أكرم القصاص - علا الشافعي

100 مجموعة قصصية.. "خطط طويلة الأجل" الحياة فى عالم ملئ بالرغبة والجنون

الجمعة، 26 فبراير 2021 06:00 ص
100 مجموعة قصصية.. "خطط طويلة الأجل" الحياة فى عالم ملئ بالرغبة والجنون غلاف المجموعة
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واحدة من المجموعات القصصية الجيدة حتى وإن لم تلقى الاهتمام النقدى المطلوب، هى المجموعة القصصية "خطط طويلة الأجل" التى صدرت عن دار العين لمحمد فرج، فعلى الرغم من أنها المجموعة الأولى للكاتب، إلا أنها حملت سلاسة فى التعبير وصقل، لكنها أيضا لم تخلو من عيوب الكتابات الأولى.
 
بحسب الشاعر محمود خيرالله، خمس عشرة قصة، تعكس عدداً من مشاهد الاغتراب فى الوطن، مروية كلها بضمير «المتكلم» البائس، باستثناء قصة واحدة، يتبادل الأصوات فيها رجل وامرأة، إلا أن المجموعة كلها تكشف عن ذات غير منتمية، أو بالأحرى غير منسجمة مع محيطها، ذات وديعة لكنها فاشلة، لذلك هى منسحبة من العالم، الذى لا تستطيع أن تتفهم قسوته وعنفه، ففى القصة الأولى «أثر المنديل»، وبغض النظر عن ضياع «النظارة»، بكل دلالات ذلك على فقدان القدرة على الرؤية، هناك فى القصة نفسها محاولة انتحار فاشلة أيضاً، كما أن واحدة من قصص المجموعة تحكى عن فشل البطل فى تغيير اسم ابنه فى شهادة الميلاد، لأسباب عبثية جداً، وهو بطل عاجز بطول قصص المجموعة، لا يستطيع أن يحمى نفسه، أو يحمى من معه، تصادفه فى الصباح تائهاً «من أثر الشرب ليلة أمس»، وهى سمة تمتع بها عدد من أبطال المجموعة، كما أنه يقول فى أول سطور قصة «ترتيبات للمشهد النهائى» هذه العبارة: «لم يكن يومى لطيفاً بأى حال، أخبرنى رئيسى فى العمل بأنى فاشلٌ».
 
خطط طويلة الأجل
 
 
"تفصل قصص هذه المجموعة مسافة متناهية الصغر عن الأحلام، فبرغم من أن القصص تنطوى جميعها على لمسة من عالم الأحلام الساحر، إلا أن طموحها لا يكمن فى مجرد محاكاة الحلم، بل يكمن فى محاولة الدخول من بابه، من أجل الوصول إلى عالم آخر لا يمكن الجزم ما إذا كان حلما أم حقيقة. 
 
عالم يعج بالهواجس والرغبات، بالعنف والجنون، هذا العالم البينى قد ينجلى فجأة فى لحظة يصل فيها الضجيج إلى أوجه، بين عربتى قطار، أو فى طابور أمام مكتب حكومى، لدرجة يضيع فيها الكلام بين الألسنة والآذان.
 
أو قد يلوح فى متاهات العمل المعاصرة، حيث يصل الاغتراب إلى أقصاه فى لحظات لعب أدوار مصطنعة أثناء لقاءات التشغيل، أو لحظات القيام بأعمال لا يمكن فهم جدواها، من بين ثنايا هذه اللحظات وغيرها يطل عالم غريب، شديد الرقة وشديد التشوه فى آن، تقترب الكتابة كثيرًا من الأحلام فى هذه المجموعة، حتى تصبح المسافة الفاصلة بينهما متناهية الصغر، ومن ثم شديدة الخطورة، إذ إن أى حركة غير محسوبة يمكن أن تؤدى إلى انهيار التوازن الدقيق.
 
فى كتاب خطط طويلة الأجل لا تكاد تخرج كل القصص سالمة من هذا الرهان الخطير، فهناك قصص تنجح فى تحقيق استقلالية عن الحلم، وأخرى يصعقها سحر الحلم إذا حدث وتلاشت تلك المسافة الصغيرة، لكن المثير هو إصرار الكتابة طوال قصص المجموعة على تلك الاستراتيجية الخطرة. كأن رهانها هو بالضبط تلك المسافة المتناهية الصغر التى تفصلها عن الحلم، فتظل تسير على الحافة قصة وراء أخرى، مهما كلفها ذلك من ثمن.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة