على مدار التاريخ، تمارس جماعة الإخوان الإرهابية، العنف وتتباهى به، وفى أوقات أخري تحاول التنصل منه، كما فعل كبيرهم حسن البنا، مؤسس التنظيم ومرشده الأول، الذى أسس جناحا مسلحا مخصصا في إزالة أي عوائق تواجه الجماعة سواء كانت هذه العوائق ممثلة في شخصيات عامة أو مؤسسات الدولة.
"الإخوان تتقرب إلى الله بالتكفير والتفجير".. بهذه الكلمات رصد طارق البشبيشى القيادى السابق بجماعة الإخوان الإرهابية، مضيفا :"لن يحتاج الباحث لبذل الجهد كي يثبت أن جماعة الإخوان إرهابية تؤمن باللجوء للعنف والقوة، لتحقيق أغراضها السياسية، علاوة على ما عانيناه وشاهدناه جميعا من قتل وحرق وتخريب بعدما ثار المصريون عليهم في 30 يونيو 2013".
وأضاف:" يكفي الباحث عن تلك الجرائم داخل أدبياتهم التي يتقربون بها إلي الشيطان.. يكفى فقط أن نقرأ رسائل حسن البنا وخاصة رسالة المؤتمر الخامس، التي يعلن فيها بكل وضوح بأن الإخوان سيلجؤون إلي استخدام القوة ضد من يقف في طريق وصولهم للسلطة، وليس ذلك فقط، بل نفذ حسن البنا ما هدد به وأنشأ تنظيما عسكريًا إرهابيًا مسلحًا أطلق عليه النظام الخاص".
وتابع: " التنظيم الخاص لجماعة الإخوان الإرهابية ارتكب أفظع الجرائم ضد خصومه، فقد حرق المحاكم واغتال القضاة الذين يصدرون الأحكام ضد مجرميهم وقتلوا رئيس وزراء مصر النقراشي باشا عام 1948، وحرقوا القاهرة عام 952، وأكمل سيد قطب ما بدأه حسن البنا من إرهاب، وكتب معالم في الطريق وظلال القرآن، و هما من أهم الكتب التى تعتمد عليها كل الجماعات الارهابية في العالم".
اعترف يوسف القرضاوى مٌنظر جماعة الإخوان الإرهابية باغتيال جماعة الإخوان للمستشار الخازندار، وتمر اليوم الذكرى الـ73 على اغتيال المستشار أحمد الخازندار وكيل محكمة الاستئناف الأسبق، على يد عناصر من جماعة الإخوان، إذ كان ينظر فى قضية أدين فيها أعضاء فى تنظيم الإخوان، وذلك فى 22 مارس 1948.
القرضاوى يعترف بعنف الإخوان
وفى تقرير مطول، عبر مواقع جماعة الإخوان الإرهابية، حاول يوسف القرضاوى مٌنظر جماعة الإخوان أن يبرر عنف التنظيم، تحت عنوان "الإخوان والعنف".. شبهة يفنّدها الشيخ يوسف القرضاوى، إلا أن الشيخ الإخوانى اعترف بأن الإخوان نفذوا سلسلة اغتيالات لمجموعة من شخصيات مسئولة مصرية، قائلا: "حادثة قتل القاضي الخازندار فى ظروف معروفة زينت لبعض الشباب المتحمس أن يقتلوا هذا القاضي، ولم يكن ذلك بأمر الأستاذ البنا ولا بإذنه أو علمه وقد استنكر وقوع هذا الحادث ومن الإنصاف أن يوضع الحدث فى ظرفه الزمنى، مقرونا بالباعث عليه، حتى لا يؤخذ من حجمه، ولم يتكرر هذا من الإخوان قط، ولم يفكروا فى أخذ ثأرهم حتى من القضاة العسكريين الذين حكموا عليهم أحكاما لا يشك إنسان موضوعي أنها قاسية ظالمة".
هذا نص ما قاله "القرضاوى" عبر بوابة الجماعة، فحاول القرضاوى أن يبرئ الإخوان من العنف، حيث حاول إقناع قواعد التنظيم بأن محاولة اغتيال "القاضي الخازندا" لم تكن بأمر حسن البنا وأن الظروف وقتها كانت تسمح بالاغتيالات وهذا كذب وتدليس من مُنظر الإخوان.
واغتيل "الخازندار" فى صباح يوم 22 مارس 1948، بعدما خرج من منزله بشارع رياض بحلوان ليستقل القطار المتجه إلى وسط مدينة القاهرة حيث مقر محكمته، وكان فى حوزته ملفات قضية كان ينظر فيها وتعرف بقضية "تفجيرات سينما مترو"، والتى اتهم فيها عدد من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، وما أن خرج من باب مسكنه حتى فوجئ بشخصين هما عضوى جماعة الإخوان حسن عبد الحافظ ومحمود زينهم يطلقان عليه وابلا من الرصاص من مسدسين يحملانهما. أصيب الخازندار بتسع رصاصات ليسقط صريعا فى دمائه.
بداية القصة عندما كان ينظر "الخازندار" فى قضية اعتداء بعض شباب الإخوان على جنود بريطانيين فى الإسكندرية فى 22 نوفمبر عام 1947، حيث حكم عليهم بالأشغال الشاقة المؤبدة، ليرد حسن البنا مؤسس الجماعة على تلك الأحكام، قائلا: "ربنا يريحنا من الخازندار وأمثاله"، عندما قال حسن البنا هذه المقولة كان بجواره عبد الرحمن السندى، مسئول التنظيم الخاص حينها، حيث اعتبر ما قاله مؤسس الجماعة، أنه أوامر لهم بالتخلص من الخازندار، وبالفعل فى 23 مارس 1848، كان الخازندار خارجًا من منزله بحلوان ليستقل القطار المتجه إلى وسط مدينة القاهرة للذهاب إلى المحكمة، وكان يحمل ملفات تفجيرات "سينما مترو" المتهم فيها عدد من أعضاء الإخوان.
وبحسب كتاب "أمراء الدم": صناعة الإرهاب من المودودى وحتى البغدادى للكاتب خالد عكاشة، فإن النظام الخاص داخل جماعة الإخوان بقيادة عبد الرحمن السندى، نفذ عددا من العمليات الإرهابية والتخريبية، إذ تم نسف عدد من المحلات اليهودية أثناء حرب فلسطين واغتيال النقراشى باشا، والمستشار أحمد الخازندار فى 22 مارس 1948، وكذلك نسف شركة الإعلانات الشرقية التى كان يمتلكها يهودى آنذاك فى نوفمبر من نفس العام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة