24 دقيقة مع موسيقار الأجيال..ننفرد بنشر حوار أجراه محمد عبد الوهاب مع الفنان عبده داغر والمبتهل محمد عمران.. اللقاء ظل حبيسًا عشرات السنين.. وهذا رد فعل عبد الوهاب حينما علم أن إسرائيل تذيع أغنياته القديمة

الأحد، 14 مارس 2021 02:28 م
24 دقيقة مع موسيقار الأجيال..ننفرد بنشر حوار أجراه محمد عبد الوهاب مع الفنان عبده داغر والمبتهل محمد عمران.. اللقاء ظل حبيسًا عشرات السنين.. وهذا رد فعل عبد الوهاب حينما علم أن إسرائيل تذيع أغنياته القديمة محمد عبدالوهاب
بقلم وائل السمري

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وائل-السمرى

 

عبد الوهاب: دلوقتى مبقاش فيه حد يقول للناس أنتم وحشين ولا كويسين.. والأستاذ الكبير اللى هو الشعب «غاب»

عبد الوهاب: الموسيقيون أصبحوا قارئين.. شوف الأستاذ داغر بيلعب مفيش قدامه نوتة ولا حاجة.. والفرق بين قارئ أغنية ومنسجم مع أغنية كتير جدًا

اللقاء تم بعد منتصف الثمانينيات وظل عشرات السنين حبيسًا لشرائط الكاسيت وهذا رد فعل عبد الوهاب حينما علم أن إسرائيل تذيع أغنياته القديمة

نكشف عن مشروع غنائى دينى لم يتم برعاية عبدالوهاب وباشتراك عبده داغر ومحمد عمران وياسين التهامى وفاروق جويدة وعبد الوهاب محمد

عبده داغر: عرفت عبدالوهاب قبل هذا اللقاء بحوالى 15 سنة.. وأم كلثوم تسببت فى خلافى معه وتركى للفرقة قبل أغنية «أغدا ألقاك»

عبدالوهاب: اختفت العائلة الفنية وقديما كان الموسيقى يتبع المغنى أما الآن فالمغنى هو الذى يتبع الموسيقى 

 
 
يفلت الزمان من بين أيدينا، يتسرب كالمياه، يطير كالهواء، يتلاشى كالظل، كم من أحاديث غيرت مجرى التاريخ وضاعت لأنها لم توثق، كم من أفكار انتحرت على شفاه قائليها لأنها لم تجد لها صدى، وكم من قضايا اشتعلت لأنها لم تجد من الوثائق الورقية أو السمعية أو البصرية ما يقطع الشك باليقين، ولهذا كانت سعادتى بالغة حينما سمعت لأول مرة هذا التسجيل النادر لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، الذى نحتفل بذكرى ميلاده، لأن هذا الحديث يوثق لجلسة عفوية أبدى فيها عبدالوهاب رأيه فى العديد من القضايا، وعكست كلماته التى نطق بها دون تكلف أو تصنع ما يدور فى ذهنه، كما رصدت على شفاه موسيقار الأجيال بداية موجة جديدة من موجات تدخل التكنولوجيا فى صناعة الطرب، والتى - بكل أسف - أوصلتنا إلى هذا الحال. 

 
بين أيدينا الآن تسجيل نادر لحوار أجراه موسيقار الأجيال مع الفنان العالمى «عبده داغر» والمبتهل الراحل الكبير «محمد عمران»، وفيه تناقشوا فى العديد من المسائل الفنية بحكم أنهم متخصصون فى الموسيقى، والتى سأحاول أن أفسر بعضها، أو ألقى الضوء على ما خفى منها قدر الإمكان.
 
 
74742-الموسيقار-محمد-عبد-الوهاب
 

 

ما هى قصة حصولى على هذا التسجيل النادر؟ 

قد يتبادر إلى الذهن هذا السؤال: كيف حصلت على هذا التسجيل النادر بعد عشرات السنين من اختفائه، وفى الحقيقة فإن الصدفة وحدها هى التى قادتنى إلى هذا التسجيل، وكى أضع الأمور فى سياقها يجب هنا أن أشير إلى أن مواقع التسجيلات الطربية تمتلئ بنسخ كثيرة لجلسة الموسيقار العالمى عبده داغر و«الشيخ عمران» مع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وفى هذا التسجيل يتجلى عبده داغر فى العزف على آلة الكمان مصاحبا الشيخ محمد عمران فى أداء قصيدة «يا سيد الكونين» وسط إعجاب محمد عبدالوهاب المتزايد بالأنغام والكلمات والأداء الراقى، فأين بقية هذه الجلسة؟ لا أحد يعرف، وهل أنشد عمران وعزف داغر ثم انصرفا هكذا دون حديث؟ لا أحد يعرف أيضا. 
 
شاءت الظروف بعد ذلك وتعرفت إلى الفنان صلاح علام، أحد أهم جامعى التسجيلات النادرة الآن، والذى لم يكتف بدروه معلمًا للموسيقى لأجيال متعاقبة، لكنه يملأ فضاء مواقع التواصل الاجتماعى بمزيد من الجمال والطرب والأصالة، وفى ذات السياق بدأ الأستاذ صلاح علام فى نشر العديد من تسجيلات الشيخ محمد عمران مع الفنان العالمى عبده داغر، عرفت بعدها أن «داغر» لما رأى حب «علام» للفن عامة ولفنه خاصة، استأمنه على ميراث كبير من التسجيلات التى يحتفظ بها لجلسات طربية أقامها فى بيته أو حضرها فى بيوت الغير، ومن هذه التسجيلات هذا التسجيل النادر لعمران وهو يؤدى «يا سيد الكونين»، فسألت «علام» سؤالا عابرا غير آمل فى شىء: ألم يتحدث عبدالوهاب مع «داغر وعمران» بعد هذه الجلسة؟ ففاجأنى بالقول: تحدث وتحدث كثيرا. 
 
بقدر ما كنت أتمنى هذه الإجابة بقدر ما فاجأتنى، فسألته: وهل نشرتها من قبل؟ فقال لى: لا، فسألته: هل تمانع فى نشرها؟ ففاجأنى بترحيبه الكبير، فسألت: وأين هى ومتى سترسلها لى؟ فقال لى انتظر قليلا سأبحث عنها وسط التسجيلات الكثيرة وأرسلها إليك. 
 
لم أنتظر كثيرا حتى وجدت الأستاذ صلاح علام يرسل لى ملفا صوتيا يحتوى على المقابلة كاملة، 23 دقيقة و48 ثانية مع الأستاذ، من حميمية اللقاء وعفويته تشعر وكأنك تجلس معهم، فبعد أن أبدع داغر فى العزف وتجلى عمران فى الإنشاد والتجويد، كان الجمع ظمآنا للحديث مع الأستاذ، ليطيلوا مدة البقاء بين يديه، وعبدالوهاب مستمتعا بالحديث والغناء والعزف والتذكر، فما قصة هذا اللقاء؟ وما هى مناسبته؟ ومتى تم؟ هذه الأسئلة لم يجب عنها اللقاء، ولهذا كان لازما علينا أن نستقصى عن هذه المعلومات من مصادرها، ونحمد الله أن أمد فى عمر الفنان العالمى عبده داغر، الذى رحب بالحديث معى وكان كعادته دائما كريما بشوشا عفويا منطلقا، وفى هذه الجلسة لم أتعرف على ملابسات هذا اللقاء ومناسبته فحسب بل تعرفت أيضا على تاريخ علاقته بعبدالوهاب وتطورها. 

فى رحاب عبده داغر 

فى حديثه معى استعاد الفنان العالمى عبده داغر، ذكريات علاقته بعبد الوهاب التى شهدت الكثير من التلاقى والابتعاد، والتى للأسف كانت بدايتها غير مبشرة، ففى أوائل السبعينيات وبالتحديد قبل 1971 حينما كانت أم كلثوم تعد لحفلة تغنى فيها أغنيتها الجديدة آنذاك «أغدا ألقاك» من ألحان محمد عبدالوهاب، وكلمات الهادى آدم، وكان عبده داغر وقتها أحد أعضاء الفرقة، ثم أصيبت بالأنفلونزا، فظلت فرقتها تنتظر ما يقرب من شهر لحين شفاء أم كلثوم، وحينما تعافت أم كلثوم كان عبدالوهاب أحدث العديد من التغييرات فى اللحن وهو ما تطلب إجراء بروفات أخرى، ووقتها كان قد تأسس عُرف جديد فى حفلات أم كلثوم بأن يتم تسجيل الأغنية قبل الحفلة وقبل إذاعتها حفاظا عليها من «القرصنة»، التى بدأت بحسب حديث عبده داغر وقتها، فقد كانت البعض يقومون بتسجيل الحفلة وإذاعتها وبيعها خارج الإطار القانونى. 
 
ويقول داغر: بعد ما عملنا نحو 10 أو 12 بروفة، وتكلفنا مواصلات وعطلة، فوجئنا بعبدالوهاب وأم كلثوم يريدان إعادة الكرة مرة أخرى، وهذا لم يعجبنى فتركت الفرقة ومشيت، وحينما جاء عازف الإيقاع ومحامى أم كلثوم «حسين معوض» بالأموال رددتها إليه وقلت له «أنا لو شغال ورا رقاصة أخد أكتر من كده»، ومن أجل هذا قررت أم كلثوم أن تزيد من أجرة الفرقة كلها بما يقرب من الضعف «اللى بياخد 15 بقى ياخد 30»، ولما طالت فترة الإعداد للأغنية ما بين فترة مرضها وتعديلات عبدالوهاب قلت لعازف الإيقاع حسين معوض إن الأجر الذى تقاضيناه عملنا به فى السابق، ولهذا لا بد أن تدفع أم كلثوم أجرا جديدا إذا كانت تريد أن نعمل سويا، وحينما قال لها هذا الكلام غضبت كثيرا، فقال لها حسين معوض «أصل عبده داغر ده مجنون شوية يا ست»، فقالت له «خليه ييجى ومالوش دعوة بحد»، فقلت له: «لا أزيد أنا والفرقة»، فرفضت ثم توسط بيننا الموسيقار حسن الشجاعى لأعود إلى الفرقة، فقلت له موافق لكن بشرط، أن تمنحنى أم كلثوم وقتا أعزف «تقسيمة» بالكمان وسط الأغنية، وهذا ما رفضته أم كلثوم رفضا قاطعا، وهنا انقطعت علاقتى بعبدالوهاب حتى أتت المناسبة التى زرته فيها فى بيته مع الشيخ عمران. 
 
وعن قصة هذا اللقاء يقول «داغر»: كنا فى مسرح الجمهورية نعد لحفلة من أجل المولد النبوى من غناء ياسمين الخيام، وحينها قابلت ياسمين الخيام  الموسيقار محمد عبدالوهاب، فقالت له «هل سمعت عبده داغر» فقال لها: «آه ما أنا عارفه لأنه من وقت ما كنا بنعمل أغدا ألقاك وسابنا ومشى من غير حتى سلام عليكو»، فقالت له «لازم تسمعه»، ثم ذهبت إليه أنا والشيخ طلعت الذى كان عازفا ماهرا على العود وجلسنا وعزفنا، فاستمتع الأستاذ جدا لدرجة أنه منح الشيخ طلعت 10 جنيهات، فغضب جدا ولم يكن يريد أخذها، فقلت له هات العشرة جنيه بتاعه الأستاذ وأنا أبروزها وأمنحك بدلا منها 100 جنيه، فضحك عبدالوهاب كثيرا ومشينا، وبعدها اتصل بى سكرتيره حامد عزو، وقال لى «الأستاذ عايزك»، فقلت له حاضر، سآتى له وأحضر معى مقرئ ومبتهل - يقصد الشيخ محمد عمران - وكان معى اللواء فكرى الذى كان يعزف على العود، فوافق وكان هذا اللقاء. 
 
للأسف لم يتمكن الموسيقار عبده داغر من تحديد تاريخ هذا اللقاء، لكننى استطعت أن أضع تاريخا تقريبيا له بناء على تقصى بعض المعلومات الواردة فى التسجيل، فقد ذكر الشيخ محمد عمران اسمين كشفا عن زمن إجراء هذا التسجيل بناء على موقعهما الوظيفى، وهذان الاسمان هما الإذاعى الكبير على عيسى صاحب البرامج الإذاعية الشهيرة «قل ولا تقل» و«قطوف من الأدب فى كلام العرب» وصاحب فكرة الليلة المحمدية وأول من قدمها للإذاعة، أما الاسم الآخر فهو الملحن عبدالمنعم البارودى الذى اشتهر بتلحين أغنية «خد بإيدى» للفنانة شادية، وقد ذكرهما فى سياق الإعداد لعمل فنى للإذعة أو للتليفزيون، وبحسب موقع الهيئة الوطنية للإعلام فقد أحيل «على عيسى» إلى التقاعد سنة 1989، وكان وقتها يشغل منصب رئيس تخطيط الإنتاج الإذاعى، أما الملحن عبدالمنعم البارودى فقد اشتهر كما ذكرنا بعد أن لحن للفنانة الكبيرة شادية أغنية «خد بإيدى» سنة 1986 والتى نالت استحسان الجميع وقتها، وربما يكون الإذاعى «على عيسى» أسند إلى «البارودى» تلحين أغنية هذا البرنامج الدينى بالضرروة، لأنه من غناء الشيخ محمد عمران فى هذه الأثناء، وإذا ما وضعنا فى الحسبان أن «عمران» يذكر الواقعة التى ذكر فيها هذين الاسمين باعتبارها وقعت منذ عامين فيكون التاريخ التقريبى لهذا التسجيل ما بين عامى 1987 و1989 أى قبل وفاة محمد عبدالوهاب فى 1991 بنحو ثلاث إلى أربع سنوات، وهذا ما يدل عليه حديث داغر، الذى يؤكد أن عبدالوهاب اتصل به بعد ذلك أكثر من مرة للاستفسار عما اتفقوا عليه فى الجلسة.

لماذا اجتمع داغر وعمران مع موسيقار الأجيال؟ 

قال لى الفنان العالمى عبده داغر إن عبدالوهاب كان ينوى أن يقدم مشروعا غنائيا دينيا كبيرا يجمع العديد من الشعراء المرموقين والمنشدين المعروفين بالإضافة إليه، وكان من ضمن من يريد عبدالوهاب العمل معهم كل من المنشد الشاب وقتها «ياسين التهامى»، والشاعر عبدالوهاب محمد، والشاعر فاروق جويدة، بالإضافة بالطبع إلى كل من عبده داغر ومحمد عمران، وبحسب ما ذكره «داغر» فقد عهد عبدالوهاب إليه بتلحين هذا المشروع كله، وبالفعل ذهب داغر إلى عبد الوهاب محمد واتفق معه على الأشعار التى سيكتبها وأرسلها إليه فيما بعد، كذلك أرسل إليه الشاعر الكبير «فاروق جويدة» الكثير من أشعاره، ويقول داغر: وجدت أشعار عبدالوهاب محمد «ماشية معايا» وبدأت بالفعل فى تلحينها، أما «جويدة» فقد أرسل لى أشعارا كثيرة جدا تكفى لعمل 4 أو 5 ألبومات، وفى الحقيقة لم أتفاعل معها أبدا، فزهدت فى المشروع كله، ولم أكمله، كما أننى كنت أخشى من حدوث تعثر فى المعاملات المالية، وهذا ما جعلنى أتهرب بعد ذلك من استفسارات «عبدالوهاب» عن المشروع. 

هنا كان لا بد من أن أستطلع معلومات كل فاروق جويدة وياسين التهامى عن وجهة نظرهما فى هذا المشروع، وبالفعل اتصلت بالشاعر الكبير فاروق جويدة، لاستكشف القصة من جانبه، فأكد لى أن عبدالوهاب كان ينوى بالفعل أن يشركه فى مشروع دينى كبير، لكنه من تلحينه هو وليس من تلحين داغر، وذكر لى أنه بالفعل كان قد اختار القصائد التى سيلحنها ووعدنى أن يبحث عن بعضها وأن يرسلها لى، لكننى للأسف لم أتمكن من التواصل معه مرة أخرى ربما لسفره، أما ياسين التهامى فأكد لى أنه يسمع بهذا الأمر للمرة الأولى منى، وأنه لم يكن يعلم أبدا أن اسمه كان مطروحا بهذا الشكل للاشتراك فى مشروع كبير كهذا. 
 

قصة الصور 

المصادفة أيضا لعبت دورا كبيرا فى حصولى على هذه الصور النادرة، فالصورة التى تجمع بين محمد عبدالوهاب ومحمد عمران وجدتها ضمن مجموعة صور فنية وسياسية كبيرة يبدو أنها كانت ضمن مجموعة مصور مناسبات، وقد ظهر فيها كل من الشيخ محمد عمران يقرأ القرآن وبجانبه موسيقار الأجيال، وبجانبه سعد حسن محافظ الجيزة الأسبق، وفى النهاية يجلس إحسان عبدالقدوس، وحينما سألت الموسيقار عبده داغر عن هذه الصورة اتضح أنه لا يعرف عن هذه المناسبة شيئا، لكنه أكد أن إحسان عبدالقدوس كان دائما من المحبين للفن و«السميعة»، وفى الغالب فقد التقطت هذه الصورة فى حفل أقامته المحافظة لمناسبة دينية كالإسراء والمعراج أو المولد النبوى، أما الصورتان المتبقيتان فكانتا ضمن مجموعة صور كبيرة تخص المخرج المصرى محمد شرابى، الذى يعتبر من مؤسسى تليفزيون دول الخليج الكويت والإمارات، وتظهر إحدى الصور عبدالوهاب جالسا متأملا «فى السبعينيات أو الستينيات»، أما الصورة الأخرى فقد التقطت أثناء كواليس فيلم «لست ملاكا» إنتاج سنة 1946، ولا يفوتنى هنا أنا أشكر كلا من الموسيقار عبده داغر على محبته الكبيرة وتعاونه المثمر، داعيا الله أن يمد فى عمره وأن يمتعه بتمام الصحة والعافية، وأن أشكر الأستاذ صلاح علام جزيل الشكر على هذا التسجيل التاريخى القيم، وأن أشكر صديقى الأستاذ الكبير سعيد الشحات، الذى دلنى على شخصية «محافظ الجيزة سعد حسن»، الذى لم أكن أعرف شكله، ومن خلال معرفة شكله استنتجت المناسبة. 
 

نص الحوار

يبدأ الحديث منذ انتهاء الشيخ محمد عمران من أداء قصيدة «يا سيد الكونين»، وفى البداية يتحدث عمران قائلا: الحقيقة حرجى الشديد أنى أقول أدام الأستاذ عبدالوهاب دى مش قليلة أبدا يعنى أسف جدا الحقيقة، فيرد عبدالوهاب: إيه اللى بتقوله ده؟  فيقول عبده داغر: مش عارفين نتحرك.. يقصد أن هيبة الأستاذ جعلته متحفظا فى العزف.
 
 
58740-عبد--الوهاب
 
يبدى عبدالوهاب إعجابه بالحالة الفنية التى قدمها داغر وعمران فيقول: الحقيقة ده اللى بتقوله ده خلاص مبقاش يتقال، فيرد عمران: والله سعادتك أنا بقوله وأنا فى غاية من الحرج، وهنا يقول عبدالوهاب: حرج إيه يا راجل.. حرج إيه يا راجل ده وصل عندك لجواب الدو وصل لجواب الكردان.. وجواب الكردان الذى يقصده عبدالوهاب يعنى جواب جواب درجة الدو فى السلم الموسيقى، وهو ما يدل على المقدرة الصوتية التى يتمتع بها «عمران»، فدرجة الدو فى السلم الموسيقى تعادل نحو 130.5 هرتز، وجوابها نحو 261 هرتز، وجواب جوابها نحو 522 هرتز، وهنا يرد عبده داغر: وأكتر من جواب الكردان. 
 
عمران: لا الحقيقة والله أنا بقول لحضرتك وأنا واقف قدام الأستاذ عبدالوهاب وسعادتى باللقاء «كبيرة».
 
عبد الوهاب: يا راجل متقولش كده.. يا راجل متقولش كده.. ده أنت كبير أوى يا شيخ عمران.  
عمران: الله يبارك فى سعادتك. 
 
عبده داغر:  بعد بقى إيه ما ناخد على الجو كده نبقى نعمل جلسة كده ونجيب فيها كام عازف عشان نقول أكتر. 

عبدالوهاب: هو ياسين التهامى أمتى؟ 

محمد عمران: والله سعادتك أنا وأستاذ حامد.. 

صلاح-علام

حامد: نبقى ناخد التليفون منه على طول ونوضب جلسة بس شوف حضرتك تحب تكون موجود فيها ولا إيه؟ 
عبدالوهاب: هكلم فاروق جويدة دلوقتى وأخلى معاوية «يتفق معاه»، 
صوت آخر ربما يكون حامد عزو مساعد عبدالوهاب: ربنا يجعلها فاتحة خير بإذن الله. 
عبدالوهاب: أنا سعيد سعيد سعيد أد الدنيا ويعنى حقيقة أنت أسعدتنى وأطربتنى ورجعتنى لشبابى الفنى. 
داغر: عايزينك تغنى بقى بعد كده عايزين نسمع.. والشباب هنا تقول معاك. 
عبدالوهاب: إن شاء الله بقى الجلسات «الجاية» 
داغر: أنا أمنيتى إنى أقول معاك حاجة ونقول حاجة كده من بتاعتنا بتاعة آآآآآ
عبدالوهاب: انت قلت دلوقتى لازمة.  
داغر: آه بتاعة الكرنك «يعزف اللازمة الموسيقية التى تسبق «حين ألقى الليل للنور وشاحه» على العود» ويقول: ده رياض السنباطى استغل الجملة ديا كتير أوى استغلال رهيب يعنى. 
عبدالوهاب: «متجاهلا استلهام رياض السنباطى لجملته»، بقول أنا إيه بقى فيها يغنى «حين ألقى الليل للنور وشاحه ـ وشكا الطل إلى الرمل جراحه». 
عبدالوهاب يكمل: والتانية «يقصد اللازمة الثانية التى عزفها عبده داغر من ذات الأغنية فنسمع صوت العود يعزف اللازمة التى تسبق «ها هنا الوادى»، ويغنى عبدالوهاب «ها هنا الوادى وكم من ملك ـ صارع الدهر بظل الكرنك». 
عبده داغر: شوية دول فرقوا كتير أوى مع أم كلثوم والسنباطى «ثم يعزف داغر لازمة موسيقية أخرى».
عبدالوهاب متجاهلا هذا التلميح أيضا: أمال البياتى فين؟ فيعزف عبده داغر لازمة موسيقية من مقام البياتى.
 
ياسمين-الخيام
 
عبدالوهاب يتوجه لعبده داغر بالحديث: قلى يا أستاذ بقى.. انت مبتشتغلش مع فرقة أبدا؟ 
داغر: أنا اشتغلت فى فرقة الموسيقى العربية.. ولى مؤلفات كتير فى الموسيقى العربية فيها. 
عبدالوهاب: بتاعة نويرة «يقصد الموسيقار الراحل عبدالحليم نويرة». 
داغر: أه بتاعة نويرة.. وليا مؤلفات كتير فيها وكنت رايح لهدف إننا نعمل منهج موسيقى لمصر لأننا احنا أصلا ملناش منهج موسيقى.. وبعدين عملت منهج من سيادتك ومن كل الغناء المصرى.. وعندى مجموعة اللى احنا بنقول فيها فى القعدات عندنا يعنى من حوالى خمس أو ست عازفين هتسمع بقى وتسمع شغلك.عبدالوهاب: طب عايز أسمع بقى.داغر: أقول حاجة زى إيه؟ 
عبدالوهاب: لا عاوز مرة بقى تجيبلى الجماعة دول ونسمع. 
داغر: بس عن شرط.. إن سيادتك تغنى معانا.
عبدالوهاب: لا أغنى إيه.. أناهاسمع.
داغر: غصب عنك هتغنى لأن دى حاجتك واحنا نفسنا وأمنياتنا إننا نغنى معاك.
عبدالوهاب: لا لا لا. 
عمران: أنا عايز أقول حاجة.. نسيبها للظروف وللسلطنة والمزاج.
يعزف عبده داغر جزءا من مقدمة أحد ألحانه، والتى تسبق غناءه لبيت الشعر القائل «يا منية النفس ما نفسى بناجية». 
عبدالوهاب: ده فين ده؟

عبده-داغر

عبده داغر: ده همسة حائرة.. يا منية النفس. 
عبدالوهاب ضاحكا من نفسه لنسيانه اللحن: «يوووه».. يضحكون.
أحد الحاضرين: الحاجات دى حضرتك هى اللى بنقولها.
عبده داغر: ما دى اللى بتسلطن بيها الأول وبنقولها جنب المزيكا بتاعتنا وفيها مباريات.. بالجمال ده والأداء الرائع الجميل.. ليه النهارده مبيطلعش حتى 1 % إيه سبب الركود اللى احنا فيه.. وبعدين ألاقى فرقة مصر للموسيقى فى الإذاعة طالعة تقول «رايداك والنبى رايدك» وصلت إن فرقة مصر.. فرقة مصر للموسيقى.. تطلع تقول «ريداك والنبى رايداك». 
 
أحد الحاضرين: لأ معلش وماله. 
عمران: أنا برضه بألح على سؤال.. المزيكا فين؟.. المزيكا فين..يعنى احنا عايشين من التراث اللى الحمد لله ربنا من علينا بيه.. حصيلة لا بأس بها لكن ليه الفنانين دلوقتى مبيعملوش الشغل ده؟ وليه مفيش أصوات؟ وليه مفيش مزيكا؟ 
عبدالوهاب: والله يا أستاذنا الجميل دلوقتى الموسيقيين بقوا قارئين يعنى شوف الأستاذ داغر بيلعب.. مفيش قدامه نوتة ولا حاجة.. مهومش قراء.. الفرق بين قارئ أغنية ومنسجم مع أغنية يعنى تلاقى كتير جدا جدا. 
 
الأول تلاقى الموسيقى بيتبع المغنى، دلوقتى المغنى هو اللى بيتبع الموسيقى لأنه بيحطوله فى ودانه سماعات ويغنى على حسب الموسيقى، والموسيقى تتسجل قبله ويمكن الموسيقيين نفسهم ميتقابلوش مع بعض، يعنى الفرقة مكونة من تلاتين نفر تلاقى كل اتنين تلاتة «يسجلوا» مع نفسهم ويروحوا أو كل واحد ييجى لوحده يسجل ويمشى فمفيش. 
 
فاروق-جويده
عبده داغر: الانسجام حتى «راح»
عبدالوهاب: المتابعة.. يعنى حتى فى الأوبرا بيحطوا النوت كدهوت من باب العلم بالشىء، لكن لو شيلت نوتة من قدام أى شخص من اللى بيشتغل فى عايدة «يقصد أوبرا عايدة» يقول برضه، لأنه عمل واشتغل واندمج، أما دلوقتى مفيش انسجام ولا اندماج وبقوا قارئين، فيه فرق بين اللى بيقروا مزيكا واللى بيعزفوا مزيكا، يعنى دلوقتى الأستاذ داغر، حافظ كام حاجة يقدر يقولها من غير لا نوتة ولا حاجة. 
 
داغر: كتيييييير.. كل حاجات سعادتك.
عبدالوهاب: ده بقى اندماج روح إحساس.. مفيش هنا قراءة فيه اندماج ولذلك يقدر يضيف على الحاجة لأنه متمكن، إنما القارئ ده ميقدرش يضيف لأنه بيقول اللى قصاده مش متمكن، زى الخشبة. 
أحد الحاضرين: آلة يعتبر آلة. 
عبدالوهاب: بيبقى مفيهوش روح ولا أحاسيس ودلوقتى مبقاش فيه حد يقول للناس انت وحش ولا كويس، زمان الحفلات كانت تقول للواحد على طول انت وحش أو انت كويس.. الحفلات زمان كان فيه حفلات كتير، مكانش فيه تليفزيون ولا إذاعة، فالحفلات دى مفيش أحسن من إن المغنى أو المطرب ياخد الاستحسان أو عدم الاستحسان فورا، من الجمهور، وعلى الفور هيعرف من الناس إن كان بيقول كويس أو مش كويس، لكن اللى بيغنى فى غرفة ويحط صوته على البتاع على الكاسيت حس بإيه؟ عرف بإيه؟ عرف منين إن كان بيقول كويس ولا مش كويس، مفيش لأن الأستاذ الكبير اللى هو الشعب «غاب». 
هنا على ما يبدو وجه الأستاذ عبدالوهاب حديثه لمحمد عمران، فيقول: انت تقدر تقرا أو تقول الكلام اللى انت بتقوله ده والناس تسمعه أو يعلقوا أه أو يقولوا الله ويحس الناس باللى عجب أو اللى معجبش وإذا أخطأت أو مأخطأتش،، تفرق كتير جدا.
أحد الحاضرين: الحكم. 
 
71171-عبد-الوهاب-فى-كواليس-أحد-أفلامه
 
عبدالوهاب: أه الحكم.. فين الحكم دلوقتى.
محمد عمران: أنا عايز أقول لسيادتك حاجة.. دلوقتى هل تحب الإلكترونى والتركيب وكده؟ هل سعادتك مؤمن بيها؟ 
عبدالوهاب: لا ما أحبوش.. هما كانوا حقهم ينتفعوا بالحاجة ديه لأن فيه طبعا فوائد.. فوائد التسجيل ده.. كحاجة علم على عينى وراسى، لكن مكانوش حقهم ياخدوا عيوبه.. عيوبه اللى بقولك عليها دى. 
محمد عمران: أنا لما بكون محطوط وسط موسيقيين ومعاهم.. أنا بقول كلمة حلوة وهما بيقولوا كلمة حلوة بنحس ببعض.. بتدى معنى حتى للكلمة وللحن وللأداء. 
داغر: بعدين المزيكا بتعمل توليد زى التوليد الكهربائى. 
عبدالوهاب: العائلة الفنية مبقتش موجودة. عمران: أغرب حاجة سعادتك تسمعها أنا كنت فى شغل السنة اللى قبل اللى فاتت وأنا بعمل البرنامج بتاع أخونا على عيسى لقيت السيد الملحن مركب حر. عبدالوهاب: مين هو؟ 
عمران :عبدالمنعم البارودى. 
أنا حاطط السماعة فى ودانى وهو مركب المزيكا على الأداء الحر اللى أنا لسه هعمله، قلت له انت إزاى تركب مزيكا على الأداء الحر اللى هعمله.. يعنى لو لحن يبقى ماشى إنما حر؟ فقلت له طب أنا هقفل أهوه.. وقفلت بعديهم.. مع إنى قفلت والله قافلة أنا مقتنع بيها.
عبدالوهاب: لذلك الألحان كلها دلوقتى مفيهاش أبدا حر.. كلها واحد.. لكن الحاجات الحرة متلاقيش أبدا. 
عمران: أنا لما أخش أسجل ممكن متلاقيش نفس طبقة صوتى.. فأجيب لها منين «صوت». 
عبدالوهاب: المفروض الملحن يبقى عارف صوتك فين. 
عمران: أنا بقول إن المسائل بقت تجارية مبقاش حد يشتغل للفن ولا للسمع، أنا فاكر سعادتك أن إسرائيل مرة أذاعت لحن لسيادك وقالت إن هذا اللحن غير موجود فى أى مكان غير الإذاعة الإسرائيلية وكان هذا اللحن سنة 1921.
عبدالوهاب: ياااى.محمد عمران: أطال الله عمرك. عبدالوهاب: إيه هو «اللحن»؟ 
عمران: اللحن اسمه «بتسألى ليه؟ مش عارفة إنى بحبك»؟
عبدالوهاب: ولا فاكر. 
عمران: أنا دورت عليه وجيبته. 
عبدالوهاب: والله ولا عندى فكرة. 
عمران: والله اللحن جميل.
عبدالوهاب: والله ولا عندى فكرة أنا عملت إيه ولا فين ولو سألتنى أنا عملت إيه إمبارح هقولك معرفش.
عمران: ربنا يبارك فيك ويجعلك للعالم كله ويمن علينا بسماعك ولقاءك وفكرتنا بيك. 
عبدالوهاب: أنا سعيد جدا بوجودكم وبهذه المقابلة وأتمنى حظ أوقع، ويكون الأستاذ داغر يعنى جاب لنا كام نفر من اللى يحب يكون إنهم موجودين. 
عمران: لا والله سيادتك ده هو عرض عليا الفكرة وأنا خشيت أن أزعج سيادتك لأنى عارف إن رمضان بالنسبالك مهم وحضرتك مبتسهرش وكده. 
عبدالوهاب: أنا كان فى مخى إنها قاعدة عمل إنما الحمد لله إن ربنا أكرمنى وانقلبت إلى قاعدة فن الأخ داغر. 
داغر: تعبت ولا تحب تسمع لونجا كده من مؤلفاتى؟ 
داغر: ده بقى الحاجات دى كلها معمولة من سيادتك يعنى مدرسة لما تيجى تحلل تلاقيها كلها أستاذنا عبدالوهاب.
عبدالوهاب: بارك الله فيك. 
داغر: لما نجتمع إن شاء الله هجيبلك معايا عود من ابتكارى.. نفس شكل الكمتراية.
عبدالوهاب: حاجة غريبة. 
داغر: عبارة عن نفس الكمتراية بالظبط.
عبدالوهاب: حاجة غريبة أوى.
داغر: بس هتتفرج على عود بقى هيعجبك أوى.. إن كان من الطبقة الصغيرة أو حتى الأصغر بالذات. 
عمران: نتمنى من الله تعالى يرزقك الصحة والعافية، أن يجمعنا على خير وننتهى إلى خير.
عبدالوهاب: إن شاء الله الأستاذ حامد بقى.
حامد: هرتب أنا إن شاء الله. 
عبدالوهاب: عايزين نعمل كاسيت حلو كده بالأستاذ داغر والأستاذ.
عمران: المهم بقى الشعراء، فى الحقيقى لأن الشعراء ده مهم جدا.
أحد الحاضرين: الشعراء وياسين التهامى. 
عبدالوهاب: أه ياسين التهامى وأنا هكلم فاروق جويدة.
.. موجها حديثة لعمران: الدنيا برد يا شيخ عمران.. خد بالك من البرد يا شيخ عمران.
عمران: الله يخليك ودايما نسعد بيك. 
عبدالوهاب: انت النهارده أسعدتنى أسعدتنى.. أسعدتنى أد الدنيا.. انت منين يا شيخ عمران 
عمران: أنا من طهطا.. لكن إقامتى فى مصر القديمة، من بلد الشيخ حسن الأنور. 
أحد الحضور: من بلد رفاعة الطهطاوى.
عبده داغر: وأنا برضه من طنطا.
يضحك الجميع 
عبده داغر: السلام عليكم 
محمد عمران: السلام عليكم
عبدالوهاب: فى أمان الله وفى رعاية الله.
 
ننفرد بنشر حوار أجراه محمد عبد الوهاب مع الفنان عبده داغر والمبتهل محمد عمران في ذكرى ميلاد موسيقار الأجيال
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة