واصلت مؤشرات البورصة المصرية، تراجعها للأسبوع الرابع على التوالي، نتيجة عوامل خارجية وهي ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية مما تسبب في سحب الاستثمارات الأجنبية من الأسواق الناشئة ومنها مصر، وعوامل داخلية أبرزها المضاربات على بعض أسهم مؤشر إيجي إكس 70، وتزايد استخدام آلية الشراء بالهامش بشكل خاطئ، ويجيب خبراء عن توقعات أداء البورصة المصرية خلال الأسبوع الجاري.
توقع الدكتور معتصم الشهيدي، نائب رئيس مجلس إدارة شركة هوريزون لتداول الأوراق المالية، استمرار الأداء المتذبذب لمؤشر إيجي إكس 70 خلال الأسبوع المقبل، منوهًا إلى أنه حتى لو حدث ارتداد للمؤشر سيكون مؤقت وسيواصل أدائه المتراجع، أما بالنسبة لمؤشر إيجي إكس 30 يتوقع أن يحقق أداء أفضل في ظل ما يردد عن تدخل دعم مؤسسي من البنك المركزي المصري لاستغلال فرصة هبوط بعض الأسهم لمستويات مغرية، وهو ما سيشكل دعم قوي لأداء المؤشر الثلاثيني.
أضاف "الشهيدى"، أن هناك 3 أسباب رئيسية وراء خسارة البورصة المصرية للأسبوع الثالث على التوالي وهى؛ أولًا حجم المضاربات الكبير الذي تم على بعض الأسهم مما شكل فقاعة انفجرت فور ظهور قوى بيعية كبيرة في البورصة المصرية، وهو ما أدى إلى تراجع هذه الأسهم بشكل كبير، وزاد من الأمر أن عدد كبير من المستثمرين محملين بعبء الشراء بالهامش، ومع التراجع اضطرت شركات السمسرة إلى "مارجن" مما عمق من الخسائر.
تابع "الشهيدى"، أن السبب الثاني وراء التراجع بيع مساهمين رئيسيين بشركات كبرى حصصهم خلال الفترة الماضية على رأسهم المساهمين بشركتي الدلتا للسكر، ودايس للملابس الجاهزة، خاصة وأن هذا البيع جاء خلال فترة قصيرة، مما أدى إلى زيادة هبوط السوق، السبب الثالث وهو بيع أغلب الشركات المالكة لأسهم خزينة هذه الأسهم قبل انتهاء المدة القانونية المقدرة بعام للاحتفاظ بهذه الأسهم، مما أدى إلى توصيل رسالة للمستثمرين أن مستويات الأسهم الحالية هي مستويات بيعية.
فيما يرى إيهاب رشاد نائب رئيس مجلس إدارة شركة مباشر كابيتال، أن تدخل البنك المركزي لضخ سيولة سواء داخل صندوق لدعم شركات السمسرة أو تخصيص مبالغ لشراء أسهم بالبورصة يساهم في التقاط الأنفاس بسوق المال، ولن تشهد تراجعات كبيرة بل بالعكس ستشهد ارتدادات لبعض الأسهم التي حققت تراجعًا حادًا، منوهًا إلى أن البنك المركزي سبق أن أعلن ضخ 20 مليار جنيه بالبورصة، لم ينفق منها سوى 500 مليون جنيه، ويتبقى 19.5 مليار جنيه تساهم في تحسن أداء البورصة بشكل كبير.
ونصح "رشاد"، المستثمرين بالبورصة التعلم مما حدث خلال الفترة الماضية، واختيار الاستثمار في الأسهم بناءً على الأداء المالي والتشغيلي للأسهم وليس بناءً على حجم المضاربات عليها، وبما يتناسب مع خطته الاستثمارية وأهدافه، كما نصحهم بالابتعاد تمامًا عن "الجيمات"، التي تحقق أرباح ضخمة، ولكنها تتسبب في خسائر فادحة في أيام محدودة، ودراسة مخاطر آلية الشراء بالهامش قبل استخدامها.
من جانبها قالت رانيا يعقوب رئيس مجلس إدارة شركة ثري واي لتداول الأوراق المالية، إن البورصة المصرية مازالت تبحث عن مستوى القاع قبل معاود الصعود، وأن ما حدث خلال آخر جلستين في الأسبوع الماضي مجرد التقاط أنفاس، مضيفة أن المؤشر الرئيسي يواجه مناطق دعوم هامة عند مستوى 10400 ومستوى 10650 نقطة، ويتوقع أن يتحرك منها المؤشر لمستويات 11000 – 11150 نقطة خلال الأسبوع الجاري.
وردًا على إعلان هيئة الرقابة المالية الاتفاق مع البنك المركزي على إنشاء صندوق لتمويل شركات الوساطة، قالت رانيا يعقوب، إن هذه المبادرة بمثابة رسالة طمأنة للمستثمرين بالبورصة، مفاداها أن حالة الفزع الحالية غير مبررة، وأن المؤسسات الوطنية واثقة من قوة الاقتصاد المصري ولذا ستدعم سوق المال.