رحلت وتركت إرثا لا يقدر بثمن من الطرب الأصيل والأغانى الخالدة، التى يعشقها الجميع حتى وقتنا الحالي، فكانت ولا تزال وستظل أيقونة الغناء الأولى في مصر والوطن العربى، إنها سيدة الغناء العربى أم كلثوم، معجزة الغناء التي لم يأتى الزمان بمثلها، والتي عرف عنها بجانب موهبتها المميزة من صوت عذب يخطف العقول والقلوب، خفة الظل وسرعة البديهة وكانت حياتها مليئة بالمواقف الطريفة مع جمهورها ،وفى ذكرى رحيلها التي تحل اليوم 3 فبراير نستعرض أبرز المواقف الطريفة في السطور التالية:
تقول أم كلثوم فى كتاب "مذكرات أم كلثوم": "كنت أدرس بعض شخصيات الحضور نادرة الطباع، وكأننى أشاهد فيلمًا مسليًا، ومن بين هؤلاء الذين أتسلى بمراقبتهم فى أثناء حفلاتى الغنائية شخصية، المستمع "العصبى".
ولفتت أم كلثوم، هذا المستمع كثيرًا ما يضحكنى بتصرفاته، فهو عادة يكون هادئًا جدًا قبل أن أغنى، ثم يطرب فتهتاج أعصابه ويصيح بين كل مقطع وآخر بكلمات "أعد" و"كمان يا ست"، ولا يكتفى بذلك بل يتنطط على مقعدة من فرط النشوة ولا يبدى إعجابه بالتصفيق كغيره، بل يقذف بطربوشة فى الهواء، أذكر أننى لاحظت فى إحدى الحفلات أن هذا المتفرج حضر حاسر الرأس بغير طربوش فقلت فى نفسى :"الحمد لله فلن يكون هناك طرابيش تقفز فى الهواء"، ولكن ما أن أنهيت أحد مقاطع الأغنية، حتى رأيت صاحبنا يختطف طربوش جاره ثم يقذف به فى الهواء.
كما حكت أم كلثوم، أيضا فى "مذكرات الأنسة أم كلثوم" أن أحد المستمعين، أكاد أشك فى أنه يحضر حفلاتى ليستمع إلى غنائى أكثر من رغبته فى أن يثير حوله انتباه الناس، إن هذا المستمع ينفرد بين بقية المستمعين بأسلوبه الغريب فى إبداء الإعجاب، فهو لا يصفق بيديه، بل يأتى معه بقطعة الخشب ليدق بها على الأرض، أو المقعد كلما انتشى طربًا.
وتابعت "أم كلثوم": هو لا يقول "أعد" ولا "من الأول يا ست" مثل غيره، بل يطلق "زغرودة" طويلة تثير الضحك فى جنبات المسرح، وهناك الكثير من أنواع المستمعين الذين يستحقون أن أتحدث عنهم، غير أن الحديث عنهم قد يستغرق كتابة كتب ومذكرات كثيرة ومن هؤلاء يتألف الجمهور الذى يحبنى وأحبه.
ومن أبرز المواقف التي توضح خفة ظل أم كلثوم وسرعتها في الرد موقف طريف يحكيه الكاتب الصحفى محمد التابعى في إحدى الفترات كان بينهما خلاف وعندما رأها في سيارتها فأراد أن يخفف من حدة الخلاف بينهما فسألها "إلى أين تذهبين"، لتجيبه "حدائق القبة"، فيقول "طب خدينى معاكى"، ليكون ردها " بقولك حدايق القبة مش حضايق نفسى" لينتهى الحوار بينهما بنوبة من الضحك.
وأصابت إفيهات أم كلثوم الملحن الكبير بليغ حمدي كثيرا، لكن أكثر طرائفه ما يرويه هو عندما اشترى سيارة جديدة، وفي أول زيارة للست شاهدتها من شرفة الدور الثاني، وبعد صعود بليغ سألها عن رأيها في السيارة، لترد"حلوة يا ابني مطلعتهاش معاك ليه".
كما جمعها موقف بنجم الكوميديا الراحل إسماعيل ياسين في إحدى الصيدليات بمحافظة الإسكندرية، حيث وقف إسماعيل ياسين على الميزان فسألته عن وزنه، فرد عليها 78، لترد مداعبة "وده وزنك من غير بوقك"، فيضحك ويطلب منها أن تقف على الميزان وعندما علم وزنها وجدته يقول لها "ده أكيد وزنك من غير صوتك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة