يترقب متابعو سوق المال، طرح شركة تعليم لخدمات الإدارة بالبورصة المصرية خلال الفترة القريبة المقبلة؛ لأنه أول طرح يتم منذ 13 شهرًا وبالتحديد منذ طرح شركة أميرالد للاستثمار العقاري يوم 26 فبراير عام 2020، والبورصة متعطشة لطروحات جديدة تساهم في عمق السوق وجذب مستثمرين جدد، وفي الوقت نفسه هناك رغبة من صناديق الاستثمار المحلية والأجنبية فى الاستثمار بالتعليم فى ظل المزايا التنافسية المغرية بالقطاع، كما أنه أول طرح سيتم الترويج له من خلال وسائل الاتصال الحديثة مراعاةً لظروف انتشار فيروس كورونا، حيث ستتم اللقاءات بين مسئولى الشركة والمستثمرين خلال الترويج للطرح الخاص عبر تقنية الفيديو كونفرانس، وبالتالى يشجع الشركات المتخوفة من الطرح في الوقت الحالي بسبب الجائحة إلى الإقدام في خطوات الطرح.
الأهم من التأثير الإيجابي لطرح شركة تعليم على سوق المال، هو النقلة النوعية الذي سيحققها للاستثمار بقطاع التعليم العالي، والذي يعاني في الوقت الحالي من تحديات ضخمة على رأسها زيادة أعداد الطلاب يفوق الطاقة الاستيعابية للجامعات بأنواعها سواء الحكومية أو الأهلية أو الخاصة، وعدم تقديم بعض الجامعات مستوى تعليم احترافي يربط مناهج التعليم بمتطلبات سوق العمل ويشجع الابتكار والبحث العلمي وتحويل الأفكار إلى واقع عملي وتقديم حلول لمشاكل المجتمع، ونتج عن هذا الوضع تزاحم الطلاب كل موسم لحجز أماكن بالجامعات الخاصة في ظل تكدس الحكومية، واتجاه بعض أولياء الأمور إلى إرسال أبنائهم للدراسة بالخارج لضمان مستوى تعليمي متميز، وهو ما يضيع على الدولة عملة صعبة نتيجة الإنفاق على دراسة الطلاب المصريين في الخارج وعدم وجود أماكن لدراسين من دول مجاورة.
ولذا قد يمثل طرح شركة تعليم لخدمات الإدارة بالبورصة المصرية، بداية عصر جديد للتعليم العالي في مصر؛ لأنه سوف يشجع على الاستثمار في التعليم خاصة العالي، وهو أمر في غاية الأهمية لاستيعاب الزيادة المتوقعة في عدد الطلاب في التعليم الجامعي من نحو 3 ملايين طالب حالياً إلى 4 ملايين و 200 ألف طالب في عام 2030- بحسب تصريحات رسمية-وهو ما يتطلب إنشاء المزيد من الجامعات لاستيعاب الزيادة المتوقعة، ومع زيادة عدد الجامعات سيتم تعديل التنافسية من تحويل منافسة الطلاب على أماكن في الجامعات إلى تنافسية الجامعات على اجتذاب الطلاب من خلال توفير مناهج تعليمية متميزة، ويساهم كذلك في توفير عملة صعبة من دراسة الطلاب المصريين في الخارج، بل وجذب عملة صعبة من دراسة طلاب من دول مجاورة بالجامعات المصرية، وهذه ميزة ضخمة في القوى الناعمة لمصر.
وبجانب أن شركة تعليم لخدمات الإدارة، هي إحدى الشركات الرائدة في قطاع التعليم العالي في مصر، وأولى منصات التعليم العالي المؤسسي في مصر، تدير شركة تعليم جامعة النهضة في بني سويف، والتي تحتوي على حرمين جامعيين، كما تعاقدت على إنشاء أخرى في مشروع باديا بمنطقة غرب القاهرة، مما يجعلها منصة جذابة لجذب الاستثمارات وإنشاء المزيد من الجامعات.
ووفقًا لتقرير البنك الدولي، فإن التعليم يحقق عائدات أكثر أهمية للمجتمعات الإنسانية، كما يؤكد البنك الدولي أن التعليم أحد العوامل الرئيسية لتحقيق النمو المستدام، والدراسات الحديثة تشير إلى أن سنة إضافية واحدة في التعليم تحقق نموًا في الناتج المحلي بنسبة 7 %وهذا يوضح أهمية الاستثمار في التعليم بصفة عامة والتعليم العالي بصفة خاصة.