شهدت مؤشرات البورصة المصرية، تراجعًا عنيفًا خلال جلسة تداول اليوم الثلاثاء، منتصف جلسات الأسبوع، حتى تسببت في وقف جلسة التداول لمدة نصف ساعة بسبب انخفاض مؤشر إيجي إكس 100، وأرجع خبراء سوق المال الأسباب الرئيسية لهذا الهبوط إلى المضاربات على بعض أسهم مؤشر إيجي إكس 70، وتزايد عمليات "المارجن" والتي تأثرت كثيرًا بتراجع البورصة.
ويتيح نظام المارجن، للعميل شراء الورقة المالية بسداد جزء من قيمتها نقدًا، بينما يسدد الباقي بقرض من شركة السمسرة المتعامل معها، بضمان الأوراق محل الصفقة، واتجه عدد كبير من المتعاملين إلى هذا النظام في ظل التراجع الكبير للسيولة، مما دفع لاستخدام آلية الشراء بالهامش، أو ما يعرف بـ"المارجن"، لتمويل عمليات تداولهم في السوق.
قال الدكتور معتصم الشهيدي نائب رئيس مجلس إدارة شركة هوريزون لتداول الأوراق المالية، إن الضغوط البيعية على الأسهم الصغيرة والمتوسطة هوت بمؤشر إيجي إكس 70 لمستويات تراجع كبيرة وتتبعه أن انخفض إيحي إكس 100 أكثر من 5% مما اضطر لوقف جلسة التداول، مضيفًا أن الضغوط البيعية ناتجة من عاملين؛ أولًا تخوفات المستثمرين من عمليات المارجن كول الموجودة، ثانيًا تخوفاتهم من تقييمات بعض الأسهم أن تكون أقل من القيمة السوقية.
فيما أكدت أكدت رانيا يعقوب رئيس مجلس إدارة شركة ثري واي لتداول الأوراق المالية، أنه ليست هناك أسباب اقتصادية أو سياسية وراء الهبوط الكبير لمؤشرات البورصة المصرية خلال جلسة الاثنين، مرجعةً السبب الرئيسي للهبوط وهو "المارجن"؛ لأن التراجع المتتالي لمؤشرات البورصة خلال الأيام الماضية أدى إلى اختلال في نسب الشراء بالهامش للعملاء، خاصة وأن هناك العديد من العملاء اقترضوا بنسب أعلى من المسموح بها، ومع الهبوط العنيف للبورصة، اضطرت شركات وساطة المقرضة إلى بيع أسهم العملاء للحفاظ على حقوقها.
وأشارت رانيا يعقوب، لـ"اليوم السابع"، أن العامل وراء زيادة البيع بالبورصة المصرية، هو أن السيولة التي دخلت سوق المال في عام 2020، لم يكن هدفها الاستثمار على المدى المتوسط أو طويل الأجل، ولكنها استثمارات قصيرة الأجل، وهذا أمر طبيعي لأن دخولها البورصة كان مرتبط بطمأنة المستثمرين من مخاوف كورونا، وبالفعل نجحت في الصعود بسوق المال، وحقق الأفراد هوامش ربحية مرضية على أسهم المضاربات وأسهم إيجي إكس 70، إلا أنه لم يتم مراعاة جني الأرباح المعتاد بعد الصعود، وكذلك لم يتم مراعاة أن تذبذبات الهبوط ستكون عنيفة، خاصة وأنه تم استخدام "المارجن" بطريقة خاطئة من العملاء.
ومن جانبه أرجع أحمد مرتضى مدير إحدى فروع شركات السمسرة، سبب التراجع إلى 4 عوامل أساسية وهي؛ أولًا المضاربات العنيفة على بعض أسهم مؤشر إيجي إكس 70 مما أدى إلى تضخم القيمة السوقية لبعض الشركات، وأصبحت لا تعبر عن القيمة الحقيقية للشركات، ثانيًا، تفعيل آلية "المارجن كول" لدى الأفراد، ثالثًا، مبيعات ضخمة لعدد من أعضاء مجالس إدارة بعض الشركات، رابعًا، عدم وجود محفزات جديدة بالسوق وأهمها طروحات جديدة.
اقترح "مرتضى"، لوقف نزيف الخسائر بالبورصة المصرية، أولًا، إطلاق مؤشر لنسب المارجن بالسوق بعد التوسع الكبير في الآلية خلال الفترة الماضية، ثانيًا، زيادة مساهمة مبادرة البنك المركزي في ضخ 20 مليار جنيه بالبورصة المصرية، ثالثًا، محفزات للشركات مثل تخفيض أسعار الطاقة للصناعات كثيفة الاستهلاك، رابعًا، وضع قيود على كل مساهم يمتلك أكثر من 5% تم شرائهم من السوق وأصبح عضو مجلس إدارة بتحديد فترة تقيده من تخفيض النسبة بأقل من 5% من خلال السوق المفتوح على سبيل المثال، وفي حالة البيع لتخفيض النسبة خلال مدة أقل من عام أن تتم من خلال شاشة OPR خاصة أسهم مؤشر egx70؛ لأنه ليس من المنطقي أن يستحوذ مساهم على حصة كبيرة من سهم بسعر السوق دون أن يتأثر السهم بالإيجاب خلال فترة الشراء مما يوحى لصغار المستثمرين بوجود أخبار جوهرية يتبعها بعد فترة عمليات بيع مكثفة لذات المساهم أو لمجموعات مرتبطة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة