في ظل الظروف الحالية التي فرضتها جائحة "كورونا" على العالم أجمع، وفي غياب الحياة المدرسية بصورة كاملة، طرأت فكرة جديدة ومبتكرة على خيال طفل بدولة الإمارات يدعى فارس أبوندا (9 سنوات) الطالب بالصف الثالث الابتدائي بالمدرسة الأمريكية الدولية بدبي.
وجد الطفل أحد زملائه بحاجة إلى فهم مادة مستعصية عليه، فتصدى فارس للمهمة وتواصل معه وقام تبسيط وشرح الدرس له، فجاءته الفكرة أو المبادرة والتي أطلق عليها «هيا بنا نُعلم بعض»، هدفها تشجيع زملائه الطلبة والطالبات على المذاكرة بصورة جماعية، تجعل الاستفادة أكبر في ظل توافر أمور السيطرة من الجهات المسؤولة.
وأكد وليد عرابي، نائب مدير المدرسة الأمريكية بدبي، وفقا لصحيفة "البيان" الإماراتية، أن الفكرة عبارة عن لقاء عبر «الأون لاين» يجتمع فيه كافة طلاب الصف الثالث الابتدائي مؤقتاً ولربما ستشهد كافة الصفوف الأخرى إذا تم تطبيقها مستقبلاً، يتبادلون من خلاله شرحاً وافياً لكافة الدروس المقررة بصورة جماعية، الهدف منها التفاعل وتبادل المعلومات التي تؤدي إلى تحصيل الدروس وحل كافة المسائل بصورة مثالية، إلى جانب المذاكرة عن بُعد ومحاولة الترغيب في المادة التي لا تلقى القبول عن طريق شرح الطلبة ذاتهم، كل هذا عن طريق موقع إلكتروني للمبادرة، تماشياً مع الظروف المحيطة التي فرضتها جائحة «كورونا»، تلك الفكرة البسيطة التي ستؤدي مستقبلاً إلى منفعة كبيرة إذا تم الإعداد لها.
وأضاف نائب مدير المدرسة الأمريكية بدبي أن تطبيق المشروع أو الفكرة سيتم على ثلاث مراحل: المرحلة الأولى داخل المدرسة ومع زملائه في الصف الثالث، والثانية دعوة كافة المدارس داخل الإمارات للمشاركة بعد أخذ الموافقات المعتمدة من الجهات المسؤولة، والمرحلة الثالثة والأخيرة طرح الفكرة بشكل أوسع عقب اعتماد الموافقات الرسمية من هيئة المعرفة، ومن ثم تطبيقها على مستوى جميع الدول على أن تكون موثقة بشكل رسمي وبراءة اختراع تحمل اسم الإمارات.
بدورها، أكدت سماح أبو عوف، ولي أمر الطالب: «عندما تم طرح الفكرة من قبل فارس وفي حضور أساتذة أفاضل ومسؤولين في المدرسة، وكانت أشبه بمناظرة، لاقت تقديراً وإيماناً بها منذ اللحظة الأولى، لا سيما بعد تناولها على المستوى المدرسي لتجد الدعم من كافة الأسر، التي وجدتها فرصة لتدريب وتشجيع أطفالها على الابتكار والتخطيط ووضع خطة عمل من أجل تنفيذ أفكارهم البسيطة، إلى جانب تنميه مهارات العرض والابتكار والعمل الجماعي وغيرها من العديد من المهارات التي تبني جيل قادر على تحمل المسؤولية مستقبلاً».