فى أواخر عام 1777 أثناء الثورة الأمريكية، واجه الجيش القارى، بقيادة الجنرال واشنطن، نقصًا حادًا فى القوات خلال معركته مع البريطانيين، وكتب واشنطن وقتها إلى الكونجرس طالباً الدعم المادى قائلا: ما لا يقل عن 2898 رجلاً فى المخيم الآن غير لائقين لأنهم حفاة وعراة، أودى المرض بحياة ما يقرب من 2000 جندى خلال المعسكر الشتوى للجيش فى فالى فورج، بنسلفانيا، ولجأ الكونجرس إلى التجنيد، بحيث يجب على كل دولة أن تملأ حصة من الميليشيات على أساس عدد سكانها.
الامريكان السود
احتاجت ولاية رود آيلاند، وهى أصغر ولاية يبلغ عدد سكانها أقل من 60.000 نسمة عشية الثورة ، إلى كتيبتين، بسبب عدم تمكن الدولة من تجنيد عدد كافٍ من الرجال البيض، ناشد قادتها واشنطن السماح لكل من الرجال السود الأحرار والمستعبدين بالتجنيد، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع هيستورى.
بصفتها مالكًا للعبيد وقائدًا عامًا للجيش القارى منذ تشكيله فى عام 1775، عارضت واشنطن منذ فترة طويلة استخدام الجنود السود، خوفًا من أن يحرض الرجال السود المسلحين على تمرد بين العبيد ونفور مالكى العبيد الجنوبيين، ولكن مع مرور الوقت، دعت الحقائق القاسية لفشل المجهود الحربى الآباء المؤسسين لأمريكا إلى اتخاذ بعض القرارات للحفاظ على مستقبل أمتهم.
فوج رود آيلاند الأول، المعروف على نطاق واسع بأنه أول فوج عسكرى أسود فى أمريكا، لم يبدأ بهذه الطريقة. منذ إنشائه فى عام 1775 كجزء من جيش رود آيلاند للمراقبة إلى إعادة تنظيمه باعتباره أول جزيرة رود فى عام 1777 وتجنيده للجنود السود فى وحدتهم الخاصة بدءًا من فبراير 1778، كان الفوج واحدًا من القلائل فى المنطقة القارية، تميزت الوحدة فى المعارك من حصار بوسطن إلى معركة رود آيلاند وما بعدها إلى يوركتاون.
معركة رود ايلاند
بقيادة ضباط من البيض، شهد الفوج الأسود أول تجربة قتالية له فى معركة رود آيلاند، فى 29 أغسطس 1778م، كان الفوج فى مهمة فى جزيرة أكويدنيك فى خليج ناراجانسيت بالقرب من نيوبورت، حيث تم تكليفهم بحراسة موقع دفاعى يرسو الجناح الأيمن للجيش القارى، على مدار المعركة، قاد الفوج ثلاثة أفواج، يتذكر أحد أفراد الفوج: "كان رد هذه الهجمات الغاضبة على الفوج الأسود يميز نفسه بأعمال شجاعة عظيمة"، "نعم ، كان هذا فوجًا من الزنوج، يقاتل من أجل حريتنا واستقلالنا، كما تحدث اللواء جون سوليفان عن رضا واشنطن عن أداء الفوج عندما قال :"بأفضل المعلومات يعتقد القائد العام أن الفوج سيحصل على نصيب مناسب من تكريم اليوم".
وفقًا لما ذكره كاميرون بوتين، الباحث، فإن الكونجرس والقيادة العسكرية لم يتبنَّا قط تجنيد العبيد، وكتب: "إن السماح للأمريكيين الأفارقة المستعبدين بالخدمة كجنود مقابل حريتهم فى وحدات مماثلة لجزيرة رود الأولى كان من شأنه أن يخفف من نقص القوى العاملة للقوات الأمريكية، ويزيد من قدراتها العملياتية ويعزز كفاءتها، خاصة فى القتال، على الرغم من المثال الناجح الذى وضعه قانون رود آيلاند الصادر فى فبراير 1778 والأداء القتالى لفوج رود آيلاند الأول، فقد حافظ العديد من القادة المدنيين فى جميع أنحاء البلاد على معارضتهم لتجنيد العبيد ولم يكن هناك تشريع واسع النطاق يجيز تجنيد الأفراد المستعبدين المعتمد. "
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة