أجمع خبراء سوق المال، أن الـ"فقاعة" وراء خسارة البورصة المصرية 52 مليار جنيه منذ بداية شهر مارس الجاري، وفقدان المؤشر الرئيسي 654.56 نقطة وإيجي إكس 70 نحو 490 نقطة، ولكن ما هي الـ"فقاعة"، وكيف تشكلت بسوق المال المصري، ولماذا تسببت في خسائر مستثمرين بسوق المال الأرباح، التي كسبوها خلال عام 2020 في أقل من أسبوعين؟.. ويجيب خبراء بالبورصة عن هذه التساؤلات.
تقول رانيا يعقوب، رئيس مجلس إدارة شركة ثري واي لتداول الأوراق المالية :"بداية هناك مؤشرات بالبورصة تستخدم لقياس التغير في الأسواق المالية، وفي البورصة المصرية يوجد العديد من المؤشرات أبرزها مؤشرا إيجي إكس 30 وإيجي إكس 70، والأول هو الرئيسي، والذي يركز عليه أغلب المتعاملين لقياس أداء السوق ويسيطر على التعامل عليه المؤسسات، ونظرًا للأسهم المكونة للمؤشر كانت تعاملاته تميل في الغالب للصعود، أما الثاني وهو يقيس أداء الشركات الصغيرة والمتوسطة ويسيطر عليه تعاملات الأفراد ويميل في الغالب للأداء العرضي المائل للهبوط، إلا أنه في عام 2020 حدث العكس وارتفع مؤشر إيجي إكس 70 بنسبة كبيرة وحققت بعض أسهم المؤشر ارتفاعًا تجاوز 400% في حين تراجع المؤشر الرئيسي".
أضافت "يعقوب"، لـ"اليوم السابع"، أن السبب الرئيسي لصعود مؤشر إيجي إكس 70 خلال عام 2020، هي سيطرة مضاربات الأفراد على بعض أسهم المؤشر، والتي حققت طفرات سعرية تفوق تقديرات القيمة العادلة لها ولا تتناسب مع أداء الشركة وحجم أصولها، وهو ما يطلق عليه الـ"فقاعة" أي صعود للأسهم بشكل يفوق قيمتها العادلة، ومع استمرار زيادة أسعار هذه الأسهم كان من الطبيعي أن يحدث جني أرباح بعد هذا الصعود التاريخي، إلا أنه تسبب في خسائر حادة لأغلب المستثمرين الأفراد بسبب استخدامهم آلية الشراء بالهامش بصورة تفوق قدراتهم المالية، وهو ما ضاعف خسائرهم خلال هذا التراجع.
أوضحت رانيا يعقوب، أن آلية الشراء بالهامش المعروفة باسم المارجن، هي إحدى الآليات المنتشرة بسوق المال لزيادة أحجام التداول، ويستخدمها المستثمرون لتحقيق هوامش ربحية أعلى من فائدة الاقتراض، إلا أن زيادة تعاملات المستثمرين الأفراد بمؤشر إيجي إكس 70 بهذه الآلية بشكل يفوق قدراتهم المالية خلال فترة صعود الأسهم، تسبب في خسائر حادة لهم خلال عملية جني الأرباح، وفي الوقت نفسه عمق من الخسائر لأن شركات السمسرة اضطرت لبيع أسهم هؤلاء المستثمرين لتغطية مراكزهم المالية.
ونصحت رانيا يعقوب، المستثمرين الأفراد بالبورصة، أن يتعلموا مما حدث خلال شهر مارس الجاري، وألا يتجهوا لاستخدام آلية المارجن بشكل يفوق قدرته المالية وأن يستثمر بأمواله الشخصية، وألا ينتظر غلق المراكز الهامشية خلال الخسائر فقط، وفي الوقت نفسه يستخدمه خلال فترة الصعود فقط.
واتفق معها إيهاب سعيد، خبير أسواق المال، أن مؤشر إيجي إكس 70 حقق صعود قياسي من نحو 800 نقطة في هذا التوقيت من العام الماضي إلى 2470 نقطة خلال شهر فبراير من عام 2021 بنسبة زيادة 209% خلال 11 شهرًا، أي أن هناك أسهم صعدت بنسب تتراوح بين 500-600%، في المقابل لم تصعد أسهم المؤشر الرئيسي بنفس النسب، وهو ما تسبب في حدوث فقاعة، مضيفًا أنه كان من الطبيعي مع الصعود القياسي لمؤشر إيجي إكس 70 أن تشهد عمليات تصحيح والتي تعني تعديل أسعار الأسهم لتعكس الحالة الطبيعية المنطقية للسوق.
أضاف "سعيد"، أن هناك بعض المستثمرين الأفراد بالبورصة المصرية انخدعوا وراء الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما تسبب في تحقيقهم خسائر ضخمة، منتقدًا توجيه اللوم للقائمين على البورصة وهيئة الرقابة المالية سبب هذه الخسائر؛ لأنه من غير المعقول أن يتجه مستثمرين لشراء أسهم وهي في قمة صعودها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة