يعرفه الناس فى شوارع أسيوط بعربته الصغيرة المميزة منذ أن كان طفلا صغيرا، يقوم ببيع الألعاب على ترابيزة خشبية بأحد الشوارع الرئيسية، وبعدها بدأ فى العمل بأحد محلات الزهور وأشجار الزينة ليصنع لنفسه بعد ذلك عربة خاصة به يجوب بها الشوارع، بحثا عن الرزق الحلال وعمن يشترى منه الورد وأشجار الزينة.
الورود التى يبيعها محمد
يقول محمد حسن، 24 عاما، إنه من محافظة أسيوط، ولد ووجد نفسه من أسرة لا تقوى على سد احتياجاته هو وإخوته ففكر منذ صغره أن يعتمد على نفسه حتى توفى والديه، ووجد نفسه مسئولا عن أسرة مكونة من 5 أفراد من بينهم 3 أولاد، وبنتين فما كان أمامه إلا أنه تحمل المسئولية الكاملة لهذه الأسرة وكان عمره لا يتعدى الــ15 عاما.
بائع الورد بأسيوط
ويضيف محمد حسن، لــ"اليوم السابع"، أنه بدأ ببيع لعب الأطفال على ترابيزة منحته إياها إحدى الجمعيات ولكن بعد العمل فى هذه الألعاب اكتشف أن المحلات الكبيرة والبراندات هى المسيطرة على هذا السوق وخاصة أن إمكانياته كانت محدودة فبدأ فى تغيير النشاط وعمل فى أحد محلات الزهور ولكن سرعان ما اكتشف أن هذا المشروع جيد، وله دخل سيساعد أسرته على توفير احتياجاتهم وخاصة أن لديه أخوات بنات أكبر منه ويحتجن إلى إمكانيات ومتطلبات للزواج.
بائع الورد بأسيوط
ووجد محمد، أن بيع الزهور وأشجار الزينة هو المجال والملاذ الأخير له فصنع عربة صغيرة تشبه التروسيكل، وبدأ فى الاتفاق مع أحد المشاتل الكبيرة التى تعطيه الأشجار كل صباح لبيعها.
بائع الورد بأسيوط
ويتابع محمد حسن قائلا إنه يخرج كل يوم صباحا مع بداية اليوم ويتوجه إلى أحد المشاتل الموجودة داخل مدينة أسيوط ويأخذ ما يكفيه من الأشجار ويستمر فى التحرك بين شوارع المحافظة، والقرى التى هى على أطراف المحافظة، موضحا أنه نظرا لزيادة وزنه أخذ هذه المهنة حافزا للحركة ولتقليل وزنه ويبدأ فى بيع الأشجار والزهور ثم يعود للمشتل ومحاسبة المسئول عن المشتل عن البيع والمكسب ويأخذه لأسرته وما تبقى من أشجار يتركها فى المشتل، مؤكدا أنه من خلال هذه المهنة تمكن من تجهيز شقيقته وتجهيز أمور كثيرة فى شقته التى يأمل أن ينتهى من تشطيبها ويبدأ حياته فيها.
بائع الورد بأسيوط
ويقول محمد، إن الرزق الحلال يبارك الله سبحانه فيه، وأنه توكل على الله وبدأ فى البحث عن الرزق الحلال وبارك الله له فى كل قرش يكسبه، موضحا أن كل شاب لابد أن يتحدى كل الصعاب ولا يقف مكتوف الأيدى وينتظر من يحنو عليه أو من يساعده وهو جالس فى منزله، واستطرد قائلا: "لو كان فى واحد أولى أنه يقعد فى البيت وحد يساعده فكان أنا لظروف وزنى وحاجتى"، لكن أمنت إننى لابد أن أسعى وأهل الخير كثيرون فأعتمد على نفسى وإن ساعدنى أى شخص آخر فهذا فضل من ربى سبحانه وتعالى.
بائع الورد بأسيوط يروى قصته لليوم السابع
عربة الورود التى يعول بها محمد اخوته
محمد بائع ورد فى أسيوط
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة