تعانى الكثير من دول العالم من نقص إمدادات جرعات لقاحات فيروس كورونا نتيجة للحاجة لأعداد هائلة من الجرعات لتحصين سكان الأرض ضد هذا الوباء، الذى ظهر فى نهاية ديسمبر عام 2019 وأصاب حتى الآن أكثر من 104 ملايين شخص وتسبب فى وفاة 2.27 مليون آخرين، وللتغلب على مشكلة نقص الإمدادات يحاول العلماء اللجوء لملاذات آمنة وستقود جامعة أكسفورد أول تجربة لاستكشاف لقاحات مختلفة لفيروس كورونا، لمعرفه إمكانية المرونة فى التسليم والبحث عن أدلة حول كيفية زيادة اتساع الحماية ضد سلالات الفيروس الجديدة.
ووفقا لبيان للجامعة عبر موقعها الرسمى فإن الدراسة، التى يديرها الاتحاد الوطنى لتقييم جدول التحصين (NISEC) وبدعم من 7 ملايين جنيه إسترلينى من التمويل الحكومى من فريق عمل اللقاحات البريطانى، ستقيّم جدوى استخدام لقاح مختلف فى الجرعتين المقررتين للتطعيم، وسيساعد هذا العلماء على استكشاف ما إذا كان هذا يمكن أن يكون طريقًا قابلاً للتطبيق لزيادة مرونة برامج التطعيم.
وقال ماثيو سناب، الأستاذ المشارك فى طب الأطفال واللقاحات بجامعة أكسفورد، وكبير الباحثين فى التجربة "إذا أظهرنا أنه يمكن استخدام هذه اللقاحات بالتبادل فى نفس الجدول الزمنى، فسيؤدى ذلك إلى زيادة مرونة توصيل اللقاح بشكل كبير، ويمكن أن يوفر أدلة حول كيفية زيادة اتساع الحماية ضد سلالات الفيروسات الجديدة."
والتجربة، المشار إليها باسم دراسة COVID-19 Heterologous Prime Boost أو دراسةCom-Cov ، ستجند أكثر من 800 متطوع تتراوح أعمارهم أكبر من 50 عاما من ثمانية مواقع مدعومة من المعهد الوطنى للبحوث الصحية (NIHR) في إنجلترا لتقييم فكرة دمج اللقاحات، وستكون جرعة أولى من لقاح أكسفورد/ أسترازينيكا، تتبعها الجرعة الثانية من لقاح فايزر أو جرعة أولى من لقاح Pfizer متبوعًا بالتعزيز بلقاح أكسفورد.
وسيتم التقييم فى جدولين مختلفين للجرعات فى فاصل زمنى مدته أربعة أسابيع لقراءة بيانات مؤقتة مبكرة، باستخدام عينات الدم التى تم جمعها من المتطوعين فى التجربة، وستراقب الدراسة تأثير أنظمة الجرعات المختلفة على الاستجابات المناعية للمشاركين ولأى ردود فعل سلبية إضافية على التركيبات الجديدة من اللقاحات ستستمر الدراسة لمدة 13 شهرًا.
وتابع البروفيسور سناب "هذه دراسة مثيرة للغاية ستوفر معلومات حيوية لنشر اللقاحات فى المملكة المتحدة والعالم ندعو أولئك الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا فما فوق الذين لم يتلقوا لقاح كورونا بعد إلى زيارة الموقع الإلكترونى لمعرفة المزيد عن الدراسة ومعرفة ما إذا كان هناك موقع دراسة بالقرب منهم".
من جانبه قال الدكتور ماهشي راماسامي، باحث إكلينيكي أول ومحقق في التجربة: "تبحث هذه الدراسة المبتكرة فى ما إذا كان استخدام مجموعات مختلفة من لقاحين معتمدين حاليًا يعد بديلاً جيدًا للجدول القياسى سننظر أيضًا فى تأثير الفترة الفاصلة بين الجرعات على الاستجابات المناعية".
وأضاف نائب الرئيس الطبى والمسئول الأول عن الدراسة البروفيسور جوناثان فان تام: "نظرًا للتحديات الحتمية المتمثلة فى تحصين أعداد كبيرة من السكان ضد فيروس كورونا وقيود الإمداد العالمية المحتملة، هناك مزايا محددة لامتلاك البيانات التى يمكن أن تدعم برنامج تحصين أكثر مرونة، إذا لزم الأمر وإذا تمت الموافقة عليها من قبل منظم الأدوية"، مشيرا إلى أنه من الممكن أيضًا أنه من خلال الجمع بين اللقاحات يمكن تعزيز الاستجابة المناعية لإعطاء مستويات أعلى من الأجسام المضادة تدوم لفترة أطول والأمر يتطلب اجراء تجربة للتأكد من ذلك.
وقال البروفيسور أندرو أوستيانوفسكى المسئول الطبي الوطني ببرنامج أبحاث لقاح كورونا التابع للمعهد الوطني لحقوق الإنسان: "هذه خطوة أخرى مثيرة للأمام فى إيجاد مجموعة متنوعة من خيارات اللقاح للمملكة المتحدة والعالم، ونحتاج إلى أشخاص من جميع الخلفيات للمشاركة فى هذه التجربة، حتى نتمكن من ضمان أن لدينا خيارات لقاح مناسبة للجميع، وإذا أظهرت الدراسة نتائج واعدة فإن الخبراء ستقيم رسميًا سلامة وفاعلية أى نظام تطعيم جديد قبل طرحه للمرضى.