أكد الدكتور على الله شحاتة الجمال إمام مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها وأرضاها) أن الإسلام اهتم بجوانب تزكية النفس ، وأن الأخلاق ثمرة الإيمان ، فمن زاد عليك خلقا فقد زاد عليك في درجات الإيمان ، وأن الإنسان بلا أخلاق كالجسد بلا روح .
وأضاف الجمال خلال محاضرة بالزاوية التيجانية الكبرى بولاية شمال دارفور ، بحضور علي التماسيني شيخ الطريقة التيجانية، أن المسلم الحق هو الذي يسعى في تخليص نفسه من العيوب المهلكة ، سالكا سبيل نجاتها حاميا لها من مواطن الزلل ، ومن خرج عن القيم والأخلاق خرج عن الإنسانية وانسلخ منها ، ولقد كان (صلى الله عليه وسلم) المثل الأعلى في القيم النبيلة والأخلاق العظيمة ، حيث وصفه ربنا سبحانه وتعالى بقوله : "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" ، فكان (صلى الله عليه وسلم) أحسن الناس خلقًا ، وأكثرهم محبة ورأفة ، وحلمًا وعفوًا ، وأصدقهم حديثًا ، وأوفاهم عهدًا وذمة.
وفي ندوة بمسجد رابطة العالم الإسلامي أكد الدكتور عمرو الكمار مدير أكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين على فوائد الكسب الطيب الحلال ، فهو ينور القلب ويصلحه ، فتزكو بذلك الجوارح ، وتُدْرَأ المفاسد ، وتكثر المصالح ، مضيفا أن الله تعالى أمر بالأكل من الحلال الطيب لما له من خير في الدنيا والآخرة قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ ، ولا يتأتى الكسب الطيب الحلال إلى من خلال العمل ، فعلينا أن نواجه الشدائد والصعاب بالأمل ، وبالعمل ، وبالأخذ بالأسباب ؛ فلولا الأمل ما زرع فلاح ولا حصد ، ولا عمل عامل ولا صنع، فالأمل حياة واليأس موت ، واليأس كبيرة من الكبائر يقول الحق جل وعلا: "وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" ، فالمؤمن يرى في كل عقدة حلًا ، ويتكيف معها بالعمل ، والأمل ، ولابد أن يصطحب الأمل العمل ، فالأمل الذي لا يقوم على العمل أمل لا قيمة له ، قال (صلى الله عليه وسلم): "إن قامتِ الساعةُ وفي يدِ أحدِكم فسيلةً ، فإن استطاعَ أن لا تقومَ حتى يغرِسَها فليغرِسْها".
وفي مسجد الشيخ الهواري أكد الشيخ محمد رجب عبد الدايم إمام وخطيب مسجد الصحابة بشرم الشيخ على أهمية الصبر في حياة المسلم فقد ذكر الله الصبر في مواضع عديدة من كتابه، وأضاف إليه كثيرًا من الخيرات والدرجات وجعلها ثمرة له. قال تعالى: "والْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ" مضيفًا أن من الأدلة على أهمية الصبر أن الله أمر به رسوله أول ما أوحى إليه ، وأمره بالإنذار ، فقال : "يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ" ، مضيفًا أن من أهم ألوان الصبر الصبر في مواجهة الأزمات والابتلاءات ، فقد سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : "أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً ؟ قَالَ : الأَنْبِيَاءُ ، ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ ، يُبْتَلَى النَّاسُ عَلَى قَدْرِ دِينِهِمْ ، فَمَنْ ثَخُنَ دِينُهُ ، اشْتَدَّ بَلاؤُهُ ، وَمَنْ ضَعُفَ دِينُهُ ضَعُفَ بَلاؤُهُ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لِيُصِيبَهُ الْبَلاءُ حَتَّى يَمْشِيَ فِي النَّاسِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ" ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : "مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً هُوَ خَيْرٌ مِنَ الصَّبْرِ" ، وقال (صلى الله عليه وسلم) : "إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ" ، مؤكدًا أن الله (عز وجل) يعين عبده على الصبر فعن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "من يتصبر يصبره الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ولن تعطوا عطاء خيرًا أوسع من الصبر".