تمر اليوم الذكرى الـ166 على وفاة القيصر الروسى السابق نيكولاى الأول، إذ توفى فى 2 مارس عام 1855، وهو إمبراطور روسيا الخامس عشر، ولد فى جاتتشينا، كان أبوه هو القيصر باول الأول بن القيصر بيتر الثالث بن الإمبراطورة آنا بيتروفنا بنت القيصر بطرس الأكبر وحفيد القيصر بيتر الثالث والإمبراطورة كاثرين العظيمة ووالدته هى ماريا فيودوروفنا وجد القيصر ألكسندر الثالث.
وعانى الأدباء والمثقفون الروس فى فترة حكم نيكولاى الأول، الذى استمر فى الحكم لنحو 30 عاما، وكان بين هؤلاء الأديب الروسى الأشهر فيودور دوستويفسكى، عندما تعرض للمحاكمة والحبس والحظر فى عهده.
ففى فجر يوم الثانى والعشرين من شهر أبريل 1849، داهمت الشرطة القيصرية الغرفة التى كان ينام فيها الطالب الشاب فيودور دوستويفسكى لتقوده إلى السجن مع مجموعة من رفاقه بتهمة إعداد مؤامرة لاغتيال القيصر نيقولا الأول. وفى نهاية المحاكمة، حُكم عليه بالإعدام.
لكن قبل لحظات من تنفيذ الحكم المذكور، صدر عفو قيصرى على دستويفسكي، وأرسل إلى سيبيريا ليمضى فيها أربعة أعوام بين عتاة اللصوص والمجرمين، وسوف يكون للتجربة السيبيرية هذه، والتى سيخلدها فى عمله "ذكريات بيت الموتى" تأثير حاسم على مساره الفكرى والإبداعى، وسوف تكون أغلب الروائع التى سوف يكتبها انطلاقا من العام 1860، مثل "الجريمة والعقاب"، و"الإخوة كارامازوف" و"الشياطين"، وغيرها موسومة بمرارة وجراح تلك التجربة المريرة والقاسية التى أعادته إلى الإيمان بالله، وإلى المسيحية الأورثوذوكسية.
تم تخفيف الحكم عليه للنفى والعمل الشاق، وتم إرسال دوستويفسكى إلى معسكر اعتقال سيبيرى لمدة أربع سنوات، وبعد إطلاق سراحه عام 1849م أصبح جنديًا على الحدود المنغولية، وبعد فترة وجيزة عاد دوستويفسكى إلى روسيا فى عام 1859م.
بعد محنته الطويلة على أيدى السلطات، ظهر نهج جديد فى كتابات دوستويفسكى، تم استبدال الرومانسية المثالية المتمثلة فى الروايتين الأولين اللاتى صورتا واقع الروح البشرية، والاختلافات بين الأفراد، وتم حظر أعمال دوستويفسكى أو فرض رقابة شديدة عليها خلال الفترة الستالينية – حيث تم مسح أعمال أعظم كتّاب روسيا بسبب امتزاج أفكاره مع الأيديولوجية الشيوعية ووضع الحرية الشخصية فوق الجميع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة