يحتفل البوذيون فى 8 فبراير من كل عام فيما يعرف بيوم النيرفانا، أو عيد بارينيرفانا، وهو عيد بوذى ماهايانا يحتفل به فى شرق آسيا من قبل البعض فى 8 فبراير ومن قبل الكثيرين فى 15 فبراير، يحتفل بهذا العيد الذى يعتقد أن بوذا وصل فيه إلى بارينيرفانا (النيرفانا الكاملة)، ويحتفل البوذيون عادة بذكرى وفاة بوذا لأنهم يعتقدون بأنه قد تخلص بموته من عذاب الحياة الجسدية.
النيرفانا بحسب الديانة البوذية، هى حالة وجود نظرية مركبة حيث يهرب الإنسان من المعاناة فى العالم ويدرك وحدته مع الكون، ويستطيع الإنسان الذى يصل وعيه إلى النيرفانا أن يترك خلفه دورة إعادة التجسد إلى الوجود الروحى وإن كان بصورة غير شخصية.
المعنى الحرفى لكلمة نيرفانا هو "الانطفاء" أو "الإخماد" ولكن عند التطبيق على حياة الإنسان الروحية يصبح المعنى أكثر تعقيداً، فيمكن أن تشير النيرفانا إلى فعل الإخماد – سواء بالتدريج أو بسرعة (مثل إخماد شمعة).
الهدف النهائى فى البوذية هو الوصول إلى النيرفانا، حيث يتم "إخماد" كل الرغبات، ويتحول الإنسان إلى حالة أخرى. تخيل شمعة تحترق ثم تنطفيء. فلا يتم تدمير طاقتها بل تتحول إلى نوع آخر من الطاقة. هذا توضيح بسيط لما يحدث عندما تصل النفس إلى النيرفانا.
إن مفهوم النيرفانا يتعارض مع تعليم الكتاب المقدس، يقول الكتاب المقدس أننا لا نستطيع أن نصنع طريقاً نصل به إلى السماء (رومية 3: 20)، فلا يمكن لأى قدر من التأمل أو إنكار الذات أو الاستنارة أن يجعل الإنسان باراً أمام الله القدوس، ويذكر الكتاب الكتاب المقدس أن السماء مكان فعلي، وليس حالة ذهنية، حيث نحتفظ بهويتنا الشخصية ونسكن فى أجساد مقامة من الموت.
أما الإسلام فيجيب عن سؤال الموت برحلة البرزخ ثم البعث يوم القيامة والحساب فالجنة أو النار، والنظرة المدققة تجد تشابهاً بين مرحلة النيرفانا ودخول الجنة مع اختلاف الرؤية المادية للإسلام فى دخول الجنة والانطلاق الروحى للنيرفانا فى البوذية، كما أن الوصول لمرحلة النيرفانا يقتضى تحقيق مبدأ الثواب والعقاب الأرضى بينما الدخول للجنة يعتبر تحقيقاً لذات المبدأ وهو الجزاء الحسن للفعل الطيب.