سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 15مارس 1976 .. السادات: «اللى عمله جلال الدين الحمامصى فى موضوع «ذمة جمال عبدالناصر» حقد.. حقد»

الإثنين، 15 مارس 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 15مارس 1976 .. السادات: «اللى عمله جلال الدين الحمامصى فى موضوع «ذمة جمال عبدالناصر» حقد.. حقد»

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صعد الكاتب الصحفى أحمد بهاء الدين، إلى الطابق الثانى فى قصر «دسمان» بالكويت الذى يقيم فيه الرئيس السادات، أثناء زيارته لها، وذلك بعد انتهاء حفل العشاء الذى حدثت فيه عاصفة غضب الكويتيين، من اتهام الكاتب الصحفى جلال الدين الحمامصى لجمال عبدالناصر، بأنه اختلس عشرة ملايين دولار.. «راجع، ذات يوم، 14 مارس2021».
 
كان «بهاء» رئيسًا لتحرير مجلة العربى الكويتية وقتئذ، وكان شاهدًا على ما حدث فى حفل العشاء، حسبما يذكر فى كتابه «محاوراتى مع السادات»، ويؤكد أن فوزى عبدالحافظ، سكرتير السادات، أدخله إلى غرفة نوم الرئيس، فوجده يرتدى البيجامة والروب، ويجلس على مقعد وثير يحاول تشغيل التليفزيون بالموجه الصغير فى يده، وبعد أن تصافحا وجلسا، بادره بهاء قائلًا: «أرأيت يا ريس رد فعل حكاية العشرة ملايين دولار بتاعة عبدالناصر؟».
 
رد السادات: «نعم رأيت، هنا وفى الرياض، بل وأنا فى القاهرة..فالشيخ جابر الأحمد مثلًا «ولى العهد ورئيس الوزراء وقتئذ وأمير الكويت فيما بعد» صديق قديم لى، وهو لم يكن يحب جمال عبدالناصر ويعترض على سياسته الاقتصادية بالذات، لكنه ما إن قرأ هذه الحكاية حتى أرسل لى خطابًا يقول لى فيه، إن عبدالناصر كان رمزًا للعرب جميعًا، وعرفنا العالم عن طريقه، ولا يجوز أن يقال عنه اليوم ومن مصر هذا الكلام غير القابل للتصديق».. وأضاف السادات: «ماذا أفعل؟ و«فلان» أصدر كتابًا فيه هذه القصة، صدقنى.. لم أعرف عن الكتاب إلا بعد أن نشرته «أخبار اليوم» بمانشيتات ضخمة على صفحات كاملة».
 
قال «بهاء» لو سُمح بنشر مقالى ردًا على ذلك فى الأهرام، لكان أسهل على الناس أن يصدقوا أن الدولة ليست لها يد فى الموضوع ومحايدة حقًا.. رد السادات: «أصل «فلان» ده قلبه أسود، أنا لم أتصور أن قلبه أسود بالشكل ده، أنا ناوى لما أروح مصر فى أول خطبة هابهدله وأمسح به الأرض».
 
ويعلق بهاء: «صدقت السادات، وجزعت وأخذت أقول له إنه من الخطأ الكبير أن يفعل ذلك، بل ليس من حقه كرئيس دولة أن ينزل بثقله وسلطانه على مواطن بذاته، احنا يا ريس فى بلد إذا الناس فيه عرفوا أن فلان مغضوب عليه من رئيس الدولة، ما حدش يكلمه، لو العسكرى الواقف فى الشارع سمع إن محمد أفندى مغضوب عليه من الدولة، وشافه قدامه يضربه على قفاه، فإذا سأله الناس: ليه ضربت الراجل ده؟ يقول: مش ده محمد أفندى المغضوب عليه من الحكومة، وضحك السادات ضحكة عريضة، وقال لى: إنه طبعًا سيتكلم عن الموضوع ليس بالشكل الذى أتصوره».
 
فى يوم 14 مارس 1976 تحدث السادات عن الموضوع فى خطابه أمام مجلس الشعب ضمن قضايا أخرى، ونشرته الأهرام يوم 15 مارس، مثل هذا اليوم، 1976، قائلًا «إنه نجح فى كل شىء إلا الحقد مش قادر ألمه أبدًا»، وأضاف: «الموضع بتاع جمال عبدالناصر فى خلاصته ليس إلا حقد مع أسفى الشديد لأن اللى عمله جلال الحمامصى.. جلال الحمامصى إنسان وصديق عزيز علىّ، وأنا أحترم معنى الصداقة وأضعها فى مكانها تمامًا، ولكن أنا زعلت لأنه لا يمكن لهذا الإنسان اللى كان معايا فى المعتقل فى وقت من الأوقات سنة ونصف السنة، ثم جاء فى محكمة الجنايات يشهد عشان يطلع رقبتى من المشنقة، هذا الإنسان وجدت عنده حقد، حقد، حقد، ليه، ليه الحقد؟».
 
بعد ذلك ناول السادات ملفًا إلى المهندس سيد مرعى، رئيس مجلس الشعب، قال إنه تقرير براءة عبدالناصر.. ورغم أن هذا التقرير لم ينشر على الناس، لكن «بهاء» يكشف عنه قائلًا «إن رئيس اللجنة الذى اختير لفحص الموضوع، وتقديم التقرير هو الدكتور على الجريتلى أحد أنبغ خبراء ووزراء مصر الاقتصاديين وأكثرهم نزاهة وسمعة دولية، واستقال من منصب وزير الاقتصاد سنة 1957، ولم يقبل أى عرض للعودة إلى السلطة، واكتفى بعالم الاقتصاد الخاص والبنوك الدولية».
 
يضيف «بهاء الدين»: «قابلت «الجريتلى» بعد حكاية التقرير وإيداعه مجلس الشعب، وسألته عنه، فقال لى: «إننى لم أسمح لأحد فى اللجنة أن يشاركنى فى العمل، وقمت شخصيًا بمتابعة كل الموضوع حتى الذهاب بنفسى إلى مكتب أصغر موظف فى وزارة الخزانة والاقتصاد لفحص كل ملف، وكانت هذه أول مهمة أقبلها من الدولة الرسمية منذ سنة 1957.. قبلتها لأننى كنت واثقًا من النتيجة، فعبدالناصر كان أكثر كبرياء من أن يقبل بأى إفساد له».. وأضاف الجريتلى: «بعد موت عبدالناصر بسنة تقريبًا كنت فى مقابلة مع رئيس البنوك السويسرية، وإذا به يقول لى إن المخابرات الأمريكية والإسرائيلية هلكتنا شهورًا طويلة، حاولوا بأى طريقة العثور على أى حساب باسم جمال عبدالناصر فلم يجدوا».  









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة