داخل غرفة بالإيجار فى أحد أحياء مدينة الخارجة القديمة يعيش عم حامد سرور والذى يبلغ من العمر 72 عاما وما زال ينتج أعماله الفنية الابداعية وهو أول من نحت على شجر الدوم والعشار يدويا بالمحافظة، وظل يعمل فى هذا المجال لمدة 40 عاما دون توقف ولا يهدف من وراء انتاج اعماله الفنية تحقيق الربح المادى فهو لم يكسب شيئا من تلك الهواية التى من شدة حبه لها جعلته يترك مهنته فى نجارة الاويمة ويتفرغ تمام للنحت حيث يقضى شهورا فى اختيار القطع الخام من أشجار الدوم والنخيل والعشار ليتسنى له البدء فى تنفيذ أعماله الفنية والتى ينجزها فى اوقات من أسبوع وحتى شهر وتتمثل فى انتاج الغزلان والصقور الصيادة وغيرها من القطع الفنية التى تعبر عن طبيعة الوادى تراث الوادى الجديد.
ويعمل سرور أيضا فى الرسم باستخدام مخلفات البيئة وبذور الفواكة من نواتج الطعام ويقوم بتشكيل لوحات فنية غاية فى الروعة والتى تحكى تراث الواحات باستفاضة ويستخدم معها الرمال الملونة والصمغ الطبيعى لتكون جميع مكونات اللوحات من خامات الطبيعة كما يبدع فى صناعة سجاد الخوص وسجاد السمار بالنول اليدوى البدائى كما يقوم باستخدام أدوت النحت اليدوية والتى يحتفظ بها منذ سنوات طويلة .
ورصدت عدسة "اليوم السابع" جانبا من نشاط الحاج حامد سرور داخل غرفة مستقلة عن منزله المستأجر والذى يعيش فيه برفقة زوجته ويحتفظ بمخلفات الأشجار والنخيل فوق سطح المنزل لعدم وجود مكان متسع ومخصص لنشاطه فى النحت ويقوم بممارسة هوايته يوميا فى النحت حيث يقوم بنحت مجسمات الحيوانات ومنها الغزلان والصقور والارانب والثعالب فى وضع القنص والثبات وكذلك الطيور والبجع بأحجام متفاوتة ويقوم باستخدام ادوات النحت فى تفريغ مجسم شجرة الدوم أو العشار لتشكيل المجسم الاولى قبل البدء فى تشكيله لإنتاج تمثال للحيوان المراد تنفيذه وبعد الانتهاء من النحت يقوم باستكمال الهيكل بمخلفات البيئة ومكونات الطبيعة حيث يقوم بطلاء جسم الغزلان والارانب والثعالب وكل الحيوانات التى يجسدها بلونها الحقيقى من الرمال الملونة كما يقوم بتركيب ريش الصقور من ليف النخيل بصورة غاية فى الابداع .
وقال حامد سرور فى تصريح خاص لــ"اليوم السابع"، أنه منذ سنوات طويلة وهو يتمنى ان يكون لديه مكان مخصص لممارسة هوايته فى النحت والتشكيل حيث يقوم بتنفيذ أعمال فنية لصالح الفنادق والمنتجعات السياحية كما ينفذ أعماله فنية لعرضها فى الفعاليات والمعارض السنوية والتى يشارك فيها نجله الذي يتعلم منه فن النحت والتشكيل ولكنه يميل أكثر للرسم بالرمال والخراطة الفنية فى صناعة الارابيسك من مخلفات النخيل والرسم وتجسيم كرانيف النخيل وتحويلها من مخلفات إلى أعمال فنية.
ويضيف سرور أنه تقدم بطلبي الى اللواء محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد لتخصيص موقع مناسب على مساحة 600 متر لتنفيذ مشروعه الفنى لإنتاج بانوراما تشمل كل تاريخ الواحات قبل دخول قوافل التعمير اليها والتى تتضمن كافة ملامح الواحات القديمة كتراث اندثر منذ عقود طويلة مؤكدا على أنه حتى الان لم يتم الانتهاء من الاجراءات وهو ما اصابه بالإحباط لأنه لا يستطيع العمل بارتياح فى الغرفة الضيقة ولا يستطيع أيا العمل فى الأماكن المفتوحة نظرا لخصوصية عمله واحتياجه لمساحة من الهدوء والتركيز لإنتاج تلك الاعمال الفنية .
ويؤكد سرور على أنه يتمنى أن يرى جيلا كاملا من شباب النحاتين بالمحافظة وخاصة ان الوادى الجديد تزخر بالمواهب الشابة والتى تبحث عن فرصة حقيقية حيث يرغب فى تحويل مشروعه لمدرسة تدريبية تعقد ورش عمل تدريبية لتأصيل قواعد النحت اليدوى الإبداعي ولكى ينتج جيلا جديدا من الفنانين كى يحافظون على تراث الواحات من الانقراض مؤكدا على أن محافظ الاقليم هو اشد الناس حرصا على دعم المواهب وتوفير البيئة المناسبة لها كي تنمو وتنتج وهو ما شجعه على التقدم بهذا الطلب لتنفيذ مشروعه الفنى وهو على يقين من تحقيقه طالما هو على قيد الحياة.