السوشيال ميديا تحول خطير.. والتعامل معها يتطلب حذرا كبيرا
مصر "أم الدنيا" وأقوى دولة مركزية فى العالم العربى
لبنان وضعها حساس.. حرب كل 10 سنوات وشعبها رهينة القوي الإقليمية
حواري مع "زياد الرحباني" الأصعب في حياتى.. أنسانى سيارتى.. ومقابلاته تباع في السوق السوداء
أكثر من ثلاثة عقود أمضتها الإعلامية اللبنانية جيزال خورى متنقلة بين المحطات التليفزيونية العربية والعالمية، قبل أن تستقر مؤخرًا على شاشة "سكاي نيوز"، في تجربة مغايرة وجديدة ومختلفة.
الإعلامية اللبنانية جيزال خوري، في حوار الصراحة والوضوح تحدثت لـ"اليوم السابع" عن مسيرتها الإعلامية، وكواليس لقائها الأبرز مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، والأوضاع في بلدها لبنان، كما تناول الحوار تقييمها للمشهد الإعلامي في العالم العربي.. وإلى نص الحوار:
س: كيف ترين المشهد الإعلامى العربى الآن؟
"تحولات كثيرة تشهدها مهنة الإعلام، أهمها خروجنا للفضاء، أنا كنت من أول الجيل الذي خرج على الستالايت في التسعينيات، كنا نحكي مع أناس لا نعرفهم، كان الوطن العربي كله يرانا.. لكن مواقع التواصل الاجتماعي الآن أصبحت التحول الثاني والكبير في الإعلام.. لازم تتعامل مع المرحلة الجديدة من الإعلام الرقمي "السوشيال ميديا"، حاليا بحذر شديد لأنه بيكون فيه الكثير من المفاهيم المغلوطة، لازم تتعامل مع الناس وتعرف ردة فعلهم وتعرف ازاى بيفكروا، وتقيم السياسة في أوقات كتير من منصات التواصل الاجتماعى، بتعرف همومهم وأنهم بيهتموا بأيه ومش بيهتموا بإيه.
أما سلبيات التواصل الاجتماعى، موجودة، فأرى أنه يوجد فئات ودول وأنظمة إرهابية تستعمل هذه الوسيلة كلغة لا يعرفها الإعلام، مثل الشتائم والتجريح" والأخبار الكاذبة، اللي هو دلوقتي الهجوم السيرباني، وعن طريق تلك السلبيات لازم التقييم والحل.
لكن في نفس الوقت أرى أن التواصل الاجتماعى بيعمل على بيع الصحف بشكل أكثر من الأول عن طريق استخدامها بشكل سليم في الترويج عبر تويتر وفيس بوك وانستجرام.
الإعلامية جيزال خورى فى حوار بـ"فيديوكونفرانس" مع محرر اليوم السابع
س: السوشيال ميديا لها كثير من الجوانب فى ترويج الشائعات والأكاذيب، من وجهة نظرك كيف نواجهها؟
لا بد من التأكد بشكل كبير من الخبر قبل عرضه للجمهور، وفى الكثير من الأوقات أصبحنا نتمتع بخبرة كبيرة فى كشف الاخبار الكاذبة عن طريق الحسابات الوهمية التى تقوم بالترويج لها، وهو ما يؤكد عدم صحة الخبر وبالتالي لا يمكن عرضه .
س: مر أكثر من 5 سنوات على الحوار الذى أدرتيه مع الرئيس عبد الفتاح السيسى.. حدثينا عن كواليس الحوار؟
حوارى مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان تحديا كبيرا لى لإجرائه خصوصاً ان العالم كله آنذاك كان يريد ان يلتقى بالرئيس المصري في ولايته الأولى، الرئيس السيسي عمره ما طلب منى محاور أبدا أبداً قبل إجراء الحوار، لأنه يتمتع بثقة كبيرة فى الرد على أى أسئلة.
لم يقوم بطلب أى محاور، وأتذكر ان السفير علاء يوسف كان المتحدث الرسمى للرئاسة، أبلغنى بأن المقابلة ستكون، ولم يسألنى عن أى محاور إطلاقاً.
كان جو الحوار لطيف جدا، مع السفير علاء يوسف، وبعد المقابلة، تحدثنا كثيراً، كان عامل "بريف" ممتاز، وكبير جداً عنى وعن حياتي وعن مهنتى، قبل مقابلتي، وتحدثنا عن الأحوال فى سوريا، وحكينا كثير جدا فى الكواليس، وأنه إزاى كان بيهتم بالدولة المركزية، وإزاى أن تفكك البلدان شئ خطر على المنطقة.. ومزحنا عن لبنان، وقالى ازاى مش هتنتخبوا رئيس للبنان، وعاوزين ترجعوا للحرب الأهلية تاني ولا إيه؟
الإعلامية اللبنانية جيزال خورى
س: فى الحوار تحدثتي عن تحديات كثيرة وأولها الوعى المصرى وإرادة الشعب.. إزاى شايفة مصر من 5 سنوات وحالياً؟
أقدر أقولك، ان الاستقرار الأمنى عاد لمصر، كانت في فترة من الفترات تواجه صعوبة فى التنقل داخل القاهرة، ولكن حالياً فى استقرار أمنى، وبكل سهولة أقدر أخد تاكسي بمفردي، وهذا شئ واضح جدا فى القاهرة.. أعرف ان وضع الاقتصاد فى نمو كبير فى مصر، وضع الاقتصاد فى الشارع المصرى أفضل.. السمعة الدولية للدولة المصرية جيدة، انها على خطى متينة وثابته فى انماء واقتصاد للمستقبل، هذا واضح بشكل كبير، وهذا ما تقوله هو الارقام والاحصائيات والمنظمات الدولية، وليس أنا.. إن شاء الله مصر تكون بخير، مصر لما بتكون كلنا بنبقي بخير.
س: تحدثتم عن الملف الأمنى في سيناء منذ 5 سنوات.. كيف ترين الوضع الأمنى الآن بعد توقف العمليات الارهابية؟
تحدثنا فى المقابلة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن الوضع فى سيناء، ولكن بعد خمس سنوات اصبحنا لا نسمع اى شئ وهو ما يثبت ان الوضع أفضل بكثير منذ سنوات، أكيد فى استقرار اكتر في سيناء، واكيد هذا الهدوء الكبير هو ما اثبت ان الوضع أمن بشكل كبير
انت لا تحارب الارهاب فقط بالعنف، انت تحارب الإرهاب بالأنماء، وهو ما ادركته الدولة المصرية فى حربها، وان ما يحدث اليوم فى سيناء من عمليات انماء واستقرار هذا هو الاهم، هذا هو المستقبل لمصر، انا شخصياً بقول كل ما اصبح هناك أنماء، كل ما قل الإرهاب.
الإعلامية اللبنانية جيزال خورى
س: ماذا عن آخر التطورات اللبنانية فى الفترة الأخيرة فى ظل المبادرة الفرنسية؟
أنا لا أريد التحدث عن المبادرة الفرنسية، التي كانت اخر ورقة انقاذ للنظام اللبناني، الوضع فى لبنان حساس للغاية، الأكيد اللى نتفق عليه، أننا شعب نقاوم منذ سنوات، كل 10 سنوات نخوض حرب ما، الشعب اللبناني اليوم كلهم رهائن، رهينة قوي اقليمية، رهينة سلاح غير شرعى، رهينة نظام فاسد بينهار وبيأخذ البلد معه.. اخطر شئ يصير اليوم، هو نزول الناس للشارع وفشلهم فى محاكمة الفاسدين وتغير النظام، الشعب اللبانين استقال، قال سرقوا مستقبلنا ومالنا واحلامنا، الشعب اللبناني غير مستعد انه يعمل حرب، فهم أن الحرب الأهلية هي خسارة للجميع.. ساعدونا وانقذونا نحن رهائن، تلك هى لافتة كبيرة وسط بيروت وهي تمثل الوضع اللبناني حالياً
س: هل ستنتقلين من مرحلة السرد التاريخي السياسي إلى مرحلة الاستشراف المستقبلي فى برنامجك الجديد؟
أنا بحب اعمل اشياء جديدة في برامجي، كان فى ضيوف كتير "بيهزروا" بيقولولي هو دا محاكمة ولا ايه، كانت تجربة سبع سنوات اتعلمنا منها كثير، والوقت الحالى هو الوقت المناسب للانتقال من تلك المرحلة، انتقلت على شبكة سكاي نيوز من أجل برنامج حدثي كبير، سعيدة انى بشاشة ديناميكية وحديثة وهاواصل معهم المشوار، وفى نفس الوقت انا فى بلد يشهد تطورات تاريخية، وبرنامجي الجديد هو تحدي لى بشكل كبير وبالتحديد عبر منصات السوشيال ميديا.
س: حدثينا عن أصعب حوار قمتي بأجراءه فى مسيرتك المهنية؟
زياد الرحباني أقترح عليك انك تعمل حوار معه وترجع تقول لي عملت ايه، وساعتها هتعرف بالظبط ليه.. شخص لا يمكن توقع رده فعله، قبل المقابلة يحتاج وقت كثير للتحضير، كنت معه قبل التصوير وفضلنا نحكي لساعات طويلة لدرجة انى نسيت السيارة، نسيت سيارتي فين موجودة، وقعدنا نفتش عن السيارة ومش لاقينها، قعدنا ساعتها على الرصيف فى الشارع، وساعتها افتكرت فين السيارة.
فأولا تبدأ الأمور من التحضير، وقت التصوير احنا كنا "لايف"، كل شئ مرتب للغاية، زياد الرحباني يأتى متاخر 10 دقائق، انا قاعدة على اللايف وجه بعدها بـ 10 دقائق وكنت هبكي، ولكنه بيأمن لك جمهور كبير، ومازالت مقابلاته فى السوق السوداء تباع.
الإعلامية اللبنانية جيزال خورى
س: الخطط المستقبلة فى جمع المعلومات من الضيوف فيما بعد، هل ستتحول المقابلات فى المستقبل؟
انا بحاول اعطي معلومات غير موجودة فى الاخبار، اوقات بنجح واوقات بفشل، الأخبار ما شاء الله عندهم كل الاسئلة، انا دائماً ببحث عن شئ مختلف، اوقا بننجح وأوقات العكس.. عندى ثلاث فقرات فى البرنامج، اخرهم سنتحدث فيها عن حدث رياضى او اطلالة ثقافية، حدث عالمي مالوش علاقة بالسياسية، مثل الحديث عن الافلام العربية التي ترشحت لجوائز الأوسكار، والحديث عن كتاب أوباما.. بنحاول نعمل شئ يشبهني انا، بنحاول نعمل برنامج سياسي بس نوع من المجلات، عن طريق الملفات الأساسية طوال الأسبوع بحوار على طريقتي، الى بيفرق هو كيف انا اسأل السؤال واستخرج منه اشياء شخصية.. وطبعًا الرياضة هى اكثر الاشياء التى تلقى متابعة مع الجمهور، "مارادونا والاهلى والزمالك" كانوا أهم rate، فى الوطن العربى.. أنا بقولهم هنا لو فى نهائى مع برنامجي، برنامجي ما له معني، لاني انا اساسا هشوف النهائي.
كما أتذكر مرة كنت بعمل حوار مع رئيس الجزائر بوتفليقة، وكان توقيت عرضه يتزامن مع مباراة كرة قدم، وتحدثنا ساعتها لتأجيل الحوار، وهو ما حدث لان المشاهدين سيشاهدون المباراة ويتركون الحوار، فالحقيقة أن الرياضة يهتم بها الناس، والاقتصاد ايضاً، وفى النهاية تأتى السياسة فى الأولوية للناس.. أما عن حواري مع رئيس الجزائر آنذاك أتذكر أنه حول مكتبة لاستديو.. ورفضت في البداية إجراء الحوار لأنه مكتبه أعلى من الكرسى الذى كنت أجلس عليه، قبل أن يوافق على طلبي بعد ذلك بالتعديل.
س: ما الذي يميز القنوات الاخبارية والمنصات الإعلامية عن بعضها؟
القنوات أصبح لها هويات في الشكل والسياسية، وطريقة اعطاء الاخبار، انا هكذا أرى، كل قناة لها هوية، هوية مش بمعني الاجندة، ولكن تعرف المناخ الموجود في القنوات، انا بعتبر سكاى احلى شاشة في العالم العربي، خفيفة وجميلة، ومذيعات ومذيعين أنيقين و على مستوى عالي من الثقافة، فيها جو شاب وحداثة، فيها مستقبل جميل، ومحاربة التخلف.
س: وعن الحديث عن القنوات الفضائية التابعة لجماعات الأخوان الإرهابية؟
أنا لا أشاهد تلك القنوات، الفضاء واسع ويكون في سعة لكل الناس، سكاي نيوز عربية فيها صحافيين متميزين وبيحكوا حاجات كتير أوي.. علشان ارتاح من السياسة وداعش اتفرجت على مسلسل the crown، الناس بتحب قصص القصور جدا والعائلات المالكة.
ختمتي مقابلتك مع الرئيس السيسي منذ 5 سنوات، قولتي له كيف ستري مصر بعد عامين ونصف، الآن وبعد خمس سنوات من رئاسة الرئيس السيسي، أريد توجيه نفس السؤال عليكي أيضاً؟
مصر، ما بيصير لها شئ، هي اقوي دولة مركزية في العالم العربي، أم الدنيا، فيها نزلات وفيها طلعات، وشعبها قوي، ودايماً بيحقق النجاح، عكس الكثير من البلدان الصغيرة، انتو اسم الله عليكوا كبار وكتار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة