قال المخرج الكبير خالد جلال إن وضع المسرح الجامعى فى الوقت الحالى أفضل بكثير عما كان فى السابق، فهناك عدد كبير من النجوم خرجت من المسرح الجامعى، فنجد أن المنتج كان أكبر، فعندما تخرجت من المسرح الجامعى كان هناك جيل كبير أمثال الفنان الكبير محمد هنيدى وهانى رمزى وفتحى عبد الوهاب وماجد الكدوانى ونادر صلاح الدين وأحمد عبد الله وخالد صالح وخالد الصاوى، ونجد أن هؤلاء سبقهم أيضا جيل كبير من العملاقة أمثال الفنانة عبلة كامل وأحمد مختار وغيرهما.
جاء ذلك خلال الصالون الثقافي الأول لـ "اليوم السابع"، ضمن أنشطة مركز اليوم السابع للثقافة والفنون والتنوير، والذى جاء بعنوان "المسرح الجامعى.. صناعة القوة الناعمة ودعم مسيرة التنوير" بحضور كوكبة من أعلام المسرح ونجومه، وهم المخرج خالد جلال، والمخرج عصام السيد، والمخرج ناصر عبد المنعم، والمخرج كريم شهدي، والفنان محمد فهيم، والفنانة مارتينا عادل، وعدد من طلاب جامعة القاهرة من أعضاء فرق المسرح منهم: محمود أحمد سعد (طالب بجامعة القاهرة)، هدير تامر متولى (طالبة بجامعة القاهرة)، وأدارها الكاتب الصحفى وائل السمرى.
وأشار الدكتور خالد جلال، إلى أن طلبة الجامعة الموهوبين حاليًا يستطيعون الوصول إلى أبعد نقطة فى مصر، ويستطيعون أن يقدمون عرضهم في أي مكان في مصر، وبالمقارنة بأيامنا فنجد المنفذ الوحيد لنا هو مسرح الجامعة وعندما نريد أن نشاهد فقط عرض في مسرح الطليعة نخرج منه نحكى حكايات حول مصافحتنا للفنان الفلانى أو الفنانة الفلانية، وهذه قصص حقيقة وليس من وحى خيالى.
وأكد الدكتور خالد جلال، أن منافذ العرض للعروض الجامعية أصبحت كثيرة جدًا، فعلى سبيل المثال نجد مسابقة داخل وزارة الثقافة بعنوان "مواسم نجوم المسرح الجامعى" والتي تشهد العام المقبل دورتها الخامسة، وهذه المسابقة تشهد حالة من التنافس الكبير إلى جانب تصاعد الأعداد بها من الجامعة، برغم عدم حصول المشارك أو الموهوب أي مبالغ مبالغة، ولكن يملؤهم الحماس الطاغى لمجرد أنهم يشاركون في مثل هذه المسابقات، كما نجد منفذ أخر داخل وزارة الشباب والرياضة وهى "إبداع" وهى مسابقة يتنافس بها عدد كبير من طلبة الجامعات، كما نجد أيضًا مركز الإبداع الفنى، ومسرح الشباب، فكل هذه منافذ الموجودة الآن تعد فرص متاحة لطلبة الجامعات أكبر بكثير بالمقارنة بما كانت موجود منذ سنوات طويلة.
وأشار خالد جلال إلى أن هناك عقبات تقابل هؤلاء الشباب رغم وجود منافذ كثيرة لهم يستطيعون التعبير عن رؤيتهم من خلالها، حيث كان من يقوم بإخراج النص المسرحى للطلبة منذ سنوات الفنان سعد أردش أو هانى مطاوع وأحمد مختار، وفهمى الخولى، فكان البناء المعرفى للطلبة وهم في بدايتهم مبنى على أساس عظيم، لكن ما حدث عقب جيلنا، هو أنه بدأ يحدث تبادل المعرفة بين الطلبة بعضهم البعض، فنجد من الطلبة التى كانت تقوم بإخراج العروض المسرحية نادر صلاح الدين وأحمد عبدالله وخالد الشوربجى ولكنهم كانوا عباقرة ولكن كانوا يخرجون في المهرجان الصغير ولا يستطيع أحد منهم أن يخرج في درع الجامعات الذى كان يمثل المقام الأعلى، فمن كان يحصل على هذا الدرع فهو حصل على اكبر الجوائز المسرحية، فكانت الأسماء كبيرة تتنافس بفرق متميزة وكنا نطلق عليهم "حرب الديناصورات"، ونجد يوم إعلان نتيجة درع الجامعات عيد يجلس الفرق في الشارع حول قاعة سيد درويش منتظرين النتيجة.
وتابع خالد جلال، عقب ذلك وبمجرد تخرج هذا الجيل من الجامعة، وجدنا أن هناك وقت امتنع فيه الطلبة عن المسرح وأنشطته فلا نعرف السبب فهل كان في الميزانيات وقتها من عدمه؟!، وبدأ منذ هذا الحين من يقوم بالإخراج طلبة جامعة لطلبة جامعة، وكل من يعرف معلومة ينقلها للأخر، فأصبحت الصورة مستنسخة من عدة صور، واختفى الأصل، وتبادل المعرفة بين مجموعة ليست لديهم الخبرة، ولهذا بدأ النقل من العالم الافتراضى، فنجد مسرحية ظريفة جدًا نجدها على الأنترنت، ولكنها تحدث صورة مبهرة فقط لا غيردون مضمون فغابت الثقافة، فهو نقل دون وعى ما وراء الصورة دون إحساس ورؤية.
وأشار المخرج الكبير خالد جلال، اعتقد أن الحل هو عودة كبار المخرجين لنقل خبرتهم لأجيال مسرح الجامعة، وأن تعود مسابقة "درع الجامعات" لمكانتها وأهميتها، فكل المخرجين الكبار يتمنون دخول الجامعة فكنا نشاهد المخرج هانى مطاوى الذى أخرج "البعض يأكلونها ولعة" وكسرت الدنيا حينها، ثم عمل بعد ذلك "شاهد مشفش حاجة"، وعندما كان يدخل يخرج لنا عرض في مسرح الجامعة كان يكتسب طافته الفنية من خلال النقاش مع الفنان خالد الصاوى وخالد صالح وقتها، فمثل هؤلاء الناس إذا عادت مرة أخرى تعمل مع طلبة مسرح الجامعة في مسابقة درع الجامعات، ويكون هناك مسابقة صغرى لاكتشاف المواهب التي تخرجت أنا منها ونادر صلاح الدين أيضًا، وغيرنا الكثير، فسنجد عروض جيدة، مع العلم أن كل من يخرج من مواسم نجوم المسرح الجامعى وإبداع ومنهم من هو موجود بيننا اليوم "مارتين وكريم شهدى" هما لديهم مواهب طاغية وموهبين جدًا ولكن ينقصهم فقط المدرب المتميز والحقيقى والذى يحمل الثقافة والخبرة أمثال المخرج عصام السيد وناصر عبد المنعم، فكل ما حصلوا عليه من جوائز واكتساب الخبرات إذا قاموا بإخراج عروض مسرح الجامعة من المؤكد أنهم سينقلون شيء أهم مما سينقلهم الطالب للطالب، فالطالب الموجود داخل المسرح الجامعى عليه أن يدخل المسابقات حتى نكتشف موهبته وبمجرد تخرجة يصل للمرحلة الأعلى له ليستكمل مشواره الفني.