تمر اليوم ذكرى إنشاء دار الكتب 23 مارس من عام 1870م، وكان وراء ذلك الخديوى إسماعيل عندما أبدى رغبته فى إنشاء "كتب خانة عمومية"، لجمع شتات الكتب من المساجد وخزائن الأوقاف وغيرها، لحفظها وصيانتها من التلف، واقترح "على مبارك" على الخديوى إسماعيل إنشاء دار كتب على نمط المكتبة الوطنية فى باريس، حيث أعجب بها حينما أُرسل ضمن البعثة التى أُوفدت لدراسة العلوم العسكرية سنة 1844.
لكن السؤال الذى يطرح نفسه: هل تقوم دار الكتب والوثائق، مؤخرا، بتحقيق سبب إنشاء الدار؟ حيث إن فكرة الإنشاء جاءت بسبب الحاجة للمحافظة على ثروة مصر الثقافية، والعلمية، فهى ذاكرة الأمة، وبمثابة مكتبة عامة متاحة للجمهور، وهذا الكلام لم يكن مرسلا لكنه ثابت على الموقع الرسمى لدار الكتب والوثائق.
ونستعرض معا 4 ملفات ومشاريع ثقافية كانت دار الكتب والوثائق القومية قد أطلقتها فى عهود سابقة، لكن حاليا لا نلحظ فيها أى جديد.
عودة المخطوطات المصرية
شهدت الفترة التى سبقت تولى الدكتورة نيفين محمد مرسى، حالة من النشاط الكبير لعودة عدد من المخطوطات من المزادات العالمية، ففى خلال الفترة من أبريل 2018 إلى نوفمبر 2019 نجحت الدار فى استعادة 4 مخطوطات عرضت للبيع في صالات مزادات عالمية هى: مخطوط الكافيجى "المختصر فى علم التاريخ"، والجزأين الرابع والسادس عشر من ربعة قنصوه الغورى القرآنية، وأطلس سيديد لمحمود رائف أفندى، ومخطوطة الجزء السادس عشر من مخطوطة الربعة القرآنية الخاصة بالسلطان قنصوه الغورى، أحد سلاطين مصر فى العصر المملوكى.
مبادرة تراثك أمانة
مبادرة تراثك أمانة إحدى المبادرات المهمة التى أطلقتها الدكتور إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، لإيمانها التام بحفظ التراث المصرى وتحقيق أحد أهداف إنشاء الدار التى ذكرناها آنفا، ولكن المبادرة شهدت، مؤخرا، حالة من الركود الكبير، فلمفترض أن يتم التجديد لمناشدة جميع المصريين من مقنتى الوثائق والمخطوطات النادرة والأوعية المعلوماتية (السمع بصرية) المتنوعة التى تحتوى على مواد قيمة لإهدائها إلى دار الكتب والوثائق القومية لحفظها بشكل علمى أكاديمى وضمها إلى الكنوز القومية التراثية، وتقديرًا للمهتمين الذين استجابوا للمبادرة سيتم تدوين أسمائهم بسجلات دار الكتب وتسليمهم شهادات تقدير مع نسخة رقمية من المقتنيات، ولكن خلال الفترة الأخيرة لم نجد نشاط لتلك المبادرة.
المجلات التراثية
من ضمن المشاريع التى يجب على دار الكتب والوثائق الحرص على استمرارها هى إصدار المجلات الثقافية، التى تبنتها الدار الكتب والوثائق لإعادة إصدار المجلات التراثية فى أكثر من مجلد خلال عام 2017، وبدأت بمجلة السفور تعد من أهم الجرائد كما كان يطلق عليها مؤسسها عبد الحميد حمدى، فهى جريدة اجتماعية فنية أدبية شاملة، وترجع أهميتها أنها صدرت أثناء الحرب العالمية الأولى، وبها كتب إبراز أسماء لامعة فى الأعداد الأولى كالمنفلوطى ومصطفى عبد الرازق، وفى العدد الرابع عشر كتب الدكتور طه حسين حول الرأى العام ما بين مفهومه ونفاقه، وسلسلة مقالات حول الحرب والحضارة، إلى جانب عدد من رموز الفكر المصرى مثل "محمد حسين هيكل ومصطفى عبد الرازق وعلى عبد الرازق"، ولكن لم يتم إصدار المجلات التراثية حتى وقتنا هذا.
مشروع "الكتبخانة"
نجد من ضمن أهداف الدار جمع شتات الكتب التراثية، وكانت الدار قد دشنت مشروعها الإلكترونى الذى يضم أمهات الكتب التراثية التى نشرت فى مصر ومر عليها 100 عام وسقطت عنها حقوق الملكية، كما يضم ما يزيد على ألف كتاب، من إصدارات الهيئة العامة للكتاب، ودار الكتب والوثائق القومية، ويمكن للمتصفح أن يطلع على كتب صدرت فى نهايات القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر، ففى قسم العلوم الاجتماعية سيجد ترجمة نادرة لكتاب روح الاجتماع لجوستاف لوبون صدرت عام 1909، لكن مع أهمية ذلك المشروع لم نجد أى خطوة لتنفيذه رغم قيمتها الحقيقة فى الحفاظ على ذاكرة مصر من قبل هيئة منوط بها ذلك.
كما كان على الدار استغلال فترة فيروس كورونا ومع الدعوة لاستقرار الناس فى منازلها إلى جانب مبادرة وزارة الثقافة بإتاحة عدد كبير من الأنشطة والمبادرات تحت عنوان "خليك بالبيت"، وأن تقوم الدار بتنفيذ المشروع كخدمة للمواطنين لكن هذا لم يحدث، حيث اكتفت الدار خلال المبادرة بطرح عدد محدود جدا من الكتب رقميًا وهى أخبار البلدان لابن الفقيه الهمذاني، والقول الصريح فى علم التشريح لأحمد بن عبد المنعم بن يوسف الدمنهورى شيخ الجامع الأزهر، وتحفة الأذكياء بأخبار مملكة الروسيا تقديم يوسف القعيد، ودراسة وتحقيق دكتور على متولى أحمد، والزخرفة المنسوجة فى الأقمشة الفاطمية، و الجزء الثانى من موسوعة "شفاء الأسقام ودواء الآلام والذى يضم المقالة الثانية من الموسوعة ويتناول الأدوية المركبة، ومختارات من وثائق ثورة 1919م، ونشر مجموعة وثائقية خاصة بوثائق جامعة الدول العربية.
فعاليات 14 شهرا
قدمت الدار على مدار 14 شهرا بمجموعة من الأنشطة منها المشاركة فى فعاليات معرض الكتاب خلال عام 2020، وهو بطيعة الحال أمر ليس بجديد حيث تشارك كل هيئات وزارة الثقافة بالمعرض كل عام، إلى جانب إطلاق مسابقة للأطفال خلال شهر رمضان من خلال طرح سؤال على صحفة المركز عبر موقع الفيس بوك، وبمجرد ضغط الطفل على الرابط المدرج أسفل السؤال يمكنه الإجابة إليكترونياً، وفائز اليوم هو من يقدم أول إجابة صحيح على السؤال، وهى عبارة عن 27 جائزة عينية لعبة أطفال أو مجموعة كتب مهداة، ولم ينشر أى خبر عن الفائزين أو الإشارة إلى تسليم تلك الجوائز، وفى نوفمبر 2020 تم إطلاق المؤتمر السنوى الخامس لمركز توثيق وبحوث أدب الطفل حول أدب الطفل، ومن ضمن أنشطة الدار حضور رئيسة دار الكتب حفل ختام برنامج تدريب الطلاب السنوى لعام 2020، إلأى جانب منح الدار خصومات على الإصدارات خلال الاحتفال بيوم المكتبات العالمى أو يوم اللغة العربية، وهو أمر اعتيادى لجميع الهيئات بالوزارة فى مثل تلك المناسبات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة