التف الديمقراطيون حول الرئيس الأمريكى جو بايدن لمساعدته على الوفاء بتعهده بتمرير حزمة إغاثة ثانية بشكل سريع، فرغم وجود اعتراضات بين بعض الجمهوريين لبنود فى حزمة المساعدة، إلا أن "الشيوخ" وافق على إجراء سريع للميزانية بصوت كامالا هاريس الحاسم باعتبارها رئيسة المجلس، مما يسمح لهم بتمرير الحزمة دون دعم جمهورى.
وأعطى مجلس النواب الموافقة النهائية، الجمعة، على خطة الميزانية التي تضمنت خطة تحفيز الرئيس الأمريكى جو بايدن البالغة 1.9 تريليون دولار، ودفعها إلى الأمام بالإجماع حتى حال وجود معارضة من الجمهوريين حيث دفع الديمقراطيون إلى الأمام بخطط لبدء صياغة حزمة المساعدات خلال أيام وتسريعها في مجلس النواب لإرسالها إلى الشيوخ بحلول نهاية الشهر.
كتبت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في رسالة إلى الديمقراطيين قبل فترة وجيزة من تمرير مشروع القانون بهامش 219 إلى 209: "إن عملنا لسحق فيروس كورونا وتقديم الإغاثة للشعب الأمريكي هو أمر عاجل وذو أولوية قصوى"، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
كما أشار الرئيس جو بايدن، الذي تحدث قبل تصرف مجلس النواب مباشرة، إلى تقرير وظائف ضعيف في تبرير استخدام أداة إجرائية للتغلب على معارضة الجمهوريون في مجلس الشيوخ وتسريع تقديم المساعدة للعائلات والشركات ومقدمي الرعاية الصحية والحكومات المحلية.
قال بايدن خلال تصريحاته في البيت الأبيض: "من الواضح جدًا أن اقتصادنا لا يزال فى مأزق" - مما زاد الضغط على الغرفة العليا التى تستعد لمحاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب الأسبوع المقبل.
وأضاف بايدن، الذى كرر التزامه بتمويل شيكات مباشرة بقيمة 1400 دولار للأمريكيين ذوي الدخل المنخفض والمتوسط: "أعرف أن البعض في الكونجرس يعتقدون أننا فعلنا ما يكفي للتعامل مع الأزمة فى البلاد"، "هذا ليس ما أراه، أرى ألمًا هائلاً في هذا البلد. الكثير من الناس عاطلين عن العمل، كثير من الناس يعانون من الجوع".
وجاءت تعليقات بايدن فى الوقت الذي ذكرت فيه وزارة العمل الجمعة، أن الاقتصاد أضاف 49000 وظيفة فقط في يناير، و6000 فقط في القطاع الخاص، لا يزال سوق العمل أقل من مستويات ما قبل الوباء بمقدار 10 ملايين وظيفة.
ووافق مجلس الشيوخ على إجراء سريع للميزانية، حيث أدلت نائبة الرئيس كامالا هاريس بأول تصويت لها على الإطلاق بعد جلسة طاحنة استمرت طوال الليل.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن هذه الخطوة ، من الناحية النظرية ، تسمح لهم بتمرير حزمة إغاثة كورونا دون أي تصويت جمهوري.
وأضافت الصحيفة، أنه يمكن لقادة مجلس الشيوخ البدء في العمل على مشروع القانون الخاص بهم على أمل تسليم الحزمة النهائية إلى مكتب بايدن قبل انتهاء صلاحية إعانات البطالة التكميلية في منتصف شهر مارس.
واستشهدت جين ساكي، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض ، بأرقام استطلاعات الرأي التي تظهر دعم الحزبين بين الناخبين الأمريكيين للخطة، متجاهلة الانتقادات بأن البيت الأبيض كان يضحى بالتضامن بين الحزبين من أجل السلاسة الحزبية.
وقالت في إحاطتها الإعلامية الجمعة فى البيت الأبيض: "لم يسبق له أن تعهد بتوحيد الحزبين الديمقراطي والجمهوري فى حزب واحد في واشنطن".
ومع ذلك، عرض بايدن غصن زيتون ، قائلاً إن خططه يمكن أن تتغير لكسب المعتدلين في كلا الحزبين ، معترفاً بأنه يفضل تقييد المدفوعات المباشرة للأشخاص الذين يقل دخلهم عن 300 ألف دولار.
وقال يوم الجمعة، "لن أقوم بتقليص حجم الشيكات". "ستكون 1400 دولار."
وأضاف بايدن في كلمة حول الاقتصاد والحاجة إلى تمرير حزمة الإغاثة من فيروس كورونا، إن الولايات المتحدة مرت عبر أوقات اقتصادية صعبة من قبل في 2009، مشيرا إلى أن حزمة التحفيز التي تم تمريرها حينها كانت صغيرة ولم تسعف الاقتصاد، موضحا أن الحزمة الكبيرة ستساعد الاقتصاد على المدى الطويل.
وأكد، أن حزمة الإغاثة الضخمة ستؤتي ثمارها للصحة العامة وللاقتصاد الأمريكي، مشيرا إلى "الحقيقة البسيطة هي أننا إذا قمنا بهذه الاستثمارات الآن بأسعار فائدة منخفضة تاريخية ، فسوف تؤدى إلى المزيد من النمو ، والدخل الأعلى ، واقتصاد أقوى ، وستكون الأوضاع المالية لأمتنا في وضع أقوى".
وكرر الرئيس الأمريكى، أمله فى العمل مع الجمهوريين لتقديم الإغاثة من فيروس كورونا، لكنه أوضح أنه سيمضي قدمًا بدعمهم أو بدونه.
وأضاف، أنه إذا كان عليه أن يقرر بين العمل مع الجمهوريين وتقديم الإغاثة المالية بسرعة للعائلات الأمريكية، فالخيار واضح، وأكد "هذا خيار سهل: سأساعد الشعب الأمريكي الذي يتألم الآن"
ومع ذلك، كانت هناك إشارات تحذير بأن الطريق أمامه لن يكون خاليًا تمامًا من العقبات، وفقا للصحيفة.
ووافق مجلس الشيوخ على اقتراح من السناتور جوني إرنست، جمهورية من ولاية أيوا، لحظر أي زيادة في الحد الأدنى للأجور أثناء الوباء - مما قد يعقد خطة بايدن لرفع الحد الأدنى الفيدرالي للأجور إلى 15 دولارًا في الساعة بحلول عام 2025.
لم يعترض الديموقراطيون على اقتراح إرنست، بحجة أنه لم يكن في نيتهم زيادة الأجور على الفور، لكن تحفظهم على تسجيل تصويت بشأن هذه المسألة كان إشارة إلى أن زيادة الأجور قد تفتقر في النهاية إلى الدعم لتمريرها فى تقسيم متساوٍ، حيث عارض الديمقراطى فى مجلس الشيوخ، السنياتور جو مانسين القرار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة