نشاهد، اليوم، صورة لـ سكان برلين الغربية يعرضون أطفالهم على أجدادهم الذين يقيمون فى الجانب الشرقى، والصورة تعود إلى عام 1961، وذلك فى سنوات الفصل التى حدثت فى ألمانيا بعد هزيمتها فى الحرب العالمية الثانية.
لقد استولت دول الحلفاء على ألمانيا بصورة مرعبة، وراحوا يقسمونها حتى لا تعود قوية مرة أخرى، وبعد سنوات صار العزل كارثيا، لقد أصبحت هناك دولتان تحكم كل منهما عقلية مختلفة تماما.
وقد شاهدت الصورة على صفحة Marina Amaral على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" والصورة معبرة جدا عن المعاناة الكبرى التى وقعت لهذه الدول، تخيلوا الرجل والمرأة، ربما هما زوجان يحاولان أن يرى أهلهما على الجانب الآخر "الطفلين" الذين أنجباهما، حتما كان هذا لقاء مغرقا في الدموع، تخيلوا على الجانب الآخر، كيف أن الأهل لا يستطيعون أن يلمسوا الطفلين، أية معاناة صنعتها الحرب وكرسها الاستعمار.
هذا الجدار الذى نشاهده كان بداية "جدار برلين" الشهير الذى بدأ بناؤه في عام 1961 والذى صار يفصل شطرى برلين الشرقى والغربى والمناطق المحيطة فى ألمانيا الشرقية، ولقد كان الغرض منه تحجيم المرور بين برلين الغربية وألمانيا الشرقية، وجرى تحصينه على مدار الزمن، ولكن تم فتحه فى نوفمبر 1989 وهدم بعد ذلك بشكل شبه كامل.
