بين إحياء الأحباء واتهامات التلاعب بالأعراق.. خبير تقنى يحذر من تطبيق تحريك الصور كأداة لجمع البيانات.. طبيب يكشف فائدته النفسية.. وتأثير التطبيق يتوقف على شخصية مستخدمه

الجمعة، 19 مارس 2021 01:46 م
بين إحياء الأحباء واتهامات التلاعب بالأعراق.. خبير تقنى يحذر من تطبيق تحريك الصور كأداة لجمع البيانات.. طبيب يكشف فائدته النفسية.. وتأثير التطبيق يتوقف على شخصية مستخدمه خبير تقنى يحذر من تطبيق تحريك الصور
أعد الملف - مؤنس حواس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حالة من الجدل أثارها تطبيق MyHeritage خلال الأيام الماضية، بين مجرب للتطبيق سعيد بالتجربة، وآخر حذر من مشاركة الصور تدفعه مخاوف الأمان الرقمى وجمع البيانات، خاصة أن التطبيق يعتمد على تقنية الـDeep fake أو التزييف العميق، تلك التقنية التى تحظى بتاريخ سيئ، خاصة مع استخدامها فى العديد من الأغراض السياسية وجرائم الانتقام الإباحى.
 
لكن مما لا شك فيه أن التطبيق أحدث حالة على شبكات السوشيال ميديا، إذ شارك الآلاف من المستخدمين فى مصر وغيرها من دول العالم صورا باستخدام هذا التطبيق، سواء لاسترجاع ذكرياتهم مع أحبائهم، أو آخرين مدفوعين بالفضول والشغف لتحريك صور أجدادهم القدماء لمعرفة كيف كانت تعبيرات وجوههم.
 
ويأتى تطبيق "My Heritage" من تطوير شركة إسرائيلية تحمل نفس الاسم، وهى شركة متخصصة فى علم اختبار الحمض النووى عبر الإنترنت، وقد تم إطلاقها فى عام 2003، وهو يتيح إنشاء شجرة عائلية، وتحميل الصور وتصفحها، والبحث فى أكثر من 12.5 مليار سجل تاريخى، كما أنها توفر خدمة مدفوعة تسمى MyHeritage DNA، تمكن الفاحص من معرفة مكوناته الجينية العرقية، وتمتلك المنصة حاليا أكثر من 50 مليون مستخدم حول العالم.
 

تقنية الـDeep Nostalgia سر انتشار التطبيق

كان إطلاق ميزة الـDeep Nostalgia خلال الأسبوع الماضى وتضمينها بالتطبيق هى السر وراء انتشاره بشكل كبير خلال الفترة الماضية، والتى تعتمد فى الأساس على تقنية الـDeep fake، حيث تتيح الميزة الجديدة بالتطبيق التقاط أى صورة وتحريكها، وتحويل الصور الثابتة للأفراد إلى نسخ متحركة ومعبرة عنها.
وقد شرح رئيس الشركة فكرة عمل التقنية، فى تصريحات صحفية له، حيث قال: «تستخدم الأداة مقاطع فيديو نموذجية مسجلة مسبقا لتحريك الوجوه، فيتم تحديد برنامج التشغيل المفضل تلقائيا لكل وجه بناء على اتجاهه، ثم يتم تطبيقه بسلاسة على الصورة، والنتيجة هى فيديو رسوم متحركة قصير وعالى الجودة لوجه فردى يمكنه أن يبتسم ويتحرك».
 

"التزييف العميق" سلاح ذو حدين

وتقوم فكرة الـDeep Nostalgia بالتطبيق على تقنية التزييف العميق أو Deep fake، وهى تقنية تقوم على «إنشاء مشاهد لم تحدث أبدا»، حيث تعتمد هذه التقنية على دمج أى شخص فى العالم فى فيديو أو صورة، لم يشارك فيها مطلقا، حتى لو كانت لأفراد فارقوا الحياة، وهو ما يجعلها سلاحا ذا حدين، ففى الوقت الذى قد يستخدمها فيه البعض من أجل بعض الأعمال المفيدة واسترجاع الذكريات مع أشخاص رحلوا، قد يتم استخدامها على الجانب الآخر بشكل سيئ للإضرار بآخرين، وهو ما حدث خلال الفترة الماضية.
 
ولعل هناك حقيقة تقول إن البشر يبحثون عن معلومات تدعم ما يريدون تصديقه وتجاهل الباقى، وتقنيات مثل Deep fake تمنح الجهات الخبيثة وقوى الشر الكثير من القوة، لذلك نرى انتشارا واسعا للأخبار المزيفة، التى تنتشر تحت ستار الحقيقة، حيث تستغل تقنية الـDeep fake هذا الاتجاه الإنسانى لإعطاء الفيديوهات مزيدا من المصداقية، وكلما كبرت مجموعة بيانات التدريب، أصبح من السهل على المزور إنشاء فيديوهات يمكن تصديقها، أما التهديدات الأكثر خطورة فتتمثل فى إنتاج مواد إباحية مزيفة عميقة تضع رأسا مشهورا على هيئة نجم إباحى.
 

المستخدم هو المحرك الأساسى

فى الوقت الذى امتلأت به صفحات الفيس بوك وغيرها من منصات السوشيال ميديا بفيديوهات من تطبيق MyHeritage، للأهل والأصدقاء الراحلين، وربما لشخصيات شهيرة راحلة، ظهر اتجاه آخر على شبكات التواصل الاجتماعى يصف هذه الفيديوهات بأنها «مؤذية» للمشاعر ولها تأثير سلبى، إلا أن الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، قال إن تأثير تطبيق تحريك الصور الثابتة MyHeritage يتوقف على شخصية الشخص الذى يستخدمه، فهناك شخص قد يتأثر بشكل سلبى ويعانى من الاكتئاب، وهناك آخر سيجد فى مثل هذه التطبيقات وسيلة جيدة لتقليل الشعور بفقدان وفراق أحد الأحبة، فلا توجد ثوابت من حيث التأثير.
 
وأكد أن تأثير هذه التطبيقات يتوقف على كيفية استخدام الشخص لها، فهناك من يستخدمها بشكل إيجابى فيتفاعل معها ويستفيد منها، لكن هناك نسبة كبيرة قد تأخذ مثل هذه التطبيقات بشىء من اللهو واللعب أو يتم استخدامها بشكل خاطئ مما يكون له أثر سلبى فى النهاية، مشيرا إلى أنه يوجد الكثير من الأشخاص فى مختلف دول العالم يستغلون أى شىء جديد بشكل خاطئ.
 
وأضاف أن استخدام هذه الأنواع من البرامج هو حرية شخصية لا يجب علينا الحكر عليها أو وضع ضوابط لها، مضيفا أن لكل شخص قدرته على التحمل، فهى تقنية مثيرة للجدل لتحريك صور الموتى، لأن تحريك صور المتوفى قد تبعث شعورا آمنا أو شعورا بالقلق والخوف، وأحيانا ما يشعر البعض بالصدمة العصبية، وأردف أن مستخدمى هذا البرنامج يجب أن يكونوا على درجة كبيرة من الوعى فيما يتعلق بصحتهم النفسية ومدى تقبلهم للفكرة.
 

الإفتاء تجيزه بشروط

ومع حالة الجدل التى أثارها التطبيق، ظهرت تساؤلات تتعلق بإمكانية استخدام التطبيق أم أنه شىء محرم، ورغم قيام بعد الشيوخ بتحريم استخدام التطبيق، جاء بيان دار الإفتاء المصرية ليجيز استخدامه بشروط، ففى بيان رسمى لها قالت دار الإفتاء: إنه بخصوص تطبيق «MyHeritage» وغيره من التطبيقات لتحريك الصور الثابتة، فإن الشريعة الإسلامية أباحت وسائل الترفيه والترويح عن النفس لكونها من متطلبات الفطرة، إلا أن هذه الإباحة مقيدة بألا تشتمل على سخرية أو سوء أدب، فإذا كان لا مانع شرعا من استخدام برامج حديثة لتحريك الصور الثابتة، بحيث تصبح بتقنية الفيديو بدلا من كونها ثابتة كصورة عادية، فالأصل أن هذا مباح بشرط مراعاة خصوصية من أفضى إلى ربه بألا يشتمل تحريك صورته على سخرية أو سوء أدب مع الميت، وبشرط ألا يؤدى ذلك إلى تدليس أو ضرر بالغير، وذلك كما لو ترتب على صورة المستخدم حقوق أو واجبات تستوجب بيان صورته الحقيقية لا الصورة المعدلة.


التلاعب بالأعراق

من جهته، حذر المهندس وليد حجاج، خبير أمن المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات، من خطورة تطبيق «MyHeritage» لتحريك الصور الثابتة، وقال فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع» إن هذا التطبيق يعتمد على اللعب على تعلق النفسيات البشرية والأمور الغيبية، على غرار التطبيقات التى ظهرت خلال الفترة الماضية مثل «اعرف شكلك عند بلوغ الـ60» أو شكلك عندما كنت طفلا، وغيرها من مثل هذه التطبيقات، وهى نقطة مهمة يتم استغلالها لجذب المستخدمين للتطبيق لجمع البيانات.
 
وأضاف «حجاج»، أن سبب شهرة التطبيق هو تقنية Deep Nostalgia والتى تطالب الناس بمشاركة صورهم مع التطبيق ليتم تحسينها وإضافة بعض المؤثرات إليها مثل تحريكها أو إضافة فلاتر معينة لها، أو إنشاء فيديو لأحد الأشخاص المتوفين، وذلك من خلال تقنية التزييف العميق، وهى نفس التقنية التى تم استخدامها خلال الأسبوع الماضى لفبركة فيديو للفنان الأمريكى توم كروز.
 
وحذر «حجاج»، من أن البيانات التى يتم جمعها من خلال التطبيق والتى تتعلق بعلم الأنساب يمكن استخدامها فى علم الهندسة الاجتماعية، واللعب على ثقافات الشعوب وعاداتهم وأصولهم وتقاليدهم، مثل فبركة أصول جنس معين، إذ أنه يتيح خدمة تكشف للمستخدمين عن أصولهم السابقة، وهو أمر يمكن تزييفه.
واستكمل خبير أمن المعلومات، تحذيراته، حيث قال إن التطبيق يقوم بجمع بيانات الأشخاص دون علمهم ودون موافقتهم، وذلك من خلال ما يسمى «شجرة العائلة»، حيث يسمح لأى شخص بملء البيانات عن أقاربهم ومعارفهم، مثل إضافة صورة الزوجة والوالد والوالدة والأبناء والأقارب، وهو ما يعنى تكوين قاعدة بيانات مهولة لدى الشركة دون رقيب، مضيفا أن الأطفال يمكن أن يقوموا بمثل هذا الأمر، دون أن تكون لديهم أى دراية بالأمان الرقمى وما هى المعلومات المسموح بمشاركتها عبر شبكات الإنترنت.
 
وأضاف أن الشركة تتيح عمل خدمة تحليل DNA لمعرفة الأصول القديمة للشخص ومدى مطابقته مع أشخاص آخرين، لكن هذا الـ DNA يمكن أن تجمعه الشركة لديها فى قاعدة بيانات، والذى يمكن استخدامه فيما بعد بشكل لا يحمد عقباه، مشيرا إلى أن التقنية الجديدة الأخيرة والتى تعرف بـDeep Nostalgia ما هى إلا أداة جذب طورها التطبيق لجذب مزيد من المستخدمين، لتحقيق هدفه الأساسى فى جمع بيانات ومعلومات الأنساب عن المستخدمين.
 
p

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة