أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن كثير من القراءات القديمة للنصوص قامت على مراعاة فقه الفرد وفقا لظروف عصورهم، ولكننا وفق ظروف عصرنا الذى يقوم على إعلاء الدولة، أصبحنا فى حاجة ملحة لإعادة قراءة النصوص وفقا لفقه الدولة.
جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولى "حوار الأديان والثقافات"، الذى يعقده المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بمشاركة أكثر من 35 دولة، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، ويناقش أكثر من (30) بحثًا ، ويهدف إلى ترسيخ لغة الحوار بين الثقافات والأديان.
وأضاف جمعة، أنه كما أن الإنسان الكريم لا يتعدى على جاره ولا يسمح على الاعتداء على جاره فالدول المحترمة هي التى لا تعتد على جارها ولا تسمح باستغلال حدودها فى الاعتداء على الدول المجاورة، ففى مفاهيم الاستئذان معظم من كتبوا عن آداب الاستئذان، نؤكد أن حرمة الدول لا تقل شأنا عن حرمة البيوت، فكما لا يجوز دخول أي منزل دول إذن كذلك الدول، وعندما تحدث الناس عن عهد الأمان تحدثوا عنها بصورة فردية فتأشيرة الدخول للدولة أمان عليك أن تحترم القوانين فى الدولة التى تدخلها، لافتا إلى أن الدول الصادقة هى التى تفى بعهودها ومواثيقها لا التى تراوغ.
وتابع جمعة:" الناس يفهمون أن الحوار بين شخصين ولكن قضية الحوار هى أيضا قضية حوار بين الدول، فسياسة الحوار والتفاوض راسخة فى السياسة المصرية".
واستطرد وزير الأوقاف:" الحوار على زنة فعال ، والمحاورة على زنة مفاعلة ، يقتضيان المشاركة ، ولا يقعان من طرف واحد ، يقال : تحاور محمد وعلي ، أو توافقا ، أو تشاركا ، أو تطاوعا ، أي حاور ، أو وافق ، أو شارك ، أو طاوع كل منهما صاحبه ، ولا يتصور أن يحاور الإنسان نفسه . وعليه فالحوار يقتضي أن تعامل الآخر بما تحب أن يعاملك به ، وأن تنصت إليه قدر ما تحب أن ينصت إليك ، وأن تأخذ إليه الخطوات التي تنتظر منه أن يخطوها نحوك ، وإلا فحاور نفسك ، واسمع صوت نفسك ، ولا تنتظر أن يسمع الآخرون صوتك".
وأضاف جمعة:" الحوار الناجح هو القائم على الحق ، المبني على الصدق ، لا على الكذب ، ولا التزييف ، ولا السفسطة ولا المغالطة ، ولا مجرد المغالبة لذات المغالبة . فالحوار لا يعني الشقاق ، ولا يمت للعصبية العمياء بصلة ، ولا يجعل من المتغيرات ثوابت ، ولا يقدس غير المقدس ، ولا يرمي الناس بالإفك والبهتان".
وأكد وزير الأوقاف اهتمام الوزارة بالواعظات، لافتا إلى أنه تم تخصيص زيا خاصا لهن وتم مراعاة فيه الفكر الوسطى.
وتتلخص أعمال المؤتمر فى 6 محاور هى :"مفهوم الحوار وغاياته، عقلانية الحوار وعلاقتها بقضايا التجديد، الحوار والمشترك الإنساني، الحوار واحترام خصوصية الآخر، أثر الحوار البناء فى مكافحة الإرهاب وصنع السلام الإنساني، عوامل نجاح الحوار".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة