من منا لم يتربى على أعماله المسرحية وتعلو صوت ضحكاته بمجرد مشاهده مشهد منها، من منا لم تحفر تلك المسرحيات فى أذهانه ولم تتوقف عند جيل بعينه بل توارثتها الأجيال وأعتادت الفضائيات إذاعتها حتى يومنا هذا ، فهناك بصمة واضحة أستطاع أن يتركها المخرج حسن عبد السلام الذى تحل ذكرى ميلاده اليوم السبت، فى كل العروض المسرحية التى قدمها فلم يكن يوما مخرجا عاديا بل كان عبقريا لماحا قاريء جيد للواقع وكذلك للمستقبل وأستطاع أن ينسج تلك القراءه من خلال عروضه المسرحية بأساليب مختلفة ومبتكرة.
وهب المخرج حسن عبد السلام حياته للفن وقضى أكثر من ستون عاما فى خدمة الفن حتى أنهم لقبوه بشيخ المخرجين فكان حسن عبد السلام بمثابه همزة وصل بين الأجيال فقد عاصر جيل العظماء وواكب الأجيال الجديدة ، عرف بالإلتزامه الشديد لم يتأخر يوما عن موعد بروفة بل على العكس كان يأتي قبل الموعد المحدد بساعة وينصرف أخر واحد ، ومهما كان يعانى من تعب أو إجهاد بمجرد أن يصعد على خشبة المسرح لتوجيه الممثلين تجده وكأنه شاب صغير يجرى هنا وهناك ويوجه الممثلين بكل حب وإخلاص.
الغريب أن الإخراج المسرحى لم يكن حلمه الذى سعى إليه فى البداية ولكن كان يريد أن يكون ممثلا وألتحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية ليحقق حلم التمثيل ومع أول فيلم يعرض له أدرك أنه لا يصلح كممثل فأتجه على الفور للإخراج المسرحى وكان فشله فى التمثيل واتجاه للاخراج بمثابه طاقة القدر الذى فتحت له ولكل الوسط المسرحى حيث أنهم كسبوا مخرجا لم يتكرر ، فكان مبدعا حقيقا ولم يكتفى بالإخراج المعهود ولكنه أبتدع مناهج وأساليب جديده فهو أول من قدم الكوميديا السوداء وكذلك الكوميديا الموسيقيه والمسرح الآسيوى والملحمة الشعبية فى مهرجان دولى.
تعاون حسن عبد السلام مع كبار الكوميديا. مصر مثل فؤاد المهندس وسمير غانم ومحمد نجم وسعيد صالح وأصبح صاحب أكبر رصيد من المسرحيات فى تاريخ المسرح المصرى على مدار عمره الفنى، وبوفاته خسر الوسط المسرحى واحدا من أهم المخرجين المبدعين والعباقره ولكن ترك لنا أعمالنا نتذكره دائما من خلالها ففنه الحقيقي يجعله موجود برغم رحيله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة