تمر اليوم الذكرى 1176، على ظهور الفايكينج على أبواب باريس، عام 845 ميلادية، فى الحصار الذى دام أشهرا للعاصمة الفرنسية، إبان غزو قبائل الفايكينج لباريس، وذلك فى محاولتهم للوصول بإمبراطورتهم إلى أبعد الحدود، حيث استطاعت تلك القبائل بتأسيس لممالك كبيرة فى الفترة ما بين القرنيين الثامن والحادى عشر الميلادى، ما تعرف بحقبة الفايكينج.
وبحسب كتاب "معجم مصطلحات التاريخ والحضارة الإسلامية" للدكتور أنور محمود زناتى، ومنذ عام 845، سعى الفايكينج للحصول الكنوز الموجودة بفرنسا، ووصلت برحلاتهم إلى نهر السين، وظلوا لعدة سنوات طويلة مهاجمة المدينة الفرنسية، حتى حصاروها بشكل قوى فى أواخر عام 885، بجيش قوامه 40 ألفًا وسبعمائة سفينة، واستطاعت المدينة فى بداية الأمر المقاومة وضد الهجوم، وذلك بفضل مهارة أدو كونت، والذى استطاع أن يصل إلى عرش فرنسا فيما بعد عام 888، استفادة من اتفاق الأمبرطور شارل بدفع مبلغ من المال لانصرافهم عن باريس والتنازل والسماح لهم بالأقامة فى برجنديا، ويرجع كتاب "تاريخ أوروبا فى العصور الوسطى"، للكاتب الدكتور سعيد عبد الفتاح عاشور، أن الأهمية التاريخية للحصار ترجع إلى ظهور أهمية باريس وانتشار شهرتها لتصبح عاصمة فرنسا فيما.
ونفذ الفايكنج أربع غارات مستهدفين مدينة باريس وعاثوا فيها نهباً وسلباً وتدميراً وفى كل مرة كانوا يصلون اليها بسفنهم ليلاً عبر نهر السين، وأمام هذا الغزو المتكرر اضطر الملوك الفرنسيون إلى دفع مبالغ طائلة مقابل انسحاب هؤلاء الغزاة من العاصمة وفى العام 885 هاجم نحو 30 ألف رجل من رجال الشمال الفايكنج باريس وحاصروها حصاراً شديداً مما اضطر ملك فرنسا إلى وضع 700 جنيه من الذهب لرجال الشمال كى يتركوا العاصمة، وبالفعل وافق هؤلاء لكنهم استقروا فى النهاية فى منطقة النورماندى المعروفة وأصبحوا يعرفون بالنورمانديين.
ويوضح الموقع سالف الذكر أن الفايكنج وصلوا إلى باريس فى عيد الفصح، ودخلوا المدينة ونهبوها، خلال الحصار، تفشى الطاعون فى معسكرهم، ولم يتمكن الفرنجة من تجميع أى دفاع فعال ضد الغزاة، وانسحب الفايكنج فقط بعد أن حصلوا على فدية قدرها 7000 ليفر (جنيه إسترليني) من الفضة والذهب من تشارلز الأصلع، تصل إلى ما يقرب من 2570 كيلوغرام (5670 رطلا).