عادت أجواء التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بعد تصريحات متبادلة من مسئولى البلدين عكست مواقف متباينة لكل منهما. فبعد محاولات الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب للتواصل مع بيونج يانج من أجل التوصل إلى حل لبرنامجها للأسلحة النووية، وإن كانت لم تكلل بالنجاح، فإن النهج الذى تتخذه إدارة بايدن إزاء التعامل مع كيم جونج أون يبدو مختلفا.
فقد أصدرت بيونج يانج أول تحذيراتها لإدارة بايدن اليوم الثلاثاء، مستنكرة إجراء واشنطن تدريبات عسكرية مشتركة مع كوريا الجنوبية.
وأصدرت شقيقة رئيس البلاد، كيم يوج ونج، إننا ننتهز الفرصة لتحذير الإدارة الأمريكية بأن تحاول جاهدة ألا تصل رائحة البارود فى أرضنا. وأضافت أنها لو أرادت واشنطن أن تنام فى سلام خلال السنوات الأربع القادمة، فمن الأفضل أن تمتنع عن التسبب فى ضجة فى أولى خطواتها. وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن بيان كوريا الشمالية كان أول مؤشر على خطط البلاد للتأثير على سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة بإثارة احتمالات تجدد التوترات فى شبه الجزيرة الكورية، بحسب ما يرى محللون.
وجاء البيان قبل ساعات من اجتماع وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن ووزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن مع مسئولين فى اليابان وقبل زيارتهما لكوريا الشمالية هذا الأسبوع فى زيارة هدفها تعزيز التحالفات فى المنطقة.
وقد صرح بلينكن قبيل لقائه بالمسئولين اليابانيين بأن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع الحلفاء من أجل نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية.
ونقلت نيويورك تايمز عن يانج مو جين، أستاذ دراسات كوريا الشمالية فى سيول، إن بيان شقيقة كيم كان برسالة ضغط على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، ومع لقاء كبار المسئولين هذا الأسبوع فى سيول لمناقشة سياسة كوريا الشمالية، فإن الشمال يحذرهم بضرورة الاختيار بحكمة بين الحوار أو المواجهة.
وخصصت شقيقة كيم أغلب بيانها لانتقاد سيول لمضيها فى التدريبات العسكرية السنوية مع الولايات المتحدة برغم من التحذيرات.
وكانت إدارة بايدن قد حاولت التواصل مع كوريا الشمالية عبر عدة قنوات فى الأسابيع الأخيرة إلا أن بيونج يانج لم ترد، بحسب ما قال البيت الأبيض. ويقول المحللون إن الصمت كان جزءا من أسلوب ضغط كوريا الشمالية. ويوضح ليف إريك إزلى، أستاذ الدراسات الدولية فى سيول إن الحلفاء لديهم وقت قصير ثمين لتنسيق نهجهم حول الردع والعقوبات والتواصل.
وفى عهد ترامب، أوقفت واشنطن وسيول تدريباتهما العسكرية المشتركة أو قللا حجمها من أجل دعم الدبلوماسية مع كيم. وبعد ثلاث اجتماعات، انهارت محادثات ترامب مع كيم بدون اتفاق حول كيفية إنهاء البرنامج النووى لكوريا الشمالية وقدرات الصواريخ.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكى قد قالت أمس الاثنين إن الدبلوماسية كانت هدف واشنطن دائما، وهدفها هو تقليل مخاطر التصعيد لكن حتى اليوم لم تتلق أى رد من كوريا الشمالية.
وقبل بيان كين يو جونج، توقع خبراء، بحسب ما قالت شبكة سى إن إن أن بيونج يانج سترفض الجهود الدبلوماسية فى الوقت الراهن لأسباب عدة من بينها وباء كورونا، والمراجعة التى يجريها فريق بايدن حول سياسة كوريا الشمالية والاجتماعات الدائرة فى المنطقة، وقبل كل هذا خطاب الإدارة الأمريكية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة