تحل علينا اليوم الجمعة، الذكرى الـ33 لتحرير طابا، هذا اليوم، الذى انسحب فيه آخر جندى إسرائيلى من آخر نقاط سيناء، بعد الانتصار الكبير فى حرب 6 أكتوبر عام 1973 بجانب الانتصار الدبلوماسى فى معركة التحكيم الدولى عام 1988، وتبذل الدولة على مدار السنوات السبع السابقة، فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، جهودا كبيرة لتطوير وتنمية سيناء، وذلك من خلال تنفيذ حزمة من المشروعات التنموية للنهوض بسيناء ودعم المواطن السيناوى، وتهدف هذه المشروعات القومية لوضع سيناء على خريطة التنمية الشاملة الحقيقية والمستدامة.
ولأول مرة، تضع الدولة استراتيجية تهدف لتحقيق التنمية الشاملة لسيناء، وتواصل الدولة جهودها لتنفيذ هذه المشروعات، مع توجيهات مستمرة من القيادة السياسية بسرعة الانتهاء منها، والمتابعة المتواصلة للموقف التنفيذى، لمئات المشروعات فى مختلف المجالات، وتتراوح التكلفة المالية لكل المشروعات خلال السبع سنوات الأخيرة، مليارات الجنيهات للبنية الأساسية لتنمية سيناء، وتنوعت بين مشروعات قومية، واستثمارات ضخمة، وتوفير فرص عمل لشباب سيناء على أرض الفيروز، فى مختلف الجوانب والمجالات، وذلك فى إطار استراتيجية الدولة للتنمية الشاملة لسيناء.
ومن أبرز هذه المشروعات: «نفق الشهيد أحمد حمدى 2، محطة تحلية مياه المحسمة، الاهتمام بالتوسع الأفقى والرأسى للرقعة الزراعية، وتنفيذ حزمة من مشروعات وزارة الموارد المائية والرى»، وفى جانب تنفيذ المشروعات التنموية، تم تنفيذ مشروع سرابيوم، الذى يمتد من السويس غرب أسفل قناة السويس الجديدة إلى ترعة سيناء شرق القناه الجديدة لرى 70 ألف فدان شرق قناة السويس، وفى مجال التعليم تم تنفيذ العديد من المشروعات التى تهدف لدعم العملية التعليمية، لضمان تعزيز فرص التعليم الجيد، وتوفير التجهيزات اللازمة فى المدارس الفنية، لتقوم هذه المدارس بمد سوق العمل بالاحتياجات اللازمة، وبالتالى دعم المشروعات القومية المختلفة بالموارد البشرية المؤهلة والمدربة القادرة على العمل والإنتاج والإبداع.
فى هذا الإطار، قال اللواء أحمد العوضى، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، إن سيناء، تشهد خلال السنوات الأخيرة، طفرة غير مسبوقة فى حجم المشروعات التى يتم تنفيذها على الأرض، شملت جميع القطاعات والتخصصات، وذلك فى إطار حرص القيادة السياسية على تحقيق التنمية الشاملة لهذه البقعة الغالية من أرض الوطن.
وأضاف وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، أن المشروعات التنموية التى تم تنفيذها، والأخرى الجارى تنفيذها على أرض الواقع، تهدف جميعها لتحقيق طفرة على صعيد التنمية فى أرض سيناء، بمشروعات: «الزراعة، والإسكان، والمنظومة التعليمية، والصحية، ومنظومة الطرق وحجم الأنفاق التى تم تنفيذها للتيسير على المواطنين»، مؤكدا أن مصر، بشكل عام، كل يوم تشهد جديدا على صعيد المشروعات القومية.
ووجه وكيل اللجنة، التحية للقيادة السياسية ورجال القوات المسلحة على التضحيات التى يبذلونها يوما تلو الاخر، والتى ستظل محفورة فى وجدان المصريين على مدار التاريخ، من أجل الحفاظ على تراب الوطن، وأن تبقى راية الوطن عالية خفاقة، وتحية لأسرة كل شهيد، متابعا: «ما يتم فى سيناء من مشروعات قومية على الأرض فى ظل الحرب على الإرهاب، يؤكد أن الدولة المصرية يد تبنى وأخرى تحارب الإرهاب».
ويرى النائب عماد سعد حمودة، رئيس لجنة الإسكان بمجلس النواب، إن سيناء شهدت كما من المشروعات القومية خلال السنوات الأخيرة، يؤكد حرص القيادة السياسية على إحداث تنمية شاملة على أرض الفيروز، حيث تم تنفيذ عدد من مشروعات المدن الجديدة، فخلال السنوات السبع الماضية، تم تنفيذ مدن جديدة فى سيناء، مثل مدينة سلام، أو بئر العبد الجديدة، وهى المدن التى تمثل رأس حربة للتنمية فى سيناء، حيث سيكون لها دور فى ضخ مزيد من الاستثمارات، وتوفير المزيد من فرص العمل، بالإضافة لمشروعات التنمية الصناعية التى تحظى بنصيب كبير، حيث تم إنشاء منظومة طرق جديدة تهدف فى المقام الأول لسهولة الحركة، إلى جانب الدور الأساسى المتمثل فى التنمية والاستثمارات من خلال تهيئة البنية التحتية وشبكة الطرق لتكون مؤهلة لذلك.
وأكد أن تحقيق تنمية فى سيناء، فى ظل الحرب على الإرهاب، تحد حقيقى نجحت فيه الدولة المصرية، فى ظل توجيهات القيادة السياسية، وترجمة هذا الاهتمام فى صورة قرارات ومبادرات على أرض الواقع، وستظل سيناء هى البقعة الغالية من تراب الوطن على قلوب المصريين جميعهم.
ونجحت الدولة فى تجفيف منابع الإرهاب
وبقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، نجحت الدولة على مدار السنوات السابقة، فى اقتلاع جذور الإرهاب فى سيناء والمضى قدما فى عمليات التنمية وعلى الرغم من استمرار المخاطر التى تحاك ضدها، إلا أن رجال القوات المسلحة والشرطة يسطرون يوما بعد يوم بطولات فى الحفاظ على الأرض والتصدى لأى عملية إرهابية تريد النيل من الدولة المصرية وشعبها، حيث سعت قوى الشر لزرع عناصر تكفيرية وإرهابية داخل أرض الفيروز، وما زال الخطر ومساعى الإرهاب موجودا، ويسعى للعودة من جديد تحت مساعى نشر الفوضى والتدمير، لكن يظل رجال القوات المسلحة والشرطة هم صمام الأمان وحائط الصد فى التصدى لكل الهجمات الإرهابية الأخيرة، وما زالت جهود القوات المسلحة مستمرة فى مُكافحة البؤر الإرهابية والقضاء على العناصر التكفيرية والتهريب بمنطقة شمال سيناء بالتوازى مع عمليات التنمية الشاملة وإعادة تعمير سيناء.
وحسب إحصائيات للحكومة، فى نوفمبر 2020، فقد نجحت وزارة الداخلية خلال السنوات الماضية، فى تحقيق القضاء على 1500 بؤرة إرهابية وضبط 22 ألف عنصر إرهابى وبحوزتهم، كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة والعبوات الناسفة.
ومنذ 30 يونيو، عملت الدولة المصرية على السير قدما فى مكافحة الإرهاب بسيناء وتجفيف منابعه، وجاءت العملية الشاملة لتطهير سيناء 2018، لتتوج كل تلك الجهود بما حملته من تنظيم وتخطيط مختلف أسهمت فى القضاء على الإرهاب فى سيناء وتوقف العمليات الإرهابية بشكل ملحوظ.
وشملت العملية الشاملة لتطهير سيناء تدمير مراكز إعلامية وإرسالية وميادين للتدريب للعناصر الإرهابية والتكفيرية بجانب القضاء على الأنفاق وتدمير مخازن أسلحة وتموين لتلك العناصر الإرهابية.
اللواء أركان حرب ناجى الشهود، الخبير العسكرى والمستشار بأكاديمية ناصر، أكد أنه دائما كانت هناك محاولات حثيثة لتغيير هوية سيناء وحدثت منذ 1956 وتلاها أكثر من محاولة آخرى، موضحا أن إعلان سيناء «ولاية إسلامية» كان مخططا إرهابيا أسود، ليسهم فى انتهاء كل ملابسات معاهدة السلام الدولية، لتستبيحها إسرائيل بعد ذلك، والدولة مدركة تلك الخطورة، وهى تعمل على حصر الإرهاب فى مساحة صغيرة تنتهى تدريجيا ومواردها تتقلص، وشدد أن العملية الشاملة ما زالت ممتدة، وكانت الأساس فى التصدى للإرهاب، والتى تلتها مخططات إرهابية عدة نجحت رجالنا فى التصدى لها بقوة.
ويؤكد اللواء أركان حرب على حفظى، الخبير العسكرى، أن محاولات استهداف سيناء بدأت منذ 5 يونيو 1967 باحتلال إسرائيل لها نتيجة خطأ سياسى وعسكرى، فى تلك الفترة، وكانت فى 6 أيام، قائلا: «أصر جيل الآباء على استعادة سيناء مرة أخرى مهما كانت التضحيات، وظلت المعركة 22 عاما إلى أن تم استرداد طابا فى 1988ومنذ عام 2002 بدأت العمليات الإرهابية والتى كانت لأهداف سياسية، مشيرا إلى أن الدولة منذ 30 يونيو 2013، وهى تحارب الإرهاب بكل ما أوتى لها من قوة، وتوجتها العملية الشاملة لتطهير سيناء والتى لم تقل فيها نسبة النجاح عن 75 %.
ويؤكد اللواء محمد الغباشى، الخبير المعلوماتى والاستراتيجى، أن العملية الشاملة «سيناء 2018»، كانت البنية الأساسية للقضاء على الإرهاب فى سيناء، وعملت القوات المسلحة بمشرط جراح، للحد من انتشار الإرهاب فى بقاع سيناء، والتصدى لاختبائهم فى زى مدنيين، وكانت العمليات البطولية للقوات المسلحة ورجال الشرطة خلال الفترة الأخيرة، وساما على صدورهم فى الحفاظ على المدنيين وتم التعامل بمنتهى الحرص لعدم تحفيق ضرر لهم، وشدد أنه لا ينسى فى ذلك الدور البطولى لعدد كبير من الشيوخ والعواقل فى سيناء وتعاونهم مع القوات المسلحة فى سيناء لتطهير والقضاء على المنابع الرئيسية للإرهاب وتقييدهم العناصر الإرهاب، وإضعاف إمكانياتهم بعد القضاء على أكثر من 1500 بؤرة إرهابية.
ويقول اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجى، إن الدولة نجحت من خلال العملية الشاملة لتطهير سيناء بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى القضاء على 4 آلاف نفق ومهاجمة المراكز الإعلامية للعناصر الإرهابية وتقييد حركتهم، والحد من انتشارهم وتدمير أماكن التخزين لأسلحتهم.
وقال النائب أحمد العوضى، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، إن الدولة نجحت فى القضاء على الإرهاب فى سيناء والتصدى لمحاولات قوى الشر فى فرض سيطرتها عليها، وأشار إلى أن العملية الشاملة لتطهير سيناء، ساعدت فى تجفيف منابع الإرهاب وتقليل موارد عناصره وجماعاته بعد القضاء على الأنفاق وتدمير مخازن الأسلحة والدعم اللوجيستى، ولفت إلى أن رجال القوات المسلحة والشرطة سطروا بدمائهم بطولات من نور لا تنسى من أذهان المصريين فى الدفاع عن الأرض والإصرار وعدم تركها للعناصر الإرهابية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة