تستعد وزارة السياحة والآثار المصرية لنقل مومياوات المتحف المصرى بالتحرير إلى المتحف القومى للحضارة يوم 3 أبريل المقبل، ويصل عددها إلى 22 مومياء ملكية، واليوم نلقى الضوء على الملك أمنحتب الثانى، الذى يعد من أشهر فراعنة الدولة الحديثة المحاربين وعرف باسم "الملك الرياضى"، وورث إمبراطورية كبيرة عن والده سيد ملوك مصر المحاربين الفرعون الأشهر الملك تحتمس الثالث، وشن حملات عسكرية قليلة فى سوريا.
أمنحتب الثانى
يقول كتاب "الفراعنة المحاربون.. دبلوماسيون وعسكريون" للدكتور حسين عبد البصير، عرف عن الملك أمنحتب الثانى أنه كان محبًا جدًا للألعاب الرياضية، فكان الملك رياضيًا قوى البنيان، وكان يجيد ركوب والتعامل مع الخيل، وكان من ضمن هواياته الذهاب إلى الحرب على اعتبار أنها رياضة مسلية كما كان يراها.
وأضاف الدكتور حسين عبد البصير: حاول أمنحتب الثانى الاحتفاظ بالإمبراطورية الأسيوية التى امتلكها عن والده الملك تحتمس الثالث العظيم وذلك باستخدام القسوة فى سحق أى تمرد قد يبدر ضده، فنراه فى السنة الثالثة من حكمه يرسل حملة إلى شمال سوريا، وكانت تلك أول الحروب التى شنها على آسيا، ووجدنا نقوشًا فى أعمدة إلفنتين وفى أرمنت، يفخر فيها الملك الرياضى أمنحتب الثانى بقتله سبعة أمراء من شمال سوريا، وقاد فى العام السابع من حكمه حملة إلى فلسطين فأخضع أمراءها، ثم استولى عليها فى مدة قصيرة، ثم عبر النهر، ثم استولى على العديد من البلدان والقرى.
ثم اتجه بعدها إلى مدينة قادش الشهيرة التى ما إن علم أهلها بوجوده حتى ذهبوا يقدمون له يمين الولاء والطاعة، وبعد ذلك اتجه الفرعون الرياضى إلى إلفنتين وعاد منها بغنائم كثيرة لمصر العظيمة، وفى العام التاسع من حكمه، أرسل حملة ثانية إلى شمال فلسطين لإخماد ثورة قامت فيها، فهزم أهلها هزيمة نكراء، وأخذ منهم أسرى يقدر عددهم بتسعين ألف أسير، ووصل بجيشه إلى نهر الفراتببلاد النهرين (العراق حاليًا).
ونتيجة لانتصاراته المدوية، أسرع إليه أمراء آسيا محملين بالهدايا ومقدمين إلى جلالة الفرعون الرياضى فروض الولاء والطاعة، وبعد العام التاسع من حكمه، توجه الملك أمنحتب الثانى إلى الاهتمام بشئون البلاد الداخلية بعد أن شعر بالرضا عن إنجازاته الحربية التى جلبت له الاستقرار والراحة والأمان فى أرجاء الإمبراطورية المصرية الفسيحة.
رحل الملك أمنحتب الثانى بعد أن حكم مصر لمدة 25 سنة، ودفن فى مقبرة بوادى الملوك وهى المقبرة رقم 35، وقد تم نحت هذه المقبرة فى الصخر وتم تزيينها بصور مجموعة كتب العالم الآخر.
وقد اكتشف هذه المقبرة فيكتور لوريه فى عام 1898م، ولعل أهمية هذه المقبرة ترجع إلى أنه فى إحدى الحجرات الجانبية فى هذه المقبرة، تم اكتشاف خبيئة لمومياوات الفراعنة وعثر بها على عدد كبير من المومياوات معظمها لملوك نقلوا إلى مقبرته منهم ابنه تحتمس الرابع، وحفيده أمنحتب الثالث وزوجة الأخير الملكة تى، والملوك سبتاح ومرنبتاح ورمسيس الرابع والخامس والسادس وسيتى الثانى وست نخت، بالإضافة إلى صاحب المقبرة الذى وجد داخل تابوته وحول عنقه أكليل من الزهور.
يذكر أن عدد المومياوات التى سيتم نقلها يبلغ عددها 22 مومياء ملكية، ترجع إلى عصر الأسر17، 18، 19، 20، من بينها 18 مومياء لملوك و4 مومياوات لملكات وهم "الملك رمسيس الثانى، رمسيس الثالث، رمسيس الرابع، رمسيس الخامس، رمسيس السادس، رمسيس التاسع، تحتمس الثانى، تحتمس الأول، تحتمس الثالث، تحتمس الرابع، سقنن رع، حتشبسوت، أمنحتب الأول، أمنحتب الثانى، أمنحتب الثالث، أحمس نفرتارى، ميريت آمون، سبتاح، مرنبتاح، الملكة تى، سيتى الأول، سيتى الثانى".