كيف يقضى الملوك أيامهم، وما هى تسلياتهم؟ هذه الموضوعات كانت ولا تزال تشغل الناس، وقد اهتمت مجلة الهلال فى عددها الأول الذى صدر فى 1 سبتمبر من عام 1892، بهذا الموضوع وقالت المجلة تحت عنوان "ملاهى الملوك":
اختص كل ملك من ملوك الأرض القابضين على زمامها فى هذا العصر بلعبة يزيلون بها عن قلوبهم فى وقت الفراغ صدأ عناء الأعمال، فمن عادة الإمبراطور جليوم الثانى أن يقضى ذلك الوقت فى إطلاق الرصاص والرمى بالبنادق.
ومن عادة ملك البلجيك أن يقطع الفراغ بالتحاور والتحادث مع رجل من الأقزام (أى قصار القامة) أصفر اللون.
أما الملك همبرت ملك إيطاليا فقد يدل شغفه باللعبة المسماة "الداما) ما منحه للسنيور كرسبى رئيس وزرائه، سابقا من الأراضى الواسعة والبقاع الفسيحة لأنه كان يتجاهل لعبها لكى يتمكن الملك من الفوز والغلبة عليه، حيث إن جلالته يعلم منه هذا التجاهل فكان يكافئه على أدبه بالإنعام عليه والإحسان إليه.
وقد اشتهر ألكسندر الثالث قيصر روما بالإدمان على مطالعة الكتب الحربية والعسكرية والإكثار من تلاوة الجرائد السياسية ومثله ف هذه الخطة الحميدة جلالة الإمبراطور فرنسوا جوزيف ملك النمسا فإنه لا توجد تسلية له أحسن من تلاوة ما ينتخب له من جرائد جميع أقطار الأرض.
وأما جروفر كليفلاندرئيس جمهورية الولايات المتحدة والميكادوا إمبراطور اليابان فلعبتهما الوحيدة وتسليتهما الفريدة هى رقعة الشطرنج.
واللعبة التى تفضلها ملكة إنجلترا على غيرها من الألعاب هى الدومينو وقد شغف ملوك الدانمارك منذ أجيال قضت وعصور كرت بسماع الأغانى الدينية فى الكنائس أثناء الصلاة.
وأما ملك أسبانيا القاصر فإنه ينتهى فى الساعة الثامنة مساء من لعبة "الأورز" وهى من ألعاب قدماء اليونان ومن عادته أن يسخر بمؤدبه المكلف برعايته وهو شيخ هرم كان من أكابر رجال الدولة ويدعوا أخواته ليكن شاهدات على هذا الشيخ حتى إذا بدت منه حركة أو حانت التفاتة للتوقى من ضرر ربما يلحقه إذا استمر حافظا لوضعه الأول غضب وصاح عليه بالعودة إلى مكانه الأول وبالجملة فغنه يستمر على إساءة ذلك المسكين إلى أن تأتى والدته الملكة فتخلصه من بين يديه.
ويميل البرنس فرديناند أمير البلغار إلى اقتناء الصور والرسومات البديعة المتقنة.
