الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبى محمد صلى الله عليه وسلم، دائما ما تسبب أزمات لأصحابها، ولا تتوقف تلك الأزمات عند حد الصراعات، وأصبحت الصحف التى تنشر تلك الرسومات معروفة بمعاداته للإسلام بازدراء القرآن، وحرق المصحف، وقامت السلطات الدنماركية بسجن رئيس تحرير صحيفة يولاندس بوستن ثلاثة أشهر بتهمة مخالفة القانون ضد العنصرية فضلا عن قيامه بالتحريض الدائم ضد الإسلام والمسلمين.
وتمر اليوم الذكرى الـ15 على وقوع احتجاجات واسعة على خلفية نشر الرسوم الكاريكاترية المسيئة للنبي محمد في صحيفة يولاندس بوستن الدانماركية، وكانت صحيفة يولاندس بوستن قد أثارت موجة من الاحتجاجات فى العالم الإسلامى قتل فيها ما لا يقل عن 50 شخصا حين نشرت عام 2005 إثنى عشر رسما كاريكاتيريا لعدد من الفنانين كان معظمها عن النبى محمد.
وقالت الصحيفة فى افتتاحيتها "عشنا فى خوف من هجوم إرهابى طوال تسع سنوات ونعم هذا هو سبب عدم نشرنا للرسوم الكاريكاتيرية سواء كانت لنا أو لشارلى إبدو وندرك أيضا إننا نرضخ بذلك للعنف والترويع." وقررت الصحيفة تشديد إجراءات الأمن بعد هجوم باريس الذى قتل فيه عشرة صحفيين وشرطيان.
وأعادت صحيفة برلينجسكى الدنمركية نشر رسوم كاريكاترية تتناول قضايا إسلامية سبق أن نشرتها صحيفة شارلى إبدو وذلك فى إطار تغطيتها للهجوم الذى أودى بحياة 12 شخصا فى باريس اليوم الأربعاء.
وظهر فى عدد الخميس من برلينجسكى بضعة رسوم ساخرة سابقة من الصحيفة الفرنسية ومن بينها رسم يصور النبى محمد وآخر بشان الشريعة الإسلامية. وأثارت مثل هذه الرسوم ردود فعل غاضبة من بعض المسلمين عندما نشرتها شارلى إبدو وأظهرت لقطات تليفزيونية للهجوم الذى وقع اليوم على مكاتب الصحيفة مسلحين وهم يهتفون "انتقمنا للنبى محمد".
وقال مدير تحرير صحيفة كوريير ديلا سيرا أبرز الصحف الايطالية فى مقال افتتاحى الأربعاء إن الصحيفة ستعيد أيضا نشر رسوم شارلى إبدو. وفى 2005 نشرت صحيفة دنمركية أخرى هى يلاندس بوستن 12 رسما كاريكاتوريا لفنانين متعددين معظمها تصور النبى محمد مما أثار موجة احتجاجات فى أرجاء العالم الإسلامى توفى خلالها 50 شخصا.
لكن الجريدة تراجعت بعد ذلك عن الرسومات، إذ قالت صحيفة يولاندس بوستن الدنمركية فى افتتاحيتها يوم (الجمعة التاسع يناير 2015)"هذا يظهر أن العنف يفلح"، فى تبرير لفرضها إعادة نشر رسوم أسبوعية شارلى ايبدو. وأعادت باقى الصحف الدنمركية الأخرى نشر رسوم الصحيفة الفرنسية الساخرة ضمن تغطيتها للهجوم الذى وقع فى باريس وأدى إلى مقتل 12 شخصا، كما نشرت الكثير من الصحف الأوروبية الأخرى رسوم شارلى إبدو للتنديد بالحادث.