طالب أحمد الطاهرى رئيس تحرير روز اليوسف، بإقالة أسامة هيكل وزير الدولة للإعلام، حيث أشار فى منشور على صفحته الشخصية على موقع "فيس بوك"، إلى أن الكيل فاض من محاولات مكشوفة من أجل جر الإعلام المصرى بكل مكوناته (صحافة. إذاعة. فضائيات. أكاديميين) إلى حالة من الاشتباك الرخيصة التى تعكس انتهازية وخسة صانعيها.. ومن يتصدرها.. ومن يقف خلفه.
وأضاف: "لا أحد يعرف أن أهدافهم مكشوفة لدين.. وكان بإمكاننا أن نجارى هذا الأسلوب.. وأن نرد الإساءة بما هو أبعد مما يتخيل هذا الجمع من الصبية عديمى المسئولية".
وتابع: "لكننا.. ندرك الظرف الوطنى الدقيق والتحديات البالغة التى تواجهها مصرنا الغالية والتى تتطلب إعلاما مصريا مقاتلا متوحد الصفوف والأهداف.. قادرا على خوض معارك هذه الأمة بكل ما يملك من معرفة متسلحًا بصدق رسالته الإعلامية الوطنية".
واستطرد قائلا: "السيد رئيس مجلس الوزراء.. أننى أتشرف بكونى أحد أبناء الصحافة المصرية وتعلمنا فى هذه المهنة أن نحمل كرامتنا قبل أقلامنا.. الإعلام المصرى يا دولة الرئيس ليس إعلام إثاره هدفه تحقيق فوضى مجتمعية على حساب مصلحة وطنه ولكنه إعلام وطنى منضبط يدرك أبعاد مرحلة الثبات المؤسسى التى كانت تحتاجها حكومتكم الموقرة لكى تحقق ما تم من إنجاز.. فكان الإعلام شريكا حاضرا يشرح ويفسر ويشتبك مع كل خصوم الدولة وهذا دوره ولا ينتظر عليه جزءا أو شكورا.. لأن إنجازنا يتحقق مع كل إنجاز نراه على أرض مصر.
الإعلام المصرى يا دولة الرئيس كان ومازال على خط المواجهة أمام إعلام معادى للأمة المصرية كلها.. وواهم من يظن أن أعداء هذا الوطن يستهدفون إدارة سياسية أو حكومة أو مسئول ولكن الهدف الكيان المصرى ذاته.. ويعمد إلى تغذية روح الفرقة وشق الصفوف.. وينشد اليوم الذى يتناحر فيه المصريون من أجل كسر الكتلة الوطنية الداعمة لمشروع الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى. وما كنا نستغرب سيل الطعنات والشائعات والإهانات القادمة إلينا من معسكر أعداء مصر، ولكن جاءت الطعنات غدرا من قلب الحكومة المصرية وبرضاها وتحت سمعها وبصرها".
وتابع: "لعل سيادتك تتذكر الحرب التى أشعلها دون مبرر الأستاذ أسامة هيكل وزير الدولة للإعلام فى نوفمبر الماضى مع الإعلام المصرى كله بلا استثناء، وأنه ارتضى أن يكون ظهيره الإعلامى فى خلافه.. إعلام الهاربين.. من جماعة الإخوان الإرهابية. وذلك بعدما قدم الوزير لهم كرامة الإعلام المصرى طواعية.. بل صور الدولة المصرية كلها وكأنها دولة بوليسية تدار بالدسائس والمؤامرات عندما كتب على صفحته الشخصية (صدرت الأوامر) !. وفيما كنا نستغرب النمط غير المعهود على رجال الدولة المصرية.. طلب الوزير لقاء لشرح وجهة نظره وذهبت إليه مع الزملاء لأننا أهل رأى وحوار".
وأضاف: "هناك تحدثت إلى الوزير ولعله يتذكر.. فضلا عن كون اللقاء مسجلا لديه.. وهناك كان الحديث من جانبى واضحا أن ما ارتكبه إهانة للدولة نفسها وأنه تسبب فى تعقيد المشهد بسبب عدم قدرته على الإدارة السياسية لخلاف وكيف يرتضى لنفسه أن يصبح إعلام القتلة ظهيرا له أمام إعلام بلده مهما كانت المبررات؟ وكان الرد متصلبا.. أعقبه جمود.. لا يتسق مع المسئولية السياسية للوزير.. وانتهى اللقاء.. بفقدان الأمل فيه وزيرا. وقررنا حينها أن نكتب الحقائق كاملة إلى الرأى العام المصرى.. وجاءت دعوة التهدئة من السيد كرم جبر رئيس المجلس الأعلى للإعلام والتزمنا. "
وواصل: "ثم أطل علينا منذ أيام.. وكيل حاضر عن طرف معلوم.. اسمه الدكتور أيمن منصور ندا.. قام بمحاولة الاشتباك مع عدد من الزملاء ثم تجاوز فى حق رئيس المجلس الأعلى للإعلام تحت بند النقد. والتزمنا الصمت لأننا نخوض معاركنا مع أفكار وليس أشخاص.. هكذا تعلمنا احترام أولويات الرأى العام ثم أظهر هذا الدكتور هويته بوضوح.. عندما تبنى رواية خلقها إعلام الجماعة الإرهابية قبل أشهر.. وأعاد إنتاجها فى صورة مقال على صفحته الشخصية تضمنت ما يمس أجهزة الدولة السيادية.. واقحم اسم نجل السيد رئيس الجمهورية فى مقاله لتحقيق هدف واضح وهو ضرب أحد رجال الدولة ظنا منه أن ذلك يغير فى معادلات محددة يسعى إليها أو يسعى إليها من حركه.. الدكتور الجامعى يا دولة الرئيس يعيد إنتاج رسائل الإخوان الإعلامية بكل بساطه.. الفارق أن الجماعة الإرهابية كانوا أكثر وضوحا منه.. بينما النتيجة واحدة وهو استهداف الرأى العام المصرى بسيل من الأكاذيب تجاه أسماء بعينها لم يقم الدكتور الجامعى بزيادة أو نقصان عن روايتهم.. مستشهدا بمهنية قناة الجزيرة.. وكأن الدكتور الجامعى لا يعلم أنه ينتمى إلى دولة لها سياسة خارجية تحترم الغير ولا تتدخل فى شئون الدول وتشعل المجتمعات لكى تعتمد على نمط إعلامى مشابه للجزيرة التى أعطاها مصداقية على حساب الإعلام المصرى الضعيف من وجهة نظره".
وتابع: "حينها كنا قد عقدنا العزم على الكتابة والرد عليه بما يليق.. منعا لإرباك الرأى العام المصرى بمثل هذه الرسائل، إلا أنه قام بمسح المقال. واعتذر.. ولكن جرى ذلك بعد انتشاره بمعرفة لجان إلكترونية.. وتبنته قناة الجزيرة القطرية، وبعدها كانت المكافأة نصيب الدكتور الجامعى وتمت الاستعانة به لتدريب المتحدثين بالوزارات بمعرفة وزير الدولة للإعلام!.
ولكن أن يصل به الأمر و يتجاوز و يصف إعلام مصر فى معظمه إعلام بغال!.. فهذه إهانة لا نقبلها على المنظومة الإعلامية المصرية من أصغر محرر إلى أكبر رأس بداخلها.. وليس ذنبنا أن هذه المنظومة لم توظفه.. أو تستعين به.. وعندما تم الاستعانة به من قبل إحدى القنوات.. تم الاستغناء عن خدماته فى أيام معدودات !"
ووجه مجموعة من الأسئلة قائلاً: "لماذا لم يصب غضبه وتجاوزه فى حق الإعلام المصرى حينها.. ما الذى تغير؟.. ماسر هجومه الآن؟".
وأضاف مخاطبا رئيس الوزراء: "السيد رئيس مجلس الوزراء لقد تم إقحام الإعلام المصرى فى سجال فارغ لتشتيته وكنا سنتجاوز مثلما تجاوزنا ما افتعله وزير الدولة سابقا.. ولكن عند كرامتنا فلا صمت ولا حديث ولا أسف.
إن كرامتنا غالية.. وأكبر من مثل هذه المعارك التى ارتضيتموها من قبل وزير الدولة للإعلام ودكتور الإعلام المتجاوز فى حق إعلام مصر، والذى يستعين به الوزير هيكل.. والحديث نفسه موجه إلى جامعة القاهرة.. هل ترضى يا دولة رئيس الوزراء باستخدام نفس التشبيه على أعضاء الحكومة؟.. هل كان سيرضى رئيس جامعة القاهرة بأن نستخدم نفس التشبيه فى حق أساتذة الجامعة وكلية إعلام القاهرة؟.. لكننا أبدا لا نرضى.. ولا نقبل الإهانة لنا أو لغيرنا.
السيد رئيس الحكومة.. إن ما جرى من إهانة عن قصد للإعلام المصرى إنما يجعلنا نناشدكم..
إقالة الأستاذ أسامة هيكل وزير الدولة للإعلام ومعه المستعان به الدكتور أيمن منصور ندا.
وهذا بيان منى بعد عرض.. ومناشدة بعد تبين.. فاض الكيل يا دولة الرئيس. وأطالب جموع الصحفيين المصريين ورجال الإعلام المصرى الوطنى بالانضمام إليه احتراما لأنفسنا ومهنتنا ولشرف الانتماء إلى منظومة الإعلام المصرى.
عاشت مصر وعاش إعلام مصر شامخا مستمدا الكبرياء من شرف الانتماء اليها."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة