اكتشف العلماء أجزاء من نيزك تسبب في كرة نارية هائلة في السماء فوق جنوب غرب إنجلترا الشهر الماضي، وكان أكبرها هو كتلة 300 جرام (10.5 أوقية) تم العثور عليها في ممر خاص بالسيارات في قرية وينككومب في كوتسوولدز بعد أن اصطدمت بمدار الأرض، كما تم انتشال قطع صغيرة أخرى من المنطقة.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، فإن الصخرة عبارة عن كوندريت كربوني، وهو نيزك نادر جدا كان معروفًا في السابق باحتوائه على الأحماض الأمينية ومكونات أخرى مدى الحياة.
يقول علماء الفلك، إن النيزك سقط في مدار الأرض بسرعة حوالي 31000 ميل في الساعة، أى 40 ضعف سرعة الصوت، قبل أن يحترق بطريقة مثيرة.
النيزك
ولكن على عكس معظم النجوم المتساقطة، كان هذا النيزك كبيرًا بما يكفي للبقاء على قيد الحياة عند دخوله إلى الغلاف الجوي، عندما انطلق عبر جلوسيسترشاير في الساعة 21:54 يوم 28 فبراير.
وسارع الباحثون إلى تحديد موقع الصخور التي يبلغ عمرها أربعة مليارات عام في أسرع وقت ممكن لأنها يمكن أن تساعد علماء الفلك في معرفة المزيد عن أصول النظام الشمسي، وحتى الحياة على الأرض.
كما تم رصد النيزك من جانب اتحاد (UKFall) في المملكة المتحدة، الذي تم إنشاؤه قبل ثلاث سنوات بقيادة متحف التاريخ الطبيعي.
يقول الفريق، إن مراقبي النجوم في أماكن بعيدة مثل أيرلندا وهولندا كانوا قادرين على رؤية الكرة النارية، لأنها كانت ساطعة للغاية.
أطلق علماء الفلك مبادرة على أمل تحديد موقع الصخرة في أسرع وقت ممكن، فكلما تعرض النيزك للأكسجين لفترة أطول، أصبح أقل نقاءً، وتم تحليل مقاطع الفيديو وقال الخبراء إنه من المحتمل أن يكون شمال شرق شلتنهام وربما سقط في أرض زراعية، حتى مر تحديد مكانه في ممر للسيارات بقرية، ثم تم جمعه وحمايته بسرعة، قبل نقله إلى متحف التاريخ الطبيعي.
وأشرف على هذه العملية الدكتور أشلي كينج من المتحف الذي يتخذ من لندن مقراً له، ويقول: "تأتي جميع النيازك تقريبًا إلينا من الكويكبات، وهي اللبنات المتبقية من النظام الشمسي التي يمكن أن تخبرنا كيف تكونت الكواكب مثل الأرض".
وأضاف كينج، "فرصة أن تكون من أوائل الأشخاص الذين يرون ويدرسون نيزكًا تم استرداده فورًا تقريبًا بعد السقوط هو حلم أصبح حقيقة!".