بديعة مصابنى.. مجرد راقصة أم صانعة فن؟

الخميس، 25 فبراير 2021 07:00 م
بديعة مصابنى.. مجرد راقصة أم صانعة فن؟ بديعة مصابنى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى الـ 129 على ميلاد الفنانة الاستعراضية والراقصة اللبنانية الكبيرة بديعة مصابنى، أحد رواد المسرح الاستعراضى العربى فى بدايات القرن العشرين، إذ ولدت فى 25 فبراير عام 1892، وهى واحدة من صناع الفن إذ أسست فرقة خاصة بها للرقص والتمثيل المسرحى، كانت أشبه بالمعهد الفنى، حيث تخرج منها كوكبة من النجوم مثل فريد الأطرش، محمد فوزى، وإسماعيل ياسين، حورية محمد، تحية كاريوكا، سامية جمال وغيرهم.   
 
وبحسب كتاب "مسيرة المسرح فى مصر 1900–1935: فرق المسرح الغنائى" بدأ نجم بديعة مصابنى يتألق فى الساحة المسرحية عام 1922، عندما انضمَّتْ إلى فرقة نجيب الريحاني، وكان يطلق عليها فى ذلك الوقت لقب «عروس المراسح السورية». وزاد من تألقها فى التمثيل المسرحى زواجها من الريحانى فى سبتمبر 1924، حيث قامت ببطولة أغلب مسرحيات الفرقة، ومنها: «الحلاق الفيلسوف»، «ريا وسكينة»، «أفوتك ليه»، «دقة المعلم»، «البرنسيس»، «الليالى الملاح»، «الفلوس»، «مجلس الأنس»، «لو كنت ملك»، «كشكش فى الجيش»، «الشاطر حسن».
 
وفى عام 1925 تكونت فرقة جديدة قوامها: أمين صدقى ونجيب الريحانى وبديعة مصابنى وفتحية أحمد، وقدمت عدة مسرحيات تألقت فيها بديعة مصابني، ومن أهمها: «قنصل الوز»، «مراتى فى الجهادية»، «حلاق بغداد»، «الأمير»، «أيام العز»، وفى عام 1926 انفصلت بديعة عن زوجها نجيب الريحانى، ولم ترزق بأولاد منه، ولكنها تبنت فتاة اسمها جوليت — وقررت تأليف فرقة غنائية تقدم من خلالها الطقاطيق والمنولوجات الغنائية، فكان هذا القرار بداية إنشاء صالة بديعة مصابني.
 
وفى موسم 1927-1928 بدأت بديعة تخصِّص بعض الحفلات للسيدات فقط، وذلك كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع. كما أضافت إلى الصالة المطربات مارى وفتحية أحمد وسمحة البغدادى ومفيدة أحمد، والمطرب محمد عبد الوهاب، والراقصات ليلى وشفيقة وليلى مراد وأفرانز هانم. وكانت صالتها تبتكر فى الرقص، فتطلق أسماء رقصات أصبحت مألوفة فى هذا الوقت، مثل: رقصة البدو، ورقصة الغزال، ورقصة الطاووس، ورقصة الرياضي، ورقصة الريفية، ورقصة الشارلستون، وفى صيف هذا الموسم افتتحت بديعة صالتها بالسلسلة فى الإسكندرية، وأضافت إليها مقهى شعبيا وحديقة مفتوحة ليلا ونهارا.
 
وفى موسم 1931-1932 بدأت بديعة تدخل تجديدات على برنامجها الفني، تمثلت فى عرض مسرحيات قصيرة من تأليف أمين صدقي، وتمثيل محمد كمال المصرى "شرفنطح"، ومنها: "من فات قديمه"، "أولاد الرعاع"، "اللص الشريف"، هذا بالإضافة إلى إلقاء منولوجات من سيد سليمان، بالإضافة إلى برنامج الغناء والرقص، كما أضافت بديعة إلى صالتها الراقصات: ميمى مارتنس، بهية أمير، مارى هند، امتثال، نادية، نينا.
 
وفى صيف 1933 أضافت بديعة إلى برنامجها فرقة ناندى الاستعراضية، كما حرصت على وجود التمثيل المسرحى من خلال التنوع فى التأليف، ومن عروضها المسرحية فى هذا الصيف: مسرحية "مانتش قدي"، تأليف عبد النبى محمد، وتمثيل كيكى وحسين إبراهيم، ومسرحية "سلامات"، تأليف محمود فهمى إبراهيم، هذا بالإضافة إلى غناء نادرة، ورقص نينا وماري.
 
ومن الملاحظ أن بديعة مصابنى فى هذا الوقت اهتمت باللون المسرحى أكثر من اهتمامها بالطرب والرقص، فبعد أن كانت إعلانات صالتها تكتظ بأسماء المطربات والراقصات، أصبحت شبه قاصرة على إعلانات المسرحيات فقط، مع وجود طرب لنادرة ورقص لببا، ومن هذه المسرحيات: «أوعى تتكلم»، «خير إن شاء الله»، «بختك رزقك»، «السرايا الصفرا»، ووصل اهتمام بديعة بالمسرحيات أن اجتذبتْ أقلام مشاهير كتاب المسرح فى تلك الفترة، فنجد فى بروجرامها مسرحيات: «البريمو»، «أما ورطة»، «عريس الغفلة» لبديع خيري، ومسرحيات «اسم الله عليه»، «عصبة الأمم الشرقية»، «والله بركة» لأمين صدقي، ومسرحية «البريد المستعجل» لمحمود التوني.
 
ومنذ أغسطس 1936 بدأت بديعة تهتم بعروضها المسرحية، حيث أدخلت الأزجال والتلحينات المتنوعة، وخصصت لهما أشهر الكتاب والموسيقيين، وبدأ هذا الاهتمام فى مسرحية "الشيطان شاطر"، تأليف محمود التونى، وأزجال محمود فهمى إبراهيم، وتلحين فريد غصن وعزت الجاهلي، ومن تمثيل: إبراهيم حمودة، تحية كاريوكا، سارة، كريمة أحمد. وكذلك كان الاهتمام بمسرحية «الجوز الأمريكاني»، تأليف أبى السعود الإبياري، تلحين فريد غصن. هذا بالإضافة إلى استعراضَى «معرض الدجالين» و«سلطة مزيكة».






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة