تمر، اليوم، الذكرى الـ11 على رحيل الإمام الأكبر محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر السابق، إذ غاب عن عالمنا فى 10 مارس عام 2010، عن عمر ناهز 81 عاما، وهو أحد الشخصيات صاحبة التقدير فى أوساط كثير من المسلمين حول العالم، إضافة إلى أن فتاويه كان لها تأثير كبير، كما اعتبر عالم دين معتدل، مناصرًا لقضايا المرأة مما جعله هدفًا متكررًا للهجوم من قبل الإسلاميين المتشددين.
وبحسب تقرير الإفتاء فإن المكتبة الإسلامية زاخرة بالعديد من المؤلفات التى استفاد منها المسلمون، بينها "التفسير الوسيط للقرآن الكريم، بنو إسرائيل فى القرآن والسنة، معاملات البنوك وأحكامها الشرعية، السرايا الحربية فى العهد النبوي، القصة فى القرآن الكريم، آداب الحوار فى الإسلام، المرأة فى الإسلام".
الفقه الميسر
جمع الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوى أبواب الفقه الإسلامى من مصادرها الأولى: القرآن والسنة، واستند إلى المراجع الفقهية المعتمدة، القديمة والمعاصرة، وقدم ذلك لعامة المسلمين فى هذه الأجزاء الثلاثة، فجاءت ميسرة للقراءة، ميسرة للفهم، وسوف يلمس القارئ أن الإمام تجاوز خلافات المذاهب الفقهية، واختار منها ما اطمأن إليه قلبه ونفسه مما ذهب إليه جمهور الفقهاء، ثم عرض اختياراته بأوضح عبارة وأيسر أسلوب.
بنو إسرائيل فى القرآن والسنة
يرى الإمام الأكبر الراحل أن القرآن الكريم فى حديثه عن بنى إسرائيل، يربط ربطا محكما بين طباع وأخلاق المعاصرين منهم للنبى (ص) وطباع وأخلاق آبائهم الأولين الذين عاصروا موسى وعيسى وغيرهما من الأنبياء، وذلك ليبين أن ما عليه الأبناء من فسوق وعصيان ومحاربة لدعوة الإسلام، إنما هو ميراث من الخلق السيئ الذى توارثه الخلف عن السلف وأخذه الأبناء من الأباء، وأشار إلى أن القرآن الكريم يحمل من الأدلة ما تدل على ما وصفهم به من صفات نراها فى كل زمان ومكان منطبقة عليهم، ولم تزدهم الأيام إلا رسوخا فيها، فمثلا صفة الحرص على الحياة نراها متمثلة فيهم فى كل الأوقات والعصور، على حد تعبيره.
أدب الحوار فى الإسلام
يبين الإمام الراحل أسلوب الحوار والجدال والمناقشة من أجل الوصول إلى الحق عن اقتناع عقلى وارتياح نفسى واطمئنان وجدانى يجعل صاحبه يعيش حياته وهو ثابت على ما آمن به ثباتا لا ينازعه ريب ولا يخالطه شك، ولا يحوم حوله وهم.. ولعل من الأدلة على ذلك: أن مادة القول وما اشتق منها كقال ويقول وقل وقالوا ويقولون وقولوا.. إلخ هذه المادة التى تدل على التحاور والجدال والمناقشة والمراجعة بين الناس فى أمور معينة.
معاملات البنوك وأحكامها الشرعية
ويرى الشيخ محمد سيد طنطاوى أنه لا مانع من التعامل مع البنوك أو المصارف التى تحدد الربح مقدماً فيقول: "إننا لا نرى نصا شرعيا ولا قياساً نطمئن إليه يمنع من تحديد الربح مقدماً، ما دام هذا التحديد قد تم باختيار الطرفين ورضاهما المشروع، ومع هذا من أراد أن يتعامل مع البنوك التى تحدد الأرباح مقدماً فله ذلك، ولا حرج عليه شرعا، إذ المقياس فى الحرمة والحل ليس التحديد أو عدم التحديد للربح، وإنما المقياس هو خلو المعاملات من الغش والخداع والربا والظلم والاستغلال وما يشبه ذلك من الرذائل التى حرمتها شريعة الإسلام".
المرأة فى الإسلام
كتاب مقسم إلى ثلاثة فصول ما بين الشيخ محمد الغزالى وسيد الطنطاوى وأحمد عمر هاشم، ويتحدث عن أهم النساء فى تاريخ الإسلام، فيذكر أن أول من أسلم امرأة، وأول من لجأ إليه رسولنا الكريم كان امرأة، وهى السيدة خديجة، وأول من استشهد فى الاسلام امرأة أيضا وهى سمية بنت الخياط، والصديقة الأديبة التى تعلم منها الرجال امور الدين كانت امرأة، حيث قال فيها عروة بن الزبير: " ما رأيت أعلم بطب ولا بفقه ولا بشعر من عائشة"، حريقة بنت المنذر اللخمى وحوارها مع سعد بن أبى وقاص بكل أدب وحكمة وسلاطة وقوة فنالت بذلك تقديره واكرامه، وقصة ام سُليم وإسلام أبا طلحة على يدها بذكائها واخلاصها لدينها وسلامة فطرتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة