أدركت مبكرا وهى بنت 14 عاما وعينيها رأت الحياة صعبة، وأنه كتب عليها تحمل المسئولية وتكون بقلب 100 رجل، حتى أصبحت ذراعيها هما عكازها الذى تقوى به لرعاية والديها وأشقائها المعاقين، خرجت للعمل بالأراضى الزراعية، لتعلمهم وتزوجهم، ولم تستسلم من حرمان الإنجاب بعد زيجة غير موفقة، وتزوجت مرة ثانية لتكون أما لأبناء زوجها، لتستحق لقب الأم المثالية بالشرقية لعام 2021 بجدارة.
السيدة أحلام محمود محمد بسيونى، الحائزة على لقب الأم المثالية بالشرقية "الأم المعيلة"، ربما الاسم وحده يعطيك أملا أن المستحيل يتحقق، فالبسمة المنغمسة بشقى العمر لا تفارق وجهها، "طلعت على الدنيا ما لقيتش اللى يشيل عني"، هكذا لخصت مسيرة شقى عمرها، لـ"اليوم السابع"، وقالت: ولدت وسط أسرة بسيطة من أب عامل زراعى وأم ربة منزل وخمسة أشقاء بينهم إثنين معاقين.
وأضافت أحلام، كنت فى عمر 13 سنة وبدأ والدى يمرض بالمرض الخبيث، لايقدر على العمل فكنت أنا "ذراعه الذى يتكىء عليه للذهاب للمستشفى والعمل من أجل توفير لقمة العيش، سنوات بين مرض وعلاج، حتى توفى والدى وأنا بعمر 17 عاما، وأخى الأصغر لم يكمل 10 سنوات، وتركت شهادة دبلوم التجارة فى الدولاب وأكملت الطريق بالعمل فى الأراضى الزراعية، فيومى كان يبدأ من الساعة 4 فجراً حتى 7 ليلاً، أعمل باليومية من أجل جنيهات قليلة، وأثناء الرحلة أصيبت والدتى بشلل نصفى، فتوليت رعايتها حتى توفيت وظلت ذلك لأكثر من 15 عاما وبعد وفاتها قمت بتربية أشقائى الذين أصبحوا ينادون على بلقب ماما حتى تمكنت من إتمام زواجهم، فضلا عن أن لديها شقيقة من والدها تدعى شربات وتعانى من ضمور العضلات، وشقيق أخر يعانى من شلل الأطفال.
وتابعت الأم المثالية، أحلام، وهى تزرف الدموع من عينيها، أنها تقدمت لمسابقة تعيينات الدبلوم ورغم تعيينها عملت بمكتب محاماة لاستكمال المشوار، ثم تزوجت وعمرها تعدى الثلاثين عاما، لكنها كانت زيجة غير موفقة وعاشت ظروف صعبة لمدة 12 عاما بسبب الخلافات الزوجية والعائلية، حتى انتهت بالانفصال.
وأردفت قائلة، "بعد مشوار طويل عمره 45 عاما، كان الله كريما معى، فرزقنى بالزوج الصالح بمعنى الكلمة، فهو أب لثلاثة أبناء والآن يعتبرونى أما لهم، وأرعى حماتى التى تعيش معى فى نفس المنزل وعمرها 91 عاما، موضحا أن زوجى هو الذى غمرنى بعطفة ومحبته وأبناءه يحترموننى ووالدته تعاملنى بمثابة ابنتها، موضحة أن وجود زوجى فى حياتى أعاد لى الأمان، وجدد طاقة العطاء داخلى لأسرتى الصغيرة وأسرتى الكبيرة، فهو بجانبى فى السراء والضراء كتفا بكتف.
واختتمت أحلام، الأم المثالية، عندما علمت بمسابقة الأم المثالية، توقعت أنها مسابقة للأمهات اللاتى أنجبن أطفال وأنا حرمت من تلك النعمة، ولكن نصحنى زملائى بتقديم أوراقى "افتكرتها مسابقة للأم التى لديها أولاد"، وبالفعل لم أصدق نفسى عندما أخبرونى بحصولى على لقب الأم المثالية وبكيت من الفرحة وزوجى وأبناؤه فرحوا جدا وأكدوا أننى بالفعل أستحق كل التقدير والاحترام على العطاء والمجهود وكلله الله بالنجاح.
أحلام محمود محمد بسيوني _ الحائزة علي لقب الأم المثالية بالشرقية
محافظ الشرقية يكرم السيدة أحلام محمود محمد بسيوني