كشفت خبيرة المومياوات الدكتورة رانيا أحمد علي مدير إدارة ترميم مومياوات المخازن المتحفية بوزارة السياحة والآثار، عن تاريخ مومياوات ملوك وملكات مصر الـ 22، المقرر نقلها من المتحف المصرى بالتحرير، لعرضها بمقرها الدائم داخل قاعة المومياوات الملكية بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط يوم 3 أبريل المقبل.
وقالت الدكتورة رانيا - لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - إن المومياوات الملكية المنقولة تتضمن 18 ملكا من عصور الأسرات الـ 17 و 18 و 19 و 20)، منهم 9 مومياوات عثر عليها في خبيئة الدير البحري (مقبرة رقم 320) و9 مومياوات عثر عليها في خبيئة وادي الملوك (مقبرة رقم 35).
مومياء
وأضافت أنه سيتم كذلك نقل مومياوات لـ4 ملكات، عثر على واحدة منها في خبيئة الدير البحري، والثلاثة الأخرى عثر عليها في مقابر متنوعة.
وأشارت إلى أن أبرز تلك المومياوات، مومياء الملك رمسيس الثاني (حوالي 1279 ق م–1213ق م)، وهو أشهر وأعظم ملوك مصر القديمة، ثالث ملوك الأسرة ال 19، ويعزى له العديد من الآثار في البلاد مثل معبد الرمسيوم وجزء كبير من صالة الأعمدة الكبرى بمعابد الكرنك، ومعابد النوبة مثل أبو سمبل وبيت الوالي وجرف حسين، كما له نشاط حربي ضد الحيثيين، ومن أشهر المعارك التي خاضها ضدهم في قادش، وأعقبها ما يشبه بتوقيع أول معاهدة سلام، وزوجته الملكة الشهيرة نفرتاري التي بنى لها معبدا بجوار معبده ب"أبوسمبل".
ولفتت إلى أنه سيتم نقل مومياء الملك سقنن رع (حوالي 1560ق م-1555 ق م) وهو من أهم ملوك الأسرة ال17 الطيبية، والذي شرع في الكفاح ضد الهكسوس، ووافته المنية إثر سقوطه صريعا في إحدى معاركه مع الهكسوس.. موضحة أن بردية ( سالييه الاولى) صورت لنا جانبا من أحداث هذا الصراع، حيث توفى إثر تلقيه ضربة موجعة في رأسه عبر بلطة اسيوية الصنع علي الأرجح، كما تبين من خلال إجراء التحاليل على المومياء الخاصة به والتي ستعرض بجوار فاترينة عرضه بمتحف الحضارة.
مومياوات
وأوضحت أنه سيتم نقل مومياء الملك أمنحتب الأول(حوالي 1525 ق م– 1504 ق م )، وهو ابن الملك أحمس الاول والملكة أحمس نفرتاري، وثاني ملوك الأسرة ال 18، وله سجل حربي حافل بالجنوب، ويعتقد أن في عهده بدأ إنشاء قرية العمال في منطقة دير المدينة بالأقصر، ولذلك فقد تم تقديسه بها فيما بعد، ولا تزال المقبرة الرئيسية التي دفن بها غير معروفة، وقد عثر على موميائه بخبيئة الدير البحري بالأقصر.
وأضافت أنه سيتم نقل مومياء الملك تحتمس الأول (حوالي 1504 ق م – 1492ق م) وهو ثالث ملوك الاسرة ال 18، ويتميز بإنجازاته الحربية فيعزى له توسيع حدود مصر جنوبا وشمالا حتى نهر الفرات، ويعتبر أول ملوك الاسرة ال 18 الذي استخدم منطقة وادي الملوك بالأقصر كمدفن للأسرة الملكية وتقع مقبرته بوادي الملوك وتحمل رقم 38 .
وتابعت أنه سيتم أيضا نقل مومياء الملك تحتمس الثاني (حوالي 1492 ق م – 1479ق م)، وهو ابن الملك تحتمس الأول، وحاول استكمال إنجازات والده العسكرية، ولكنه توفى ولم يستمر حكمه طويلا.
مومياء
وكشفت عن نقل مومياء الملك تحتمس الثالث (حوالي 1479 ق م - 1425ق م)، وهو أعظم ملوك مصر القديمة المحاربين، ابن الملك تحتمس الثاني، خاض العديد من الحملات الحربية في منطقة الساحل السوري، ويسجل له انتصاره في معركة مجدو الشهيرة، وأشهر وزرائه "رخمي رع" المعروف بنص مهام الوزير الشهير الذي يعدد أعباء وسلطات الوزير، ومقبرته تقع بوادي الملوك بالأقصر رقم 34.
وقالت إن من بين المومياوات المنقولة مومياء الملك أمنحتب الثاني (حوالي 1427 ق م– 1400ق م) وهو سابع ملوك الاسرة ال 18 ، ويعرف ب (الملك الرياضي) ، كما ينعكس من خلال المناظر والنصوص التي نقلت لنا جانبا من اهتماماته ، كما يسجل له نشاط حربي في بلاد الساحل السوري وأيضا النوبة ، وقد دفن بمقبرة KV 35 بوادي الملوك بالأقصر ، التي لم تضم مومياءه فقط وإنما ضمت أيضا كلا من تحتمس الرابع ، أمنحتب الثالث ، مرنبتاح ، سيتي الثاني ، سي بتاح ، رمسيس الرابع ، ورمسيس الخامس ، ورمسيس السادس.
وأضافت انه سيتم نقل مومياء الملك تحتمس الرابع (حوالي 1400 ق م – 1390ق م) لمتحف الحضارة، وهو ابن الملك أمنحتب الثاني، ويعزى له لوحة (الحلم الشهيرة) التي تقع بين الأقدام الأمامية لتمثال أبو الهول في منطقة أهرامات الجيزة، وتسرد هذه اللوحة قيامه بتنظيف وإزالة الرمال الموجودة على جسم أبو الهول وذلك كدعاية سياسية تمكنه من تولي عرش البلاد، وكان عهده يتميز بالسلام مع دول وممالك الشرق الأدنى القديم مثل ميتاني، وتقع مقبرته بوادي الملوك بالأقصر وتحمل رقم 43.
وتابعت أن من بين المومياوات المنقولة مومياء الملك أمنحتب الثالث (حوالي 1390 ق م– 1352ق م) وهو من أعظم ملوك مصر القديمة، ابن الملك تحتمس الرابع من زوجته "موت إم ويا"، ويعتبر عهده هو ذروة ازدهار ورخاء الدولة الحديثة، بما جعله جديرا بأن يطلق عليه "العظيم" في الدراسات الغربية، كما يعرف بمراسلاته الشهيرة مع ملوك وحكام بلاد الشرق الأدنى القديم مثل بابل وميتاني والتي عثر عليها بالعمارنة.
إحدى المومياوات
وأشارت إلى نقل مومياء الملك سيتي الأول (حوالي 1294 ق م– 1279ق م )، وهو ثاني ملوك الأسرة ال19، يسجل له العديد من الانشاءات العظيمة مثل المساهمة في تشييد صالة الاعمدة الكبرى بمعبد الكرنك بالأقصر، فضلا عن معبده الجنائزي الشهير في أبيدوس بسوهاج، كما أن له سجلا حربيا حافلا ، فقد قام بمطاردة كل من البدو الاسيويين وأيضا تصدى لهجمات الحيثيين، ويذكر له نشاط تعديني في الصحراء الشرقية والنوبة، ومقبرته تقع بوادي الملوك بالأقصر وتحمل رقم 17.
ولفتت إلى أنه سيتم نقل مومياء الملك مرنبتاح (حوالي 1213 ق م- 1200ق م) وهو رابع ملوك الأسرة ال19، وهو ابن الملك رمسيس الثاني ، يسجل له نشاط عسكري ضد الليبيين ، كما يعزى له ما يعرف (بلوحة إسرائيل)، والتي ذكرت فيها باعتبارها مجموعة من القبائل التي قضي فيها الملك علىي بذرتهم – كما يذكر النص - بما شكلوه من تهديد لطرق التجارة آنذاك، ودفن بوادي الملوك في المقبرة رقم 8.
وأوضحت أن من بين المومياوات الملكية المنقولة لمتحف الحضارة مومياء الملك سيتي الثاني (حوالي 1200 ق م– 1194ق م )
وهو خامس ملوك الاسرة 19 ، و الوريث الشرعي علي الأرجح للملك مرنبتاح، وكان له نشاط تعديني في سيناء ، ويذكر له بعض الانشاءات البسيطة بالكرنك، ومقبرته تقع بوادي الملوك بالأقصر رقم 15.
وأضافت أنه سيتم نقل مومياء الملك سي بتاح (حوالي 1194 ق م – 1188ق م )، وكان الملك قبل الأخير في الأسرة ال 19، تولى العرش عقب وفاة والده الملك سيتي الثاني على الأرجح في ظل اضطرابات وصعوبات جمة في ظل التصارع على العرش آنذاك، ومقبرته في وادي الملوك بالأقصر وتحمل رقم 47.
وتابعت أن مومياء الملك رمسيس الثالث (حوالي 1184 ق م – 1153 ق م)، سيتم نقلها لمتحف الحضارة أيضا، وهو من أهم وأشهر ملوك الاسرة ال20 ، ينسب له التصدي لخطر شعوب البحر، كما سجل في عهده أول إضراب في التاريخ، وتعرض لمؤامرة الاغتيال الشهيرة، وتقع مقبرته بوادي الملوك بالأقصر رقم 11.
ونوهت إلى نقل مومياء الملك رمسيس الرابع (حوالي 1153 ق م – 1147 ق م)، وهو ثالث ملوك الأسرة ال 20، وكان له نشاط تعديني بالصحراء الشرقية، ومقبرته تقع بوادي الملوك وتحمل رقم 2 ، والتي عثر بها على التخطيط المصري القديم لها ومحفوظة حاليا بمتحف تورين بايطاليا.
وقالت إنه سيتم كذلك نقل مومياء الملك رمسيس الخامس (حوالي 1147 ق م – 1143 ق م)، وهو رابع ملوك الاسرة ال 20، كان له نشاط تعديني بسيناء، ويتميز عهده باثنين من أشهر وأهم البرديات مثل بردية (ويلبور)، التي تعد وثيقة مهمة في تاريخ التعاملات الضريبية في مصر القديمة وأيضا بردية (تورين) رقم 1887، والتي تسرد لنا ثمة وقائع فساد مالي بالجهاز الإداري للدولة.
واضافت ان الملك رمسيس الخامس قد توفى مبكرا على ما يفترض بمرض الجدري، وقد دفن في وادي الملوك بالأقصر في المقبرة رقم8 ، والتي استخدمها أيضا خليفته الملك رمسيس السادس.
وتابعت أنه سيتم كذلك نقل مومياء الملك رمسيس السادس (حوالي 1143 ق م – 1136ق م)، وهو خامس ملوك الاسرة ال20، وقد ظل التأثير المصري ممتدا في عهده في أنحاء من الساحل السوري وأيضا في النوبة ، وقد ترك لنا مقبرته المشهورة في وادي الملوك رقم 9.
وأشارت إلى نقل مومياء الملك رمسيس التاسع (حوالي 1126 ق م – 1108ق م)،وهو ثامن ملوك الأسرة ال20، وبدأت الأوضاع تزداد اضطرابا وصعوبة في عهده فقد ازدادت سطوة كهنة آمون ومعها تطلعات المرتزقة الليبيين اللذين سيتطلعون للسلطة فيما بعد، ومقبرته تقع بوادي الملوك بالأقصر وتحمل رقم 6.
وبالنسبة لمومياوات ملكات مصر، كشفت الدكتورة رانيا عن نقل مومياء ملكة مصر أحمس نفرتاري ، وهي من أعظم ملكات مصر القديمة ذوات الاثر الخالد، وهي الزوجة الملكية للملك أحمس الاول والأم الملكية للملك آمنحتب الاول ، وهي أول الملكات التي حظيت بلقب الزوجة الالهية لآمون، وظهر ذلك من خلال حجم من الامتيازات التي تم إغداقها عليها كما بينتها لنا (لوحة الاغداقات) المعروفة عنها ، وظلت خالدة الذكر من خلال تقديسها بجانب ابنها امنحتب الأول بمنطقة دير المدينة.
وأكدت أنه سيتم نقل مومياء الملكة حتشبسوت (حوالي 1473 ق م – 1458ق م) لعرضها بقاعة المومياوات الملكية بمتحف الحضارة ، وهي ابنة الملك تحتمس الأول وزوجة الملك تحتمس الثاني والوصية على العرش بعد وفاة زوجها ثم ملكة مصر بشكل منفرد، مشيرة الى اشهر آثارها وهو معبد الدير البحري بالأقصر ، واشهر موظفيها (سننموت) ، الذي عهد إليه بتربية بناتها، كما يسجل لها نشاطا تجاريا معروفا تمثل في بعثتتها التجارية الشهيرة إلى بلاد بونت، وعثر عليها في المقبرة رقم 60 بوادي الملوك.
وأضافت أنه سيتم كذلك نقل مومياء الملكة ميريت أمون، والتي عثر عليها في خبيئة الدير البحري بالأقصر ، وحملت الملكة القابا ملكية مثل زوجة الملك ، بنت الملك ، اخت الملك ، والزوجة الإلهية، وربما هي ابنة الملكة احمس نفرتاري ، وتزوجت من الملك امنحتب الأول.
ونوهت الى نقل مومياء الملكة تي، أو تيا الزوجة الملكية الكبرى للملك أمنحتب الثالث، وهي ابنة "يويا" أحد كبار موظفي البلاط الملكي في عهد الملك امنحتب الثالث، و"تويا" مغنية الإلهة حتحور، وتم العثور على موميائها في غرفة جانبية من مقبرة الملك أمنحتب الثاني بوادي الملوك بالأقصر وتحمل رقم 35 بواسطة عالم الآثار فيكتورر لوريه في عام 1898.