نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الأحد، أن حركة طالبان المُسلحة أصبحت الآن أمام مفترق طرق حتمي، لاسيما بعدما ظهرت بعض التطورات في المشهد الأفغاني؛ كان من أهمها على الإطلاق: احتمالات تأجيل انسحاب القوات الأمريكية، واقتراح اتفاق سلام جديد.
وذكرت الصحيفة - في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني - أن "طالبان تمكنت على مدى شهور من الحديث عن السلام من جهة، وشن الحرب في جميع أنحاء أفغانستان من جهة أخرى. وبدا أن هذه الاستراتيجية ترضي المتشددين داخل الجماعة المسلحة، الذين يريدون تحقيق نصر عسكري صريح لإنهاء الصراع المستمر منذ 20 عاما، بجانب الأعضاء المعتدلين في الحركة الذين سيقبلون بالحلول السياسية".
وأضافت: إن "ضغوط الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق سلام، مع ذلك، طالبان إلى مفترق طرق حتمي: وهو إما قبول مكان في حكومة تقاسم السلطة، كما اقترحت الولايات المتحدة، وهو من شأنه أن يقرب المجموعة خطوة واحدة من هدفها النهائي المتمثل في استعادة السيطرة الكاملة على البلاد وتشكيل حكومة إسلامية، ومع ذلك فإن أي طريق إلى السلطة يمنع أفغانستان من إعادة تصنيفها كدولة منبوذة سيتطلب حل وسط وهو ما قد يتعارض مع المعتقدات الأساسية للمسلحين".
وتابعت الصحيفة: إن "الموعد النهائي لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من أجل سحب قواته من أفغانستان هو 1 مايو، والذي تحدد بموجب اتفاق بين واشنطن وطالبان تم توقيعه في فبراير 2020، أصبح يلوح في الأفق، وهو ما سوف يفرض على الطرفين المتناحرين إما إلى تنفيذه أو التفاوض على ترتيبات جديدة. ومن هنا، يمكن لواشنطن أن تستنتج مما تفعله طالبان حاليا جوهر قوة الحركة وما هي رؤيتها لمستقبل أفغانستان".
وأشارت إلى أن قيادة طالبان لم تعلن حتى الآن الكثير من التفاصيل بشأن نوع الحكومة التي ستقبلها، بخلاف أنها يجب أن تكون حكومة تحكمها الشريعة الإسلامية.
في السياق ذاته، أبرزت "واشنطن بوست" أن الحوار بين الأفغان يتقدم؛ حيث قال عبد الغني بارادار، الزعيم السياسي البارز لطالبان، في اجتماع عُقد في موسكو الأسبوع الماضي:" ليس هناك شك في وجود بعض الصعوبات على طول الطريق، لكن هذا هو الإطار المتفق عليه".
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، تعليقا على هذه التصريحات، أن "بارادار بدأ يتراجع عن البوادر التي صدرت من إدارة بايدن بأنها قد تؤخر سحب القوات واقتراح حكومة تقاسم السلطة في مسودة خطة سلام مسربة"، مؤكدة أن "كلا الخطوتين ستكونان خروجًا عن الاتفاق المُبرم بين الولايات المتحدة وطالبان في العام الماضي، وهي الوثيقة التي يفضلها المسلحون".
ولفتت إلى أن "الاقتراح الأمريكي الجديد يدعو إلى إجراء محادثات في تركيا بالشهر المقبل وتشكيل حكومة مؤقتة وصياغة دستور جديد تليه انتخابات. فيما قالت الحكومة الأفغانية إنها ستحضر مؤتمر تركيا. بينما لم تعلق طالبان بعد. وتحدث مسئولون أفغان بارزون إن الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني يخطط لاقتراح انتخابات مبكرة لاختيار قادة المرحلة الانتقالية، وذلك خلال مؤتمر تركيا".
في الوقت نفسه، قال أحد كبار قادة طالبان إنه سيعارض أي اتفاق لا يمنح الجماعة السلطة المطلقة على أفغانستان، لأنه يعتقد أن الحكومة الحالية هي امتداد للوجود الأمريكي في البلاد، وهي وجهة نظر رددها مقاتلو طالبان الآخرون الذين قابلتهم صحيفة "واشنطن بوست".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة