يتبني مشروع أمريكى جديد استبدال الزجاج في النوافذ وواجهات المنازل بالخشب الشفاف، والذي بدأ العمل عليه منذ عام 2015، ويتركز حول استكشاف الخشب الشفاف من حيث طرق تصنيعه، ومميزاته، إلى جانب إمكانيات تطبيقه، وفقاً لما قاله أستاذ في جامعة "ميريلاند" الأمريكية، ومدير مركز ابتكار المواد التابع للجامعة، مؤكدا أن تطبيق هذه التقنية مسألة وقت فقط.
الخشب الشفاف
وجاء الإلهام لصنع مواد شبيهة بالزجاج تتكون من الخشب بسبب مميزاته، إذ قال ليانجبينج في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "الخشب عبارة عن مادة متجددة، ووفيرة، وقابلة للتحلل البيولوجي، وذات تأثير بيئي صافي أقل، وهو أمر يمكن استخدامه كبديل للمواد التي تتطلب كميات أكبر من الوقود الأحفوري القائم على البترول لإنتاجها".
صورة أخري للخشب
ويتم انتاج الخشب الشفاف عن طريق مسح سطح الخشب باستخدام بيروكسيد الهيدروجين، وتعريضه لضوء الأشعة فوق البنفسجية لإزالة الكروموفور الممتص للضوء من مادة الليجنين فيه، وبعد ذلك، يتم اختراق شبكة مسامات الخشب باستخدام بوليمر إيبوكسي، ما يجعل المادة شفافة للغاية.
الخشب بعد مسح سطحه ببيروكسيد الهيدروجين
ورغم أن الزجاج يُعد المادة المستخدمة الأكثر شيوعاً في بناء النوافذ، إلا أنه يأتي بتكلفة اقتصادية وبيئية عالية، وفقاً لما ذكره تقرير عن المشروع في الموقع الرسمي لوزارة الزراعة الأمريكي، ولذلك، قد يُحدث الخشب الشفاف ثورة في مجال البناء.
ومقارنةً بالزجاج التقليدي، يتميز الخشب بموصلية حرارية أقل، وهو أخف وزناً، وأقوى، وصديق للبيئة بشكل أكبر.
وأكد ليانجبينج على ذلك قائلاً: "الخشب الشفاف المطوّر حالياً عبارة عن مادة مستدامة، إذ تتمتع المواد الأولية، وعملية التصنيع بأنها خضراء، وذات استهلاك منخفض للطاقة، والماء، والمواد الكيميائية".
وتنتقل الحرارة بسهولة عبر الزجاج، وخاصةً الزجاج الذي يتكون من لوح واحد، ويؤدي ذلك إلى فواتير طاقة أعلى عندما تتسرب الحرارة أثناء الطقس البارد، ولدى تدفقها إلى الداخل عندما يكون الجو دافئاً.
وقد يحد الخشب من ذلك، فهو يحتوي على هيكل هرمي مسامي، ومتباين الخواص، وهو أمر يمكن استغلاله في تنظيم الضوء، والحرارة لتحسين كفاءة الطاقة في المبنى.