250 زعيم دولة، من بينهم ثمانية رؤساء أمريكيين علاوة على قيادات برلمانية وفكرية.
 
 
 



 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة