يعيش المدنيين في منطقة تيجراى شمال إثيوبيا في أوضاع سيئة وزادت الاحتياجات الطارئة لهم بشكل كبير في أعقاب الصراع بين الجيش الاثيوبي وقوات تحرير تيجراى والتي وصفها المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يانس لاركيه بأنها إحتياجات "رهيبة ومتنامية " مع وجود عقبات أمام وصول المساعدات الانسانيه حيث أرسلت الأمم المتحدة بعثة مشتركة من الوكالات الأممية فى زيارة ميدانية إلى ميكيلي عاصمة تيجراي لتقييم الأوضاع الإنسانية.
ديفيد بيزلى المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي قال عقب زيارته للمنطقة وبعثة الوكالات المشتركة "يجب أن نفعل المزيد معا لتلبية احتياجات السكان" لافتا الى ان أحدث التقديرات أشارت إلى أن 2.5 إلى 3 ملايين شخص في المنطقة يحتاجون إلى مساعدات غذائية طارئة مشيرا الى أن حالة التغذية تتطلب مزيدا من الاهتمام، حيث أن الأطفال الصغار والأمهات الحوامل والمرضعات هم الأكثر ضعفاً.
وأوضح بيزلى أن برنامج الأغذية وافق على تقديم الإغاثة الغذائية الطارئة لما يصل إلى مليون شخص في تيجراي، وسيتم إطلاق برنامج تغذية تكميلي شامل لدعم ما يصل إلى 875 ألف من الأطفال المعرضين للخطر لسوء التغذية الحاد والأمهات الحوامل
فيما أوضحت الوكالة الأممية المعنية بتقديم المعونة الغذائية إن تدخلات برنامج الأغذية العالمي المتفق عليها ستتطلب 107 ملايين دولار ليتم تنفيذها على مدى الأشهر الستة المقبلة، في المناطق والمجتمعات التي تم تحديدها بشكل مشترك ومنحها الأولوية.
أليس ويريمو نديريتو المستشارة الخاصة للأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية السلطات دعت إلى إنشاء آليات وطنية لمعالجة الأسباب الجذرية للعنف العرقي، وبناء التماسك الوطني وتعزيز المصالحة.
وأعربت المستشارة الخاصة عن قلقها إزاء التقارير التي تتحدث عن خطاب الكراهية والوصم، بما في ذلك التنميط العرقي، فضلاً عن مزاعم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والتجاوزات التي ارتكبتها أطراف النزاع في منطقة تيجراي ومناطق حلفائهم.
وقالت نديريتو إن الإخفاق في معالجة العنف العرقي والوصم وخطاب الكراهية والتوترات الدينية التي تتفاقم مع عوامل الخطر الأخرى، بما في ذلك عدم المساءلة عن الانتهاكات الجسيمة المرتكبة، يديم بيئة تعرض السكان المدنيين لخطر كبير من ارتكاب جرائم فظيعة.
وحذرت من أنه إذا لم يتم اتخاذ تدابير عاجلة على الفور للتصدي للتحديات المستمرة التي تواجه البلاد، فإن مخاطر الجرائم الفظيعة في إثيوبيا لا تزال مرتفعة ومن المرجح أن تزداد سوءا.
تستضيف إثيوبيا ثاني أكبر مجموعة للاجئين في إفريقيا، ويوجد بها أكثر من 847 ألف و200 لاجىء من 19 دولة، غالبيتهم من دول جنوب السودان والصومال وإريتريا والسودان يتواجد معظمهم في ولاية تيجراي، وقال العاملون في المجال الإنساني على الأرض إن الوضع فى تيجراي لا يزال مقلقًا للغاية ويتدهور بسرعة لافتين إلى أن وصول المساعدات الإنسانية مقيد بسبب انعدام الأمن والعقبات البيروقراطية، مما يمنع عمال الإغاثة من مساعدة المتضررين من النزاع.
وقال بابار بالوش، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إنه يجب منح حق الوصول الكامل للمساعدات الإنسانية الى تيجراى، لمنع تدهور الوضع بشكل أكبر.
وأضاف بالوش: "الوضع خطير للغاية في تيجراي ومئات الآلاف من الناس بحاجة إلى المساعدة المنقذة للحياة حيث وقع العديد من اللاجئين الإريتريين في مرمى النيران، خاصة من هم في مخيمي اللاجئين الإريتريين في الجزء الشمالي من تيجراي"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة