أكدت الواعظة وفاء عبد السلام، أن الإسلام كرم المرأة، وأعطاها حقوقًا كانت تفتقدها قبل الإسلام، كما منحها حقوقًا لم تمنحها لها الأديان الأخرى، وأول هذه الحقوق وأهمها حق الحياة، فحرم قتلها، قال تعالى: "وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ" ، وجعل الإسلام جَزاء من يربّى البنات ويُحسن في تربيتهنّ جزاءً عظيماً وهو الجنّة، كما أعطاها حق المساواة، فساواها في الحقوق مع غيرها، قال تعالى: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ" ، وقال المصطفى (صلى الله عليه وسلم) : "إنما النساء شقائق الرجال" .
جاء ذلك خلال ندوة واعظات الأوقاف بساحة مجمع موسى بحضور عدد من واعظات الأوقاف السودانية، كما أوصى الإسلام بالإحسان إلى المرأة، والإنفاق عليها حتى لو كانت صاحبة مال، وأيا كان موقعها سواء أكانت أمًّا، أو أُختًا، أو زوجةً، وجعل مقياس الخَيْر في الرَّجل بمقدار خَيره مع أهله، كما أعطاها حق ضرورات العيش من ملبس ومأكل ومسكن وعشرة حسنة، قال تعالى: "أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى * لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا" ، وإن شح عليها الزوج في النفقة أباح لها الشرع أن تأخذ من ماله ما يكفيها وأبنائها، كما ورد في حديث عائشة (رضي الله عنها) في قصة سؤال هند بنت عتبة (رضي الله عنها) للنبي (صلى الله عليه وسلم) في حقها أن تأخذ من مال أبى سفيان وكان شحيحاً فقال لها : "خذي من ماله ما يكفيك ويكفى بنيك" ، وفوق كل هذا أعطى الإسلام المرأة حقها في طلب العِلم ، فقد كان النّبي (صلى الله عليه وسلم) يُخصّصُ من وقته جزءًا لِتعليم الصَّحابيات، كما أعطى للمرأة الحق في العمل، كذلك للمرأة الحقّ في الميراث؛ وهذا مما حُرمت منه في الجاهليّة، وفى الحضارات القديمة، كما أنّ لها الحق في البيع، والشّراء ، وامتلاك العقارات ، والمساهمة في التِّجارة.
وفي كلمتها أشارت الواعظة ميرفت عزت، إلى أن القرآن العظيم منهج حياة؛ جاء ليبيِّن للبشريَّة طريقَ نجاحها، وخُطَطَ رقيِّها وتقدُّمها، إذ جاء القرآن الحكيم ليوضح لنا المنهج الأكمل ، وليحدد علاقة الفرد بالأسرة وبالمجتمع الذي يعيش فيه، كما حدَّد علاقات الدُّول بعضها ببعض، وعندما سئلت السيدة عائشة (رضي الله عنها) عن خلق الرسول (صلى الله عليه وسلم) قالت: "كان خلقه القرآن الكريم" ، فنتمنى أن نكون من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته ولا نكون ممن يهجرون القرآن الكريم ، وكان (صلى الله عليه وسلم) قرآنا يمشي على الأرض ، يصل من قطعه ، ويعفو عمن ظلمه ، ويعطي من حرمه ، مضيفة أن من يقرأ القرآن الكريم تتنزل عليه السكينة والرحمة كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا تنزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده".
كما أجرت القافلة الدعوية المشتركة لوزارة الأوقاف المصرية والسودانية زيارة إلى عدد من خلوات القرآن الكريم بمدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان السودانية واستقبلت القافلة استقبالاً مهيبا من طلاب الخلوات والقائمين عليها ، وضمت القافلة كل من: الدكتور عمرو الكمار مدير أكاديمية الأوقاف الدولية ، والشيخ محمد رجب إمام وخطيب مسجد الصحابة بشرم الشيخ ، والواعظة عبير أنور ، والواعظة دينا الجدامي ، والدكتور الزبير محمد علي مدير مركز التحصين الفكري ، والشيخ محمد عبد الرحمن نائب رئيس جمعية القرآن الكريم بولاية النيل الأبيض ، والدكتورة أسماء الشنقيطي رئيس اللجنة الإعلامية للمجلس الأعلى للدعوة ، والواعظة منال حسن التني داعية بجمعية القرآن الكريم بولاية الخرطوم ، والصحفية إيمان كمال الصحفية بجريدة السوداني ، وعدد من الدعاة السودانيين المرافقين للقافلة.
وخلال الزيارة أكدت القافلة، أن القرآن الكريم حبل الله المتين ، ودستور الأخلاق ، وهو عِزُّ هذه الأمة وشرفها , يقول الحق سبحانه : ” لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ ” , وهذه الأمانة وتلك المسئولية تحتم علينا خدمة كتاب الله (عز وجل)، والعناية به وبأهله، حفظًا، وتجويدًا، وتلاوة، وترتيلاً، وفهمًا، وتطبيقًا، سواء في جانب المداومة على التلاوة والتحذير من هجره أو نسيانه، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: ”وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً”، ويقول نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) ” تَعَاهَدُوا الْقُرْآنَ، فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإِبِلِ في عُقُلِهَا ”، أما في جانب المداومة على الحفظ والتذكر والحث عليه، يقول نبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) : ” مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ ”، ويقول ( صلى الله عليه وسلم ) : ” يقال لقارئ القرآن اقرأ ورتل وارتق فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ”.
فيما أكد الدكتور عمرو الكمار مدير أكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين أن وزارة الأوقاف المصرية اهتمت بالقرآن وأهله ، فأنشأت المدارس القرآنية ومكاتب التحفيظ العصرية ، ومراكز إعداد محفظي القرآن الكريم المتخصصة ، فافتتحت (69) مركزًا لتأهيل المحفظين وتدريبهم.
كما عقدت القافلة ندوة بمسجد الدفاع المدني بنيالا بولاية جنوب، زيارة لمتحف قصر السلطان علي دينار بالفاشر بولاية شمال دار فور، وندوة دينية بمعهد ود دوليب الثانوي للقرآن الكريم وعلومه بمدينة خوستي ندوة دينية بمعهد، كما نظمت محاضرة مقاصد الشريعة فى مسجد نيالا العتيق بالسودان،
واعظات الأوقاف المصرية بالسودان
واعظات الأوقاف المصرية بالسودان
واعظات الأوقاف المصرية بالسودان
واعظات الأوقاف المصرية بالسودان