تمر اليوم ذكرى انتحار الأديبة البريطانية فرجينيا وولف فى يوم 28 مارس سنة 1941، وهى فى عمر التاسعة والخمسين، إذ ولدت فى فى 25 يناير 1882.
كان انتحار فرجينيا وولف سببا كافيا لجعلها فى كل عام حديث الصحف والمثقفين، فما الذى يدفع كاتبة كبيرة ومتحققة بالفعل إلى إنهاء حياتها؟
بحسب دراسة لـ كريستينا رودا ريبيرا، ترجمها الدكتور محسن الرملى، أنه بمراجعة ملف مرض فرجينيا وولف النفسى نجد أنها كانت تعانى من فترات كآبة حادة أو ما يتم الاصطلاح عليه اليوم بـالهوس الاكتئابى أو الاضطراب الوجدانى ثنائى القطب Trastorno bipolar، وفى ذلك الوقت لم يكن الطب النفسى قد طور علاجاً لهذا المرض، ولو أنها كانت حية فى عصرنا هذا لكان بالمستطاع شفاؤها.
وفى 28 مارس 1941 ارتدت فيرجينيا وولف معطفها وملأته بالحجارة وأغرقت نفسها فى نهر اوز، لكنها تركت رسالة أخيرة إلى زوجها، التى توضح لها لماذا أخذت قرار الانتحار، معبرة له عن مدى حبها وامتنانها للسعادة التى كان سببا فيها، قائلة: "عزيزى، أنا على يقين بأننى سأجن، ولا أظن بأننا قادرون على الخوض فى تلك الأوقات الرهيبة مرة أخرى، كما لا أظن أننى سأتعافى هذه المرة، لقد بدأت أسمع أصواتا، وفقدت قدرتى على التركيز، لذا سأفعل ما أراه مناسبا، لقد أشعرتنى بسعادة عظيمة ولا أظن أن أى أحد قد شعر بسعادة غامرة كما شعرنا نحن الاثنين سوية إلى أن حل بى هذا المرض الفظيع، لست قادرة على المقاومة بعد الآن وأعلم أننى أفسد حياتك وبدونى ستحظى بحياة أفضل، أنا متأكدة من ذلك، أترى؟ لا أستطيع حتى أن أكتب هذه الرسالة بشكل جيد، لا أستطيع أن أقرأ. جل ما أريد قوله هو أننى أدين لك بسعادتى، لقد كنت جيدا لى وصبورا على، والجميع يعلم ذلك، لو كان بإمكان أحد ما أن ينقذنى فسيكون ذلك أنت، فقدت كل شىء عدا يقينى بأنك شخص جيد، لا أستطيع المضى فى تخريب حياتك ولا أظن أن أحد شعر بالسعادة كما شعرنا بها".
وارتدت فيرجينيا وولف معطفها وملأته بالحجارة وأغرقت نفسها فى نهر اوز، وُجد جسدها بعد أسبوعين من الحادثة، وقام زوجها بدفن رفاتها واضعًا على قبرها آخر جملها فى روايتها "الأمواج": "سأقذف نفسى أمامكَ، غير مقهورة أيها الموت، ولن أستسلم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة