استطاعت رابعة العدوية أن تصنع اسما كبيرا فى التراث الإسلامى، إذ صارت رمزا على المحبة الإلهية والتفانى الكامل فى المعية مع الله.
عرفْتُ الهَوى مُذ عَرَفْتُ هواك
وأغْلَقْتُ قَلْبى عَلىٰ مَنْ عَاداكْ
وقُمْتُ اُناجِيـكَ يا مَن تـَرىٰ
خَفايا القُلُوبِ ولَسْنا نراك
ولدت رابعة بنت إسماعيل العدوية، والملقبة بأم الخير، مولاة آل عتيك، فى مدينة البصرة، فى سنة 100 هجرية على وجه التقريب، ولا يعرف عن حياتها الأولى، إلا أنها نشأت يتيمة بعد موت أبيها الفقير وكانت البصرة تعانى من الجوع وانتشار الأمراض، وكانت لها شقيقات تفرقت بهن السبل بعد ذلك فصارت وحيدة، ويقول البعض إن أحد اللصوص خطفها وباعها بستة دراهم.
أحِبُكَ حُبَيْنِ حُبَ الهَـوىٰ
وحُبْــاً لأنَكَ أهْـل لـِذَاك
فأما الذى هُوَ حُبُ الهَوىٰ
فَشُغْلِى بذِكْرِكَ عَمَنْ سـِواكْ
ذات يوم من الأيام ذهبت رابعة لقضاء حاجة لسيدها، فإذا بأحدهم يتبعها بنظرات تبطن الشر، ففزعت واختبأت ثم أخذت تناجى ربها أن يحفظها.
وبعدما نجاها الله سبحانه وتعالى، ظلت رابعة العدوية تذكر هذا الموقف، الذى أثر كثيرا في حياتها، وبعدما نالت حريتها، تفرغت تماما للعبادة.
وامّـا الذى أنْتَ أهلٌ لَهُ
فَلَسْتُ أرىٰ الكَوْنِ حَتىٰ أراكْ
فلا الحَمْدُ فى ذا ولا ذاكَ لي
ولكنْ لكَ الحَمْدُ فِى ذا وذاك
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة