يستعرض الكاتب الصحفي شريف عارف اليوم في حلقاته الوثائقية "حقيقة في دقيقة"، جانباً من كفاح المرأة المصرية فى سبيل الحرية والاستقلال.
يقول الكاتب شريف عارف: لعل أعظم منجزات ثورة 1919، هو قدرتها على تغيير المفاهيم، وقدرة الشعب على التواصل مع هذه المتغيرات. من بين تلك المتغيرات "خروج المرأة " المصرية من بيتها لا للبحث عن لقمة العيش أو مزاحمة الرجل، ولكن للبحث عن الحرية والاستقلال.
وأضاف "عارف": كانت فكرة خروج المرأة المصرية من بيتها جريئة لأبعد الحدود، ولكن "الهوانم" كن أكثر جرأة فى التعامل معها، فكانت النخبة النسائية على درجة رفيعة من الرقى والحس الوطنى المرهف. فبعد أسبوع واحد من انطلاق شرارة الثورة تحركت النساء باحثات عن حرية وطنهن.. وحريتهن أيضاً..! فقبل اندلاع الثورة فى مصر بأربعة أعوام تم إعدام ممرضة بريطانية، مهتمة بالشئون الإنسانية إبان الحرب العالمية الأولى من قبل الألمان، لأنها ساعدت العديد من جنود الحلفاء الذين هربوا من بلجيكا المحتلة خلال الحرب، وقَدمت للمحاكمة العسكرية لإدانتها بالخيانة. ورغم الضغط الدولى، تم إعدامها رميا بالرصاص. وقد هز حادث إعدامها العالم كله.
وأوضح " عارف " الحادث كان ملهماً للنساء المصريات فى ثورتهن عام 1919 ، فعندما اقترب الجنود البريطانيون من مظاهرة للنساء المصريات صرخت السيدة هدي شعراوي فيهم قائلة : " فتكن هناك "مس كافيل" أخرى فى مصر"!
يذكر أن شريف عارف هو كاتب صحفى، ورئيس اللجنة النوعية للإعلام بحزب الوفد، وصدرت له عشرة مؤلفات سياسية ووثائقية أبرزها " الإخوان فى ملفات البوليس السياسى" و"26 يناير.. حريق القاهرة مدبرون ومنفذون"، وحصد عدد كبير من جوائز العمل الصحفى، ونال تكريمات من عدة جهات بحثية. كما أشرف على مشروع توثيق مئوية ثورة 1919، وحقق فى المجلد التذكارى والفيلم الوثائقى" الثورة الأم" بهذه المناسبة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة