تصدر قريبا أحدث روايات الروائى الكبير أورهان باموق بعنوان "ليالى الطاعون" الحائز على جائزة نوبل للآداب سنة 2006م، وتؤرخ للطاعون الذى انتشر فى جزء من الامبراطورية العثمانية سنة 1901.
فى مقال له نقل إلى الفرنسية والإنجليزية ونشرته جريدة "ليبراسيون" الفرنسية وعنوانه "أمثولة الروايات الوبائية الكبيرة" يتحدث باموق عن روايته الجديدة وعن صدمة كورونا ويقارن بين الوباء "المستجد" ووبائين تاريخيين هما الطاعون والكوليرا، ويصف أحوال العالم المعاصر والمواطن فى ظل هذه الجائحة التى هزت أسس الحضارة الإنسانية الحديثة.
رواية ليالى الطاعون
يستهل باموق مقاله قائلاً: "لقد مضت حتى الآن أربع سنوات وأنا منصرف إلى كتابة رواية تاريخية تدور أحداثها فى عام 1901، خلال ما اعتدنا على تسميته "الموجة الثالثة للطاعون"، الطاعون الأسود الذى أوقع ملايين الضحايا فى آسيا، بينما كان العدد أقل فى أوروبا. وفى مثل هذه الحال منذ شهرين، ينهال على أصدقائى وأفراد من عائلتى وكذلك ناشرون وصحافيون، وبعض اللواتى والذين يعلمون بموضوع روايتى "ليالى الطاعون"، على بالأسئلة حول الأوبئة المعدية. ويسألوننى بألحاح إن كان ثمة تشابهات بين جائحة كورونا والأوبئة التاريخية الكبيرة مثل الطاعون والكوليرا. وأجيبهم بأن التشابهات كثيرة. فى التاريخ البشرى والأدبي، ليست البكتيريات والفيروسات وحدها القاسم المشترك مع الأوبئة الجائحة، ولكن أيضاً أن تكون أجوبتنا الأساسية دوماً هى نفسها".
أورهان باموق، كاتب وروائى تركي، وأول روائى باللغة التركية يفوز بجائزة نوبل للأداب عام 2006، ولد فى إسطنبول فى 7 يونيو سنة 1952، وهو ينتمى لأسرة تركية مثقفة. درس العمارة والصحافة قبل أن يتجه إلى الأدب والكتابة، كما يعد من الكتاب البارزين والمعاصرين فى تركيا، وترجمت أعماله إلى 34 لغة حتى الآن، ويقرأه الناس فى أكثر من 100 دولة. فى فبراير 2003 صرح باموق لمجلة سويسرية بأن "مليون أرمنى و30 ألف كردى قتلوا على هذه الأرض، لكن لا أحد غيرى يجرؤ على قول ذلك".